سلفية التفجيرات الفكرية والديناميكية
سيد سليم سلمي | Sayed saleem selmey
08/12/2022 القراءات: 1269
سلفية التفجيرات الفكرية والديناميكية
تاريخ النشر : 2017-09-19
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/445654.html
يحزنني جدا أن بعض المفكرين في علاج الظواهر الإرهابية يفكرون بمنطق ملاحقة العَرَض لا علاج المرض، والأكثر إيلاما أن أغلب من حاولوا علاج المرض عالجوه بطريقة خاطئة، كالطبيب الذي أعطى مرهما للقدمين كعلاج لالتهاب الحلق، فلما نبهوه لهذا الخطا، احتج عليهم بأن الراحة تبدأ من القدمين!
هذا حال كثرة من مفكري أمتنا الذين أغراهم المال التكفيري وأسكرتهم اللُعب السياسية، وفي كل الأحوال أقول (بعض لا كل) فهناك علماء ومفكرون أعلنوها صراحة دون مورابة وكشفوا زيف التدين المغشوش النابع من مستنقع نفطي يروي بنجاسته بذور الفتنة في أرض العقول الممسوحة؛ لتنبت أسوأ محاصيل المرار وها هو الحصاد نجنيه أشواكا، تجرح كل ذي مبدأ إسلامي معتدل شريف، وتجعل من دين السماحة واليسر دين عسرٍ وقتل وإرهاب يعم سائر المعمورة!
أقولها بصراحة إنه فكر وافد من مراتع وهابية نجد، صدرته لنا عن طريق الكتب المسمومة والأشرطة الملوثة التي تتهم مصر والعالم الإسلامي علانية بالشرك والخنا والفجور وتتناسى الصورة المشرقة الجميلة الطيبة، كما صدرته لنا عن طريق البث المباشر في نفوس العاملين بتلك البلاد فكانت النتيجة ظاهرة واضحة تطرف وغلو وخروج عن السماحة واليسر.
إن الغرب لم يصنع بنا ولم يضع لنا هذا المنهج الغريب الشاذ عن المبادئ الإسلامية كلها إنما شجع ويشجع تلك التيارات بعد وجودها ويريد تغذيتها وتنميتها للضغط علينا وتشتيت قوتنا؛ لننشغل داخلياً عن قضايانا وقضايا أمتنا الخارجية ولدينا الكثير والكثير في تلك المجالات التي حققناها وعلمناها وما هي من الباحثين الصرحاء ببعيد وفي النهاية نقول: أن هؤلاء الشباب قد ضلوا أيما ضلال وتخطفتهم أفكار الغلاة وأيدي تجار الدين الملوثة السامة؛ فكان ما كان منهم وقد نالوا جزاء طيشهم.
ـ مطاردة المعتدلين واستيراد المتطرفين
إن الذين كشفوا هذا الفكر المنحرف؛ تمت مطاردتهم في أوطانهم وخارجها وكذلك محاربتهم بكل خسة ونذالة في عملهم والتضييق عليهم في أرزاقهم، بل لا نعجب إذا رأينا من يضيق عليهم ويطردون من أوطانهم، مع استيراد أشد أعدائهم من بلدان بعيدة، فاتحاد الفكر المنحرف هو الذي يجمع أصحابه مهما تباعدت بينهم الأمصار أو تناءت بهم الأقطار، والأمثلة على ذلك حية وكثيرة.
إن هذه القنابل الفكرية المتطرفة ـ التي قام ويقوم على تصنيعها هؤلاء المنحرفون الكبار ـ هي أسوأ وأشد أنواع القنابل تأثيرا وتدميرا، إنها القنابل الفتاكة سريعة الانتشار وقوية الانشطار! إنها القنابل المسمومة السامة التي تبيح تكفير المسلمين باسم الله وتعلن الذبح باسم الله وتهدم البنيان وتخرب البلدان وتفتك بالنساء والأطفال، كل ذلك باسم الله! وماذا بعد التكفير، إلا التفجير وسبي الأموال والأطفال والنساء، ولا مانع من إطلاق بعض الألفاظ، مثل: الجهاد، الغزو، قتال المشركين والكفار ـ يقصدون المسلمين الموحدين دونهم ـ وتسمية ما تم سلبه ونهبه بالفيء أو الغنيمة وتوزيع بعضه على المجاهدين الأبطال!.
أقولها بصراحة إنه فكر وافد من مراتع وهابية نجد، صدرته لنا عن طريق الكتب المسمومة والأشرطة الملوثة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
ن الذين كشفوا هذا الفكر المنحرف؛ تمت مطاردتهم في أوطانهم وخارجها وكذلك محاربتهم بكل خسة ونذالة في عملهم والتضييق عليهم في أرزاقهم، بل لا نعجب إذا رأينا من يضيق عليهم ويطردون من أوطانهم، مع استيراد أشد أعدائهم من بلدان بعيدة، فاتحاد الفكر المنحرف هو الذي يجمع أصحابه مهما تباعدت بينهم الأمصار أو تناءت بهم الأقطار، والأمثلة على ذلك حية وكثيرة.