الأصل في كلّ كلام محتمِل أن يُحمل على ظاهره
سيف بن سعيد العزري | SAIF BIN SAID ALAZRI
09/03/2025 القراءات: 20
1️⃣ #قاعدة_أصولية :
“الأصل في كلّ كلام محتمِل أن يُحمل على ظاهره”:
تقرير هذا الأصل:
الظاهر في الاصطلاح عند جمهور المتكلمين هو ما دلّ على معنى يحتمل غيره احتمالاً مرجوحاً، سواء كانت دلالته على ذلك ناشئة عن الوضع كدلالة العام على جميع أفراده أو ناشئة عن العرف كدلالة الصلاة في الشرع على الأقوال والأفعال المخصوصة المبتدأة بالتكبير المختتمة بالتسليم.
وحكم الظاهر عندهم أنّه يجب العمل بالمعنى الذي يدلّ عليه على سبيل الظنّ، وأنّه لا يجوز تركه إلا بتأويل صحيح، وقد حُكي الإجماع على صحة التمسّك بالظاهر.
أمّا عند الأحناف فالظاهر هو "ما يُعرف المراد منه بنفس السماع من غير تأمّل وهو الذي يسبق إلى العقول والأوهام لظهوره موضوعاً فيما هو المراد"، مثاله قول الله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ﴾ في الدلالة على حلّ البيع وحرمة الربا، وحكمه معهم أنّه يجب العمل بما يدل عليه على سبيل القطع ما لم يرد تخصيصه أو نسخه.
و #الإمام_أطفيّش ينحو منحى جمهور المتكلّمين في تعريف الظاهر بأنّه ما دلّ على معنى يحتمل غيره مرجوحاً، وبمعناه تعريفه له بأنّه ما احتمل أمرين أحدهما أرجح من الآخر عند العاقل لكونه الموضوع له كالأسد أو لغلبة العرف بالاستعمال كالغائط، ودلالته على الظاهر ظنيّة أي راجحة، وحكم الظاهر عند الإمام أطفيّش كما يبدو أنّه يجب العمل بما دلّ عليه ما لم يرد دليل يرجّح المعنى الآخر، كما سيرد في الفروع المخرّجة على هذا الأصل".
*تخريج الفروع على الأصول عند الإمام محمد بن يوسف أطفيّش، لسيف بن سعيد العزري.
الإمام أطفيش، أصول الفقه، قاعدة أصولية، تخريج الفروع على الأصول
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع