ثلاثية الزمن: الماضي..الحاضر..المستقبل..
د.خديجة مستعد | Dr. KHADIJA MOUSTAID
02/02/2021 القراءات: 6900
للزمن اهمية بالغة لابد من استيعابها، ذلك انه الحاضر والماضي والمستقبل فالزمن ينقسم الى مراحل ثلاث: ماض سابق ولى، وأصبح تاريخ يذكر لا تتدخل فيه الإرادة الإنسانية، وحاضر قائم لا يتغير في حركة دائمة متجددة ومتسارعة باستمرار، ومستقبل امام الإرادة الإنسانية والقدرة التي يتطلع اليها الانسان فهو مجال العمل والسعي وفق سنن الحياة وذلك سعيا الى زيادة المصالح ودرء مفاسد. فالمستقبل يحمل في طياته مفاجآت كثيرة قد لا تستوعبها عقولنا فكما ان اناس الامس لم يستوعبوا ما نحن عليه اليوم كذلك اليوم قد لا نستوعب ما سيحمله المستقبل من تغيير سيطرأ على الحياة بعد مائة أو مائتي سنة.
فالاهتمام بالمستقبل هو أقرب للفطرة التي فطر الله الناس عليها، فلم يكن الجنس البشري منعزلا عن التفكير العميق في المستقبل منذ الاف السنين، فقد تطلع الى تعاقب الليل والنهار وتداول الفصول والحياة والموت، وتدارس ذلك وسعى للبحث فيه لفهمه. الا انه يبقى الاهتمام بالمستقبل افقا غامضا مجهولا ان لم يكن وفق رؤية إسلامية استشرافية، تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل، فنحن لا نستطيع بالطبع ان نعرف بشكل اكيد كل ما سيحدث في المستقبل لكن تطوير الرؤية الاستشرافية والنظر المآلي سيصقل قدرتنا على تقييم الاحتمالات وحسن اتخاذ القرارات واختيار مسارات أكثر خدمة للامة، فسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم يوصي في حديث له رواه البخاري، ان قامت الساعة وبيد احدكم فسيلة فان استطاع ان لا يقوم حتى يغرسها فليفعل.
وان واقع الامة الإسلامية اليوم بعيد عن الرؤية المستقبلية اذا ما قورن بما جاء به القران الكريم والسنة النبوية حيث كان لاعتبار المآلات اهمية واولوية، ينظر من خلالها للأحكام وتعتمد في النوازل والأقضية، واننا لا نستطيع فهم النظر المستقبلي والرؤية الاستشرافية وما تحمله من اهمية ونحن غارقين منهمكين في الازمات الآنية والقضايا الطارئة وبعيدين كل البعد عن التفكير والتخطيط ودراسة ما نسعى اليه، فالأمة الإسلامية اليوم في حاجة الى تعديل البوصلة لتبني جسرا بين الماضي والمستقبل وتحول الفكر بين ماذا حصل في الماضي الى معرفة ودراسة ماذا يمكن ان يحصل في المستقبل وذلك باعتماد الدراسات الاستشرافية الإسلامية واستحضار فقه المستقبل. فالحق سبحانه في كتابه الكريم يحض المؤمنين على السير في الارض والنظر بعين البصيرة والتفكر في الآء الله المبثوثة هنا وهناك ومعرفة سننه المطردة، وقد أكد سبحانه ان أولوا الالباب واصحاب العقول المستنيرة قادرون على سبر اغوار هذه السنن ومعرفتها وفهمها وبالتالي حسن توظيفها بما يساعد على استشراف وبناء مستقبل الأمم.
فاكتساب الرؤية المستقبلية بعيدة المدى في شتى العلوم والقضايا امر يحمده الشرع ويقره العقل وتقصده الحكمة، وبذلك فاستشراف المستقبل والتفكير فيه والتخطيط له هو استكمال لثلاثية الزمن الماضي والحاضر والمستقبل..
الرؤية _المستقبل_ الاستشراف
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
المسألة كيف استطاع الانسان ان يقسم الزمن الى هذه الثلاثية ، واعتقد ان ليس هناك زمن مهم على زمن اخر بل هما سواء في الاهمية ، ذلك ان الماضي في حقيقة امره كان حاضرا والحاضرا كان مستقبلا ، لذا على الانسان ان يهتم بهم جميعا ليصنع شخصيته التي يقتحم بها هذا المفهوم الذي يفنيه ولا يفنى هو .
المسألة كيف استطاع الانسان ان يقسم الزمن الى هذه الثلاثية ، واعتقد ان ليس هناك زمن مهم على زمن اخر بل هما سواء في الاهمية ، ذلك ان الماضي في حقيقة امره كان حاضرا والحاضرا كان مستقبلا ، لذا على الانسان ان يهتم بهم جميعا ليصنع شخصيته التي يقتحم بها هذا المفهوم الذي يفنيه ولا يفنى هو .
مواضيع لنفس المؤلف