مدونة بركات احمد


الاقتصاد الجديد الاقتصاد المعرفي

البروفيسور :بركات احمد | Professeur. BERKAT AHMED


31/10/2020 القراءات: 3564  


واقع المعرفة في الوطن العربي: يعاني الوطن العربي من وجود تخلف معرفي في وقت تبرز فيه ثقافـة عالمية جديدة، وما زال التوسع الكمي في التعليم منقوصا بسبب ارتفاع معدلات الأمية، ولكن المشكلة الأخطر في التعليم في الدول العربية هي تردي نوعيته، وهذا يناقض أحد أهم أهدافه الأساسية وهو تحسين نوعية الحياة وإغناء قدرة المجتمعات، ويطرح تحـديات خطيرة في وجه المكونات الرئيسية للنظام التربوي التي تؤثر فـي نوعيـة التربية والتعليم وهي السياسات التعليمية والمدرسون والأساتذة والمناهج الدراسية، وتعد وسائل الإعلام من أهم آليات نشر المعرفة، ولكن ما زال الإعلام العربي ووسـائط الوصول إليه وبنيته التحتية ومضمونه يعاني من الضعف والقصور ما يجعله دون مستوى التحدي في بناء مجتمع المعرفة، فعدد الصحف في الدول العربية يقل عـن 53 لكـل 1000 شخص مقارنة مع 258 صحيفة لكل 1000 شخص في الدول المتقدمة، والصحافة في أغلب الدول العربية تحكمها بيئة تتسم بالتقييد الشديد لحرية الصحافة والتعبير عن الرأي، وتكشف الممارسات الفعلية في كثير من الدول العربية عن انتهاكات مستمرة للحريات الصحفية والتضييق عليها بالعقوبات والتهديد، وما زال نمط ملكية الدولة هو السائد خاصة ما يتعلق بالإذاعة والتلفزيون (ذلك ما حدث في الجزائر منذ 1980 إلى يومنا هذا)، وتعد الترجمة من القنوات المهمة لنشر المعرفة والتواصل مع العالم، إلا أن حركة الترجمة العربية ما زالت مشوبة بالفوضى والضعف، فكان متوسط الكتب المترجمة لكل مليون شخص من العرب في السنوات من 2016 إلى 2018 يساوي 67 كتبا، أي ما يعادل 22 كتاب كل سنة، في حين بلغ 582 كتاب في المجر ما يعادل 194 كتاب كل سنة و1005 كتاب في إسبانيا ما يعادل 335 كتاب كل سنة، أما عن أسباب التخلف المعرفي في الوطن العربي فتعود إلى أن نمط الإنتاج السائد في الدول العربية الذي يعتمد على استنضاب المواد الخام وعلى رأسها النفط، ما يسمى الاقتصاد الريعي، وهو سبب رئيسي في إضعاف الطلب على اقتصاد المعرفة، ويهدد فرص إنتاجها محليا وتوظيفها بفعالية في النشاط الاقتصادي، وكذلك وضع الحريات وحقوق الإنسان في الدول العربية، والقمع والتهميش أسهما في قتل الرغبة في الإنجاز والسعادة والانتماء، ومن هنا ساد الشعور باللامبالاة والاكتئاب السياسي، ومن ثم ابتعاد المواطنين عن المشاركة في إحداث التغيير المنشود، وهذا ما أثر في إنتاج المعرفة في الدول العربيـة، ولكـن يمكننا بناء مجتمع جديد ملم بالمعرفة، وذلك بتوفير مناخ حر بوضع حد للرقابة الإدارية والأمنية على إنتاج المعرفة ونشرها، وكذلك بإقامة منظمة عربية مـستقلة لاعتماد برامج التعليم العالي جميعها ومراجعة سياسة التعليم فـي السنوات العـشر الماضية، وإدخال إصلاحات جذرية عليها، وأهم أمر من هذه الأمور هـو استقلال المعرفة عن النشاط السياسي في الوطن العربي، وفك الارتباط بينهما، وأن يتم الإنتاج المعرفي بمنأى عن أي إرغام سياسي.
مفهوم اقتصاد المعرفة: أدت المعدلات المرتفعة التي اتسما بها اقتصاد المعلومات أو اقتصاد المعرفة، إلى إحداث طفرة غير مسبوقة في الفكر الاقتصادي بشكل عام وفي فكر التنمية المستدامة الشاملة بشكل خاص، ليس فقط لما أحدثه من تغيرات هائلة في طبيعة العمليات الاقتصادية ولكن وهو الأهم لما أحدثه من تغيرات في أدوات ووسائل وطرق الإنتاج والتسويق والتمويل وتنمية الكوادر البشرية. وعليه أصبح اقتصاد المعرفة مطروحا على موائد البحث فارضا تداوله في كافة المؤتمرات والندوات، ومعبرا عن وجوده مع كل نبضة إلكترونية تنبض داخل الحاسوب. الاقتصاد معتمد علي المعرفة، حيث تحقق المعرفة الجزء الأعظم من القيمة المضافة ومفتاح المعرفة هو الإبداع والتكنولوجيا، بمعني أن الاقتصاد يحتاج إلي المعرفة وكلما زادت كثافة المعرفة في مكونات العملية الإنتاجية زاد النمو الاقتصادي.
المفهوم الأول:" الاقتصاد الـذي يتسم بالاسـتخدام الكثيف للمعرفة في القيام بالنشاطات الاقتصادية وفي توسعها وتطورها ونموها وأن مضامين هذا الاقتصاد تتمثل في ثورة المعلومات والاتصالات والاسـتخدام الواسع للمعرفـة والعلم"
المفهوم الثاني: "منظومــة تفاعليــة شــاملة ومتكاملــة وفي إطــار هــذه الــنظم ستنشــأ منظومــة معلومــات تكــون مهمتهــا الأساسـية أن تجمــع البيانـات وتســتخرج منهــا المعلومـات، وتولــد مــن اســتخدامها المعرفــة وتحقـق بــذلك القــوة والنفـوذ وتصـنع القـدرة والتـأثير ثم تتجـه إلى إيجـاد معـارف جديـدة ليصـبح الابتكـار والخلـق أداة توليـد لأشـكال غير مسبوقة من المعرفة تشكل اقتصاد متجدد دائما".
المفهوم الثالث: "الاقتصــاد الــذي تتجــاوز فيــه نســبة العــاملين في الصــناعات القائمــة علــى المعــارف نســبة العــاملين في قطاعات الاقتصاد المادي".
المفهوم الرابع: "الاقتصاد المعتمد على المعرفة، حيث تحقق المعرفة الجـزء الأعظـم مـن القيمـة المضـافة ومفتـاح المعرفـة هـو الإبــداع والتكنولوجيــا، بمعــنى أن الاقتصــاد يحتــاج إلى المعرفــة وكلمــا زادت كثافــة المعرفــة في مكونــات العمليــة الإنتاجية زاد النمو الاقتصادي". من المفاهيم السابقة يمكننا أن نعرف اقتصاد المعرفة على أنه نظام اقتصادي يمثل فيه العلم الكيفي والنوعي عنصر الإنتاج الأساسي والقوة الدافعة الرئيسية لتكوين الثروة، وعلى هذا الأساس يختلف هذا الاقتصاد عن باقي الاقتصاديات في بعض الأوجه أهمها: - على عكس عناصر الإنتاج الأخرى، لا يمكن نقل ملكية المعرفة. – يتسم اقتصاد المعرفة بأنه اقتصاد وفرة أكثر من كونه اقتصاد ندرة فعلى عكس الموارد الأخرى التي تنفذ من جراء الاستهلاك، تزداد المعرفة بالممارسة والاستخدام وتنتشر بالمشاركة. – يسمح استخدام الثقافة الملائمة يخلق الأسواق ومنشآت افتراضية تلغي قيود الزمان والمكان من خلال التجارة الإلكترونية التي توفر الكثير من المزايا من حيث تخفيض التكلفة ورفع الكفاءة والسرعة في إنجاز المعاملات. – من الصعوبة بمكان في اقتصاد المعرفة تطبيق القوانين والضرائب، فطالما أن المعرفة متاحة في أي مكان في العا لم.


معرفة، اقتصاد، مؤشرات، متطلبات.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع