مدونة مؤيد جمعه إسماعيل ريماوي


أثر التخطيط العمراني على الموارد البشرية

مؤيد جمعه إسماعيل ريماوي | Muayad Jumah Ismail Rimawi


25/05/2019 القراءات: 4482  


إن التخطيط العمراني كأي تخطيط هو جزء لايتجزء من عملية التخطيط الشاملة بل هو المظلة الكبرى التي تندرج تحتها عملية التخطيط حيث أن نشأت الحضارة في البدايات على مبدأ الالتقاط والجمع و بالقرب من الماء وكانت بدائية ، إلى ثورة العصر الحجري الحديث ،التى بدأت حوالي 8000 قبل الميلاد حيث ظهرت الزراعة وبدأ الإنسان بانتاج غذائه والحاجة لتسويقه فظهرت التجارة والحاجة لحمايته فظهرت أيضا القوة العسكرية فكان التخطيط عشوائيا فطريا وتأثيره قليل على السكان والموراد حيث ارتبط بالمكان والموارد الموجودة في الموقع نفسه.
تنوعت التجمعات الإنسانية ونشأ لدينا تجمعات بالوان مختلفة ، فمنها المستعمرات الزراعية ومنها التجارية ومنها الصناعية ، ومع ازدياد اعداد السكان واختلاف احتياجاتهم ظهرت الحاجة للتخطيط ، وبحسب اختلاف الحضارات ظهر التخطيط للقرى والمدن لتنظيم العلاقات و الحركة وتسهيل حياة الناس داخل هذه المدن والقرى ، فاختلف حسب كل حضارة و احتياجاتها فاعتمد الرومان مثلا التخطيط الشطرنجي وكانت المناطق المقدسة تجمع في مكان واحد يسمى الفوروم و أما مركز المدينة فيحتوي السوق التجارية وبنيت الأسوار والتحصينات لحماية هذه المدن أما المساكن فكانت في تجمعات ولها حديقة ومكان لتربية الحيوانات ، ومن هنا يمكن القول أن أثر التخطيط العمراني بدأ يتشكل على الموارد الطبيعية والبشرية و عملية نقل البضائع و حركة الأفراد من مناطق إلى أخرى بغرض التجارة .
واستمرت هذه التقسيمات في التطور حيث جاءت نتيجة طبيعية لتفاعل الانسان مع بيئته الثقافية والطبيعية فنجد أنه في الحضارة الإسلامية يشكل المسجد والساحة , والسوق بأنواعه المفتوح والمغلق والأفنية جزء أصيل من ملامح المدينة العربية الاسلامية وحيث أن استعمالات الأراضي في هي نتيجة لتكامل بين المكونات الدنيوية و المعتقدات الدينية ، فنجد الجامع يمثل مركز المدينة و يرتبط به السوق الذي يمثل المركز التجاري ، ومع الثورة الصناعية ظهرت القطارات و وسائل النقل السريع وظهورت المدن الصناعية والعمالية واختلاف احتياجات الإنسان ظهرت الحاجة إلى التخطيط العمراني بشكل جلي وهنا بات الأثر واضحا على الموارد الطبيعية والبشرية ، حيث أن الحاجة ظهرت لتخصصات بشرية مختلفة واستقطاب الكفاءات من مناطق مختلفة من كافة انحاء العالم كالمهندسين والفنييين , والحاجة إلى التدريب و إنشاء المعاهد والورش والمختبرات المختلفة و ادخال تخصصات جديدة في التعليم الجامعي ، فكانت الثورة الصناعية الحديثة عاملا مهملا لثورة في الموارد البشرية سواء من حيث التدريب والإعداد و الانتقال من مكان إلى آخر بحسب الحاجة .
نلخص أثر التخطيط العمراني على الموارد البشرية في أنه أحدث تخصصات جديدة للعمل والفكر وخلق تجمعات مختلفة بناءا على تلك الموارد فخصص مناطق للتجارة ومناطق للصناعة ومناطق للسكن وما لذلك من أثر على حركتهم وتنقلهم وأثره على الدخل المخصص لهم ، ومن ذلك خلق مناطق العمال إلى مناطق الأطباء والمهندسين ، كما وأنه أسهم في توسيع مدارك الأفراد وتطويرهم بظهورعلوم جديدة وخلق فضاءات للقاء وكسب المعرفة وإثراء الفكر والخبرة لديهم.


م.مؤيد جمعه إسماعيل الريماوي





التخطيط العمراني ، الموارد البشرية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع