تقييم القيادات الإدارية لمؤسسات البلد بين الواقع والطموح
علاء جبار عبود جواد | ALA' JABAR ABOOD JAWAD
16/04/2020 القراءات: 3432
لاشك في ان أي خدمة عامة تقدم من قبل أي مؤسسة حكومية أو أهلية تكون مرتكزة على مبادئ واعتقادات القائمين بإدارة تلك المؤسسة وإيمانهم العملي بهذه المبادئ والاعتقادات في تطبيق القوانين والتعليمات التي تخضع لها هذه المؤسسة أو تلك إذ أن الهدف من جميع القوانين والتعليمات هو صيانة المؤسسة من القيادات الإدارية العشوائية التي دائما تكون عرضه للخطأ ولأسباب كثيرة أخرى لا ما جال لذكرها في هذه المجال , ولكن أريد أن أقول بأن القوانين والتعليمات ليست كافية في جعل المؤسسة تسير وفق ما مخطط لها من عطاء وتقديم الخدمات . بل لابد أن يكون هنالك وعي من عدة جهات بهذه القوانين والتعليمات لأجل تحقيق غرض هذه المؤسسة وصيانتها من الانحراف وهذه الجهات هي ( القيادات الإدارية العليا و الموظفين والمستفيدين ) ولما كانت هذه الجهات تتحمل المسؤولية بدرجات متفاوته تبعاً لحجم المسؤولية في اتخاذ القرار فالمستفيد ينتظر الخدمة المقدمة من قبل المؤسسة وفي كثير من الأحيان يرضى بأقل أو اضعف ما يطمح إلية إذا لم يجد جهة تتبنى وتسعى في تحقيق ما يصبو إليه من خلال الرقابة يبقى ما هو طموح وما هو واقع من أهداف هذه المؤسسة , ولهذا فان للجهة الرقابية دور كبير في تقويم إدارة الإداريين في أي مؤسسة , أما الجهة الثانية التي هي طبقة الموظفين فمن خلال وعي هذه الطبقة للقوانين والتعليمات تسهم في تحقيق أهداف المؤسسة بحجم اكبر عن حجم ومسؤولية(المستفيدين) حيث بإمكان هذه الطبقة من الامتناع إلى حد ما من تنفيذ الأمر المخالف لقوانين وتعليمات المؤسسة ( إدراج المخالفة وتنبيه المسؤول لها ) التي تضر الصالح العام , أما جهة القيادات الإدارية فيقع عليها الثقل الأكبر لكونها هي الجهة المسؤولة العليا في حفظ القوانين والتعليمات وتطبيقها على أكمل وجه لهذا لابد من تمتع الأشخاص الادريين بصفات وسمات تؤهلهم لتبوء هذه المسؤولية أو تلك ولابد من جهة تراقب وتقييم أدائهم بما يخدم أهداف المؤسسة وكل هذه الأمور موجودة في مؤسسات الدولة ولكن الاختلاف يقع في الاجتهادات في تقييم السياسات الإدارية للإداريين ومقاييس النجاح هذه السياسة مع عدم مراعاة أهداف المؤسسة فكثير ما يحكم أو يقييم الإداري الفلاني بأنه فاشل وذلك لكثرة المشاكل وحجمها ومدى ارتباطها بتحقيق أهداف هذه المؤسسة ومدى مطابقتها أو مخالفتها للقوانين والتعليمات هذه المؤسسة وفي كثير من الأحيان يحكم على الإداري الفلاني بأنه ناجح لأنه استطاع إن يبقى في منصبه فترة كبيرة دون حدوث أي مشاكل ظاهرية في المؤسسة ولم تؤثر عليه أي شكوى في حين أن القاعدة القرآنية تقول " وأكثرهم للحق كارهون " فهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) , رمز العدالة الإنسانية ونفس رسول الإنسانية بنص القران الكريم عندما تولى إدارة شؤون الأمة الإسلامية وخلال فترة ليست بطويلة قدرها تقريباً أربعة سنوات حدثت اعترضات كثيرة على إدارته ونشب على اثر ذلك حروب كثيرة فهل نستطيع أن نقول أن الخلل في الشخص القائد الإداري مع العلم أن هذه القيادة هي قيادة إلهيه ربانية معصومه من الزلل لأنه سعى إلى تثبيت المبادئ والقيم الحقه التي ينشدها القران في تنظيم الحياة الإنسانية لا ما ينشده أهواء وأراء النفسية لبعض الأشخاص الذين يتسمون على كل حال بالنقص وعدم التكامل لهذا من ناحية ومن ناحية أخرى عندما تولى معاوية ابن أبي سفيان شؤون قيادة الأمة الإسلامية وبدأ خلافة بني أمية استطاع أن يبقى في الحكم مدة تقارب الـ ( 23 ) عاماً ومع حدوث بعض المشاكل الطفيفة فهل نستطيع أن نقول بأن إداريته كانت ناجحة لكون انه بقى فترة طويلة بالتأكيد نقول لا لان الأساس الحقيقي في نجاح الإدارة من عدمه مرهونه بسعي هذا الإداري أو ذلك في تحقيق وتثبيت المبادئ والقيم الحقه وأداء الواجب الذي يرتضيه منه الله سبحانه وتعالى لا ما يرتضيه منه الناس والرعية في غير طاعة الله خصوصاً نحن مجتمع مسلم ولهذا وجب التحقيق عن القيادات الإدارية التي تسعى دائماً إلى تثبيت المبادئ والقيم الحقه وتطبيق القوانين والتعليمات التي تسير عليها المؤسسة بهدف تطويرها والنهوض بها إلى أعلى المراتب من تقديم الخدمة للمجتمع , كما وجب إبعاد الأشخاص الذين يسعون إلى تولي المناصب الإدارية طمعاً في مكاسبها الشخصية لا في تطبيق المبادئ وفي كثير من الأحيان هؤلاء ألآن في المجتمع يصفهم بالقيادات الناجحة لقلة المواجهات مع المفسدين وكلنا يعلم الكلمة الشهير " كل أرضا كربلاء وكل يوماً عاشوراء " التي تدل على الصراع المستمر بين جنود الحق - بتثبيت القيم والمبادئ والقوانين الحقه - وجنود الباطل المتمثلة بتحقيق المصالح الشخصية والأهواء النفسانية واشاعة الجهل والباطل وسلب الحقوق ونسف القيم والمبادئ والقوانين والتعليمات الحقه.
فيا ترى من الأجدر بتولي المناصب القيادية الإدارية في مؤسسات البلد هل الصنف الأول أم الصنف الثاني؟! وما هو دورنا أما الله سبحانه وتعالى من خلال الدعم الذي نقدمه هل يكون للصنف الأول أم للصنف الثاني؟! وهل حقاً نسعى للتحقيق الخلافة الإلهية في الأرض " أني جاعل في الأرض خليفة " من خلال الصنف الأول أم من خلال الصنف الثاني؟! وهل نحن نسعى لتحقيق المبادئ والقيم القرآنية التشريعية في الحياة والقوانين والتعليمات في المؤسسات التي هدفها بالتأكيد خدمة المجتمع وتطويره ؟!، بقية كلمة لابد من قولها هي فكما ان اهل الباطل يتحزبون ويتعاضدون ويتناصرون في الدفاع عن أفكارهم وأعمالهم ومكاسبهم الشخصية طمعا في دنيا زائلة، فلابد لأهل الحق والاصلاح ان يتعاضدوا ويتناصروا في الدفاع عن أفكارهم وأعمالهم في تحقيق الحق والمبادئ والقيم طمعا في رضوان الله في الدنيا والاخرة " وان الدار الأخرة لهي الحيوان".
تقييم ، القيادات الادارية ، في الموسسات الحكومية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع