مدونة دكتور قيس فتحي احمد


منازل العلماء ودورها في نشر العلم

دكتور قيس فتحي احمد | D.qays Fathi Ahmed


01/12/2022 القراءات: 2239  


منازل العلماء:
لكثرة اهتمام المسلمين بنشر العلم والمعرفة وما عرف عنهم من أخلاق فاضلة نجدهم قد فتحوا بيوتهم للتعليم، فجعلوا منها مقرات يجتمع فيها طلبة العلم يتداولون فيه العلم وتحصيله ونشره .
لذا لعبة المنازل دوراً كبيراً في نشر العلم وتوسيع التعليم فقد كان المنزل المحطة الأولى لنشر المعرفة في عهد الإسلام الأول فالرسول في أول دعوته اتخذ دار الأرقم ابن أبي الأرقم مكاناً لنشر الدعوة الإسلامية وتوضيح مضامينها الإنسانية وليعلمهم مبادئ الدين الجديد كما كان الرسول يجلس بمنزله بمكة ثم المدينة يعلم المسلمين أمور دينهم ( ).
وقد حذا من جاء بعد الرسول من الصحابة والعلماء والفقهاء حذو نبيهم في جعل منازلهم أمكنة للتعليم ونشر المعرفة ومن هنا تأتي أهمية المنزل كمؤسسة تربوية فاعلة( ).وإخبارهم في ذلك كثيرة فكم من مرة وقف فيها الطلبة على أبواب الشيوخ ليسألونهم أو ليسمعوا منهم بل كانت تقام الدروس بصورة منتظمة داخل بيوت العلماء( ).فكثير من العلماء كانوا يستقبلون الطلبة في منازلهم وكان بوسع الطلبة إن يقصدوا منازل شيوخهم جماعة أو فراداً( )
وقد برز دور التعليمي لمنازل العلماء لأسباب عدة :منها عدم مقدرة بعضهم للذهاب للدرس لمرض أَلَمَّ به أو عاهة أصابته لذا يأتي الطلبة إليه لأخذ العلم كما هو الحال مع الحسين بن علي بن ثابت (ت378ﻫ/988م) الذي كان أعمى وأصابه المرض حيث أتم إملاء القصيدة التي نظمها في القراءات السبع في منزله على طلابه( )
وكذلك محمد بن طاهر بن بهرام الذي توفي في العقد الأخير للمائة الرابعة للهجرة وكان قد كف بصره ولهذا لزم منزله ويأتي إليه طلاب العلم( ). كذلك أبي السعادات المبارك بن محمد بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير الجزري والملقب بمجد الدين (ت606ﻫ/1209م) حيث لزم منزله بعد مرضه فكان العلماء والطلاب يأتون إليه لسماع العلم منه والانتفاع برأيه، فقد كان بارعا بالحديث والفقه واللغة والنحو والحساب,وكان طلابه يساعدونه في الكتابة وبقي في منزله يدرس ويصنف حتى وفاته( ).
ومن العلماء من استقبل طلبة العلم في منزله بعد أن اعتزل التدريس الرسمي ومن بينهم الإمام الغزالي (ت505ﻫ/1111م), فبعد أن اعتزل العمل بنظامية نيسابور استقبل الطلبة في منزله حتى وفاته( ).
والملاحظ أن هذه المنازل كانت بمستويات لا تقل عن مستوى المدارس من الناحية العلمية فهي بيوت لكبار العلماء ودَرّسَت طلابا ذوي مستويات عالية
ومن بين ابرز هذه المنازل التي ذكرتها المصادر التاريخية منزل محمد بن الحسن الشيباني (189ﻫ/804م) كان إذا حدث عن مالك امتلاء منزله وكثر الناس عليه حتى يضيق عليهم الموضع( ).
ومنزل احمد بن حنبل(ت241ﻫ/م) كان ملتقى لعلماء بغداد والوافدين عليها وكان يقصده عدد كبير من الطلبة( ).والمجلس الذي يقصده إبراهيم الحربي(285ﻫ/898م)الذي يمكن تسميته معهداً لتدريس اللغة وقد واظب على حضوره النحوي المشهور ثعلب مدة خمسين عاماً( ). وكان الجوزجاني (ت428ﻫ/1036م) وهو صاحب ابن سينا يجتمع كل ليلة في دار الأخير مع طلبة العلم, وكان منهم من يقرأ كتاب (الشفاء) ومنهم من يقرأ كتاب (القانون) في أوقات متتالية من كل ليلة( ).
وتفرد إسماعيل بن الحسين صاحب كتاب الفخري بمرو بالتصدير لإقراء العلوم على اختلافها في منزله والطلبة يفدون إليه، منهم من يقرأ الفقه ومنهم من يقرأ النحو واللغة( )
وكان الطبيب مه


العلم، منازل العلماء، الطلبة،


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع