مدونة بلوافي عبدالرحمن بن هيبة


السبيل إلى صلاح المجتمع

بلوافي عبدالرحمن بن هيبه | belouafi abderrahmane ben haiba


25/11/2022 القراءات: 1587  


إذا تحاورت في المجتمع مع الناس ، سوف تجد أن جل أبناء المجتمع يطمحون إلى إصلاح المجتمع ، وهذا ما تجده يتداول بين الأفراد والجماعات في لقاءاتهم مع بعضهم البعض في الأقوال ، لكن في العمل لتجد إلا قلة قليلة التي تعمل من أجل ذلك ، وإن صلاح المجتمع يجب أن يبدأ بالفرد لأنه يعتبر النواة الأولى لتكوين المجتمع ، لذلك فإن على الفرد إصلاح نفسه قبل إصلاح غيره ، قال الله تعالى : ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )، وقال الشاعر أبو الأسود الدؤلي :
ابدأ بنفسك فأنهها عن غيها****فإذا انتهـــت فأنت حكـــيم
لتنهى عن خلق وتأتي بمثله****عار عليك إذا فعلت عظيم
إن عملية إصلاح المجتمع التي يتمناها الشخص ، عليه أن يبدأ بها من نفسه قال تعالى: ( إن الله ليغيروا ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم ) ، فعملية التغيير تبدأ من الشخص في حد ذاته ، فإذا استطاع الشخص أن يغير نفسه فإنه يستطيع التغيير في المجتمع ، وإذا لم يستطيع أن يغير نفسه ليستطيع التغيير في المجتمع ، ورد أن عقبة ابن أبي سفيان لما دفع ولده إلى المؤدب قال له : (( ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بني إصلاح نفسك ؛ فإن أعينهم معقودة بعينك ، فالحسن عند هم ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت ، وعلمهم سير الحكماء وأخلاق الأدباء)) ، وعملية إصلاح النفس لابد لها من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ، إيمانا يقف به المرء عند حدود الله ، ويتعامل به في تعامله مع نفسه ومع غيره ، وبهذا صلح المجتمع الأول لدولة الإسلام ، لان مراقبة الله في السر والعلن ، هي التي بها يتم صلاح المجتمع ، يحكى أنه في زمن الخليفة عمر ابن الخطاب ، أن امرأة طلبت من ابنتها خلط اللبن بالماء كي يزيد وتبيعه ، فقالت : الابنة لأمها الخليفة عمر يمنع ذلك ، فقالت : لها الأم عمر ليرانا ، فقالت : الابنة إذا كان عمر ليرانا فرب عمر يرانا ، فهذا هو الإيمان بالله ، وهذه هي مراقبة الله ، فإذا كان إيماننا في هذا المستوى ، فإننا نستطيع أن نكون مجتمع صالح ، وهكذا كان أسلافنا الذين كانوا سادة الأرض ، قال الأمام مالك بن أنس : لن يصلح أخر هذه الآمة إلا بما صلح به أولها ، والذي صلح به الرعيل من هذه الأمة هو العمل بكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وعلى أله وسلم .


السبيل، إلى صلاح، المجتمع


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع