الصحافة.. وفرة الوان وأمزجة
د. محمود محمد القيسي | Mahmood Mohammed Alqaisi
18/05/2020 القراءات: 4009
ظهر مصطلح الصحافة الصفراء لوصف نوع من الصحف التي اشتهرت في الولايات المتحدة بكتاباتها السيئة الصيت ومن ثم استُخدم المصطلح كثيراً من قبل الحكومات الأنظمة الشمولية.
وبالرغم من المواثيق والمعاهدات والانظمة التي أقرتها المؤسسات والمنظمات التي تُعنى بالعمل الصحفي لجعل الصحافة منبراً لإصلاح المجتمع وتثقيفه والارتقاء بمستوى مختلف الفئات المستهدفة، إلا اننا وحتى اليوم نجد أموالاً طائلة تُصرف لنشر الأكاذيب واختلاق الفتن.
حتى أصبح لدينا وفرة في الالوان والامزجة، فهناك صحافة حمراء دموية همها العنف والحروب وتضخيم اي نزاع، وصحافة سوداء لنشر الرعب والقلق والخوف من ظواهر غير طبيعية وامراض تتربص بالانسان تحت عبارات تستغفل القراء (اثبتت دراسة اجرتها احدى الجامعات الامريكية او احد المعاهد البريطانية .... ) ثم سردٌ لمعلومات مضللة.
اضافة الى صحافة مُغبرة تبحث في كتب التاريخ عن حوادث واحاديث مشكوك في صحتها لتعيد احيائها ونشرها بأسانيد واسماء ومسميات تاريخية تُوقع في نفس القارىء الاضطراب، تاركين عمداً الكم الهائل من التراث الغني الموثق الصحيح..
وصحافة رمادية تنشر كل خبر دون تمحيص او تتبع لمصدر الخبر ومصداقيته ثم تعتذر وتحذف الخبر بعد ان تكون خلقت نوع من البلبلة في المجتمع ..
وصحافة حزبية مقيتة وطائفية كريهة وأثنية تحريضية، واخرى لا أخلاقية لإفساد الشباب وغيرها من انواع تُنشر كثيراً تحت مُسمى الحرية.
ورغم انه من المفترض ان المتصدرون لإدارة هذه الصحف والمواقع يجب ان يكونوا على درجة عالية من الثقافة والإلمام بواجبات ومسؤولية الصحفي تجاه المجتمع إلا ان الواقع يقول غير ذلك، ليبقى المواطن من دون اي قوانين تحميه من صحافة ملونة هدفها التضليل وتعميق جهل القراء ..
الصحافة الإعلام التضليل الشباب العنف الطائفية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع