دواعي تخليق العقلية القيادية المالية والاقتصادية الجديدة لادارة الازمات في العراق
التدريسي عقيل جبر علي | Aqeel Jebur Ali
24/06/2020 القراءات: 4901
لا يخفى على العلماء والخبراء والباحثين والمختصين في العلوم شتى التغيرات والتطورات الانسانية والاقتصادية والاجتماعية والتطورات التي طرأت على حياة البشر نتيجة تفشي وباء جرثومي فايروسي يفتك بحياة البشر ويغير نمط الحياة ،وما فايروس كورونا الا مثالا يمكن الاستفادة منه لأعداد تصورات ودراسات ورؤى وبحوث تخدم الواقع الاقتصادي والمالي العراقي خصوصا والعربي الاقليمي عموما وتقديم رؤى استشرافية ومستقبلية . أن الأفكار الابداعية، والابتكارية، وتوليد وانتاج عقليات قيادية غير نمطية مرنة تنسجم مع واقع التغييرات والتطورات الاقتصادية، والمالية العالمية والإقليمية والعربية والمحلية ضرورية لإحداث تغييرات جوهرية وحقيقية؛ لتحريك عجلة الاقتصاد، وتصميم نظام مالي وطني على أساس متين ورصين على وجه الخصوص في العراق وفي الوطن العربي عموما
فضلاً عن إعادة التنظير في هذا الموضوع الجوهري والأساسي بمنطق، وموضوعية لأنه يعد حجر الأساس في صنع وتخليق العقلية القيادية المنقذة للواقع المالي والاقتصادي غير المرضي العراقي والعربي يمكن طرح أفكار باتجاهات جديدة ومن زوايا جديدة وتنم عن حرص وطني عال، وتقييم موضوعي وحيادي، وأيضاً مطالبة الجهات المسؤولة في الدولة العراقية والحكومات العربية وأصحاب صنع القرار بضرورة وجود امدادات وحاضنات فكرية متطورة تكنولوجيا وتقنيا وعلميا وبحثيا للتمكن من انتاج عقليات قيادية مالية واقتصادية جديدة غير مألوفة مقتدرة ومتمكنة على ادارة الازمات الاقتصادية والمالية ، ومواجهة اختناقات العمل بروحية وعزيمة وبفلسفة ادارة وتحليل الازمات وترتقي الى تحدياتها ، عقليات مقتدرة صقلت نفسها بالمعرفة العلمية، والمؤهلات المهنية والعملية والمعززة بالخبرات المتراكمة، والممارسة العملية لقيادة الواقع الاقتصادي والمالي في العراق والوطن العربي، بعقول تبحث عن الأفكار الجديدة الابداعية والابتكارية غير النمطية . إنّ الأفكار والعقليات الجديدة والمتجددة ينتج عنها تعظيم لموارد البشرية وتنمية هذه الموارد، فضلاً عن إضافة قيم انتاجية للمعرفة المنتجة ليست مستهلكة ومن ثم توليد قيم معرفية مالية واقتصادية اضافية تسهم في تحقيق تغييرات غير نمطية وتوليد فرص اقتصادية جديدة تكرس هذه المعرفة العقلية المتطورة في معالجة الازمات بشكل علمي ومهني ومعرفي متميز، وكذلك العمل على ايجاد قيم لعقليات قيادية لإحداث تغييرات هيكلية وجذرية حقيقية غير نمطية. وتغيير نمط استهلاك وانتاج المعرفة التي نأمل أن تبنى في ضوئها متطلبات ووسائل التطوير والتأهيل وإحداث التغييرات المنتجة المنشودة، من دون أن يقتصر الأمر على إحداث تغييرات برمجية كما هو حاصل في المحاولات التي تسعى لتغيير أو إيقاف أو إحداث برامج مالية واقتصادية جديدة لا تتماشى مع فلسفة العمل وطبيعة العقلية التي تشرف وتدير وتنفذ هذه البرامج ، إذ يلاحظ وبشكل واضح الاهتمام الكبير للوحدات الاقتصادية والمالية لإحداث أو ايجاد برامج اقتصادية أو مالية محدثة ، ولكن نجد أن هناك عقبات وتعثرات تحصل عند التنفيذ الحقيقي؛ بسبب فجوات المعرفة العلمية والمهنية وقلة المرونة والجمود الفكري والمعرفي؛ لجمود وعدم مرونة العقلية التي تتحكم بالعمل التنفيذي، وتتعامل مع آليات تنفيذ هذه البرامج بفلسفتها الخاصة ( التي تركز على إحكام قبضتها التنفيذية وإيقاف مسيرة وإحداث التغيير والإحلال )، بعيداً عن الفلسفة المؤسساتية لإحداث الاصلاح، والتغيير، والتطور. وكان هذا واضحاً من خلا طبيعة التعامل، والتنفيذ غير السليم، وانحراف الاهداف التنفيذية لحزم الاجراءات الاصلاحية والتطويرية التي ابدعت فيها الشخصيات العلمية المالية والاقتصادية المتخصصة والخبيرة والاستشارية الوطنية في اعداده ، وتم صياغتها وادخالها ضمن البرامج الاصلاحية الحكومية للحكومات العراقية المتعاقبة .
إنّ هذه الأفكار والبرامج الاصلاحية الابداعية والابتكارية التي تعد اسس ومتطلبات فكرية وحاجات اساسية تبنى وتؤسس عليها السياسات والاستراتيجيات وسياسات ادارة الازمات الحرجة سوآءا في العراق او المنطقة العربية والاقليمية ، ما زالت تتجدد في المرحلة الحالية مع التغيرات العالمية وطبيعة التطورات الحاصلة في المشهد المالي والاقتصادي وتعقيده بشكل أكبر ومركب بوجود تفشي وباء فايروس كورونا المتزامنة مع انخفاض شديد في اسعار النفط العالمية. يناقش القادة واصحاب العقليات الفذة المقتدرة علميا ومهنيا الذين يراقبون تطور الأزمة عن كثب مع القوة والأهم ما يجب فعله في الوضع الحالي والقيام بالمساعدة على الانتقال من المناقشات والقرارات قصيرة المدى إلى الإجراءات والقرارات المدروسة لأغراض اتخاذ الاجراءات التحوطية والاحترازية والاستعدادات اللازمة لتحقيق مقومات الادارة الفاعلة والكفوءة لإدارة الازمات . واصبحت عكازاً تتعكز عليه عقليات الدولة غير المرنة والتي تقود العمل المالي والاقتصادي بدون احداث تغيير جوهري وحقيقي، والاهداف المرجوة من إحداث هذه البرامج المحدثة أو الجديدة لم تتحقق كما يراد منها في إحداث تغييرات حقيقية في واقع الاعمال والسياسات المالية والاقتصادية؛ وربما يوعز ذلك لطبيعة تركيبة العقلية السائدة المألوفة النمطية غير المنتجة التي تنفذ وتدير هذه الأفكار والبرامج الاصلاحية بطريقة غير مرنة ولم تحسن ادارة وتنفيذ هذه البرامج بحجة عدم امتلاك الادوات التنفيذية الصحيحة وفقاً للمواصفات المطلوبة، فضلا عن قلة الامكانات المالية والمادية أو لحصول تحريف غير مقصود عن هذه الاهداف الاصلاحية المنشودة لوجود اختلاف في الرؤية الاصلاحية والتطويرية بين العقلية الاستشارية والعقلية التنفيذية ، ولعدم تجانس واكتمال تخليق المعرفة المهنية المنسجمة مع المعرفة العلمية خلق فجوات جديدة تولدت خلال العمل وهي فجوة عدم الثقة بالبرامج الاصلاحية وفجوة عدم امتثال وانسجام العقلية القيادية المالية والاقتصادية للبرامج الاصلاحية والتطويرية وهذا ما نجده غالبا في عدد كبير من الوحدات الاقتصادية والمالية في العراق والمنطقة العربية
تركيبة العقلية ، تغيير العقلية ، المالية والاقتصادية ، ادارة الازمات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
كعادتك مبدع يبحث عن حلول لأزمات، وذلك هو العالم الحق،كان الله للعراق المنارة العقلية لكل العرب عبر التاريخ ، وسر تطورهم إذا أرادوا الوصول إلى القمة وخير دليل ماتطرحه ياـاذنا الفاضل لو أخذوا به نتفاءل خيرا وسنتبشر فالمستبقبل لنا إن شاء الله تحياتي
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة