الآداب والقواعد العامة في الإسلام
د. بهاء الدين الجاسم | Dr. Baha Eddin ALJASEM
09/10/2020 القراءات: 1437
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قال الله تعالى: ((الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ * الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ * وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ))
- وضع الله لكل شيءٍ ميزاناً، ونظاماً وقانوناً، فالنجوم، والكواكب، والنبات، والحيوان، وكل الكائنات رسم الله لها منهاجاً تسير عليه (الذي خلق فسوى، وقدر فهدى).
- وكذلك حياة البشر: لا يمكن أن تسير دون قانون وتنظيم.
- هذا القانون: هو الشريعة الإسلامية، الحلال والحرام، الآداب، الأخلاق، القيم، التربية، التزكية، الاحترام، ... كل هذه المبادئ هي لتنظيم حياة البشر.
- هذا الدين الذي ندين له: هو عبارة عن كتلة واحدة متكاملة، لا يمكن أن يتجزأ، لهذا السبب:
- الأساس هو الإيمان، وهو مفتاح الجنة، ولكن هذا الإيمان لا يكون مكتملاً إلا بعدة أمور.
o أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً.
o والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن .... من لا يامن جاره بوائقه.
- العبادات ... كلها لتنظيم حياة الإنسان. الصلاة: تنهى عن الفحشاء ... الصيام : لعلكم تتقون . الزكاة: تزكيهم بها . الحج: فلا رفث ولا فسوق ...
- وبالتالي: ما هي فائدة الصلاة والعبادة إن لم تحقق ثمرتها ؟
- إذاً: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
- الأخلاق بين من ومن؟ (الإنسان وربه – الإنسان ونفسه – الإنسان ومن حوله)
- وصية معاذ: اتق الله ... أتبع السيئة الحسنة ... خالق الناس ...
- ومن أهم القضايا التي يجب مراعاتها في حالنا هذه، ونحن ضيوفٌ في بلدٍ غير بلدنا، ومع أناسٍ غير أهلنا: مراعاة واتباع القوانين والآداب العامة لهذا البلد.
- هذه القواعد والأنظمة العامة، ما هو الهدف منها؟ وما حكم الالتزام بها؟
o وضعت لتحقيق مصالحنا: فالحدائق العامة لمن؟ والطرقات لمن؟ والمدارس لمن؟ ووسائط النقل لمن؟ المساجد لمن؟ حتى حاوية القمامة، لصالح من وضعت؟!
o ما حكم الالتزام بالقواعد العامة؟
o الأحكام نوعان: أحكام ثابتة قطعية، باقية إلى يوم الدين، كالعبادات، والعقائد، والأخلاق ... بينها الشرع وأمرنا بها، .... وأحكام أخرى هي الأحكام الإدارية: كتنظيم البلاد، وسن القوانين، ... هذه الأحكام يسميها الفقهاء: (المصالح المرسلة) يجب اتباعها لأن فيها مصلحة للناس.
- مثال بسيط: تثبيت عقد الزواج في الدوائر الرسمية: من هو المستفيد من ذلك ؟
- الموارد العامة: الماء – الكهرباء: ما هذا السرف يا سعد: .. لا تسرف ولو كنت على نهرٍ جار.
- الأمانة: الغش والتزوير، أخذ المساعدات الإنسانية وبيعها – الحصول على أكثر من كرت مساعدة رغم الاكتفاء، وحرمان المحتاج –
- هناك امر خطير: التعدي على المال العام هو تعدي على المجتمع كاملاً، وخصم المتعدي على المال العام ليس فرداً واحداً، وإنما المجتمع بأكمله !
- إذا كان الشهيد يغفر له كل شيء إلى حقوق البشر ... فما بالك بغيره !
- في موطأ الإمام مالك في غزوة خيبر: بينما كان الغلام مدعم يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه سهم عائر فأصابه فقتله فقال الناس هنيئا له الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذ يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا قال فلما سمع الناس ذلك جاء رجل بشراك أو شراكين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم شراك أو شراكان من نار.
- دخلت ذات يوم عمة أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه تطلب زيادة على راتبها من بيت مال المسلمين، وإذا به يأكل عدسًا وبصلاً، فلما كلمته فى شأنها، قام عن طعامه وجاء بدراهم من فضة ووضعها على النار، ثم وضعها فى كيس، وقال لها خذى هذه الزيادة، فما إن قبضت عليه حتى طرحته أرضًا لاحتراق يدها من شدة الحرارة، وكاد يغشى عليها، وقال لها عمر رضى الله عنه: يا عمتاه؛ إذا كان هذا حالك مع نار الدنيا، فكيف بنار الآخرة؟
يا إخواني : الحذر الحذر ...، أخرت صلاتك: تستغفر وتقضي... أما حقوق العباد .. فالحذر.
والحمد لله رب العالمين
الآداب العامة، القواعد العامة، المجتمع، حقوق العباد.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع