مدونة الدكتور هلال السفياني التربوية
الأهداف التربوية والأهداف التعليمية والسلوكية
د. هلال محمد علي السفياني | Dr: Helal Mohammed Ail Alsofeany
30/06/2020 القراءات: 68907
مستويات الأهداف التربوية:
تقسم الأهداف التربوية إلى ثلاثة مستويات هي:
1- أهداف تربوية عامة (بعيدة المدى):
وهي أهداف غائية موجهه تشمل عدة مراحل تعليمية، ولا تخضع للقياس المباشر، ومنها تشتق سائر أهداف العملية التعليمية، وتُعدُّ بقية الأهداف جزءا منها وخادمة لها (الحاوري، 2008، 175)؛ وتشترك أكثر من مؤسسة تربوية في تنميتها، كما أنها تحتاج إلى وقت كبير لتحقيقها.
2- أهداف تعليمية (متوسطة المدى):
تتمثل بالأهداف التي تضعها دائرة المناهج بوزارة التربية والتعليم، ويمكن تحقيقها خلال مرحلة تعليمية، أو صف من الصفوف الدراسية.
وتُعد الأهداف التعليمية أقل عمومية من الأهداف التربوية، وأكثر اتساعا من الأهداف الإجرائية (السلوكية). ومن أمثلتها الأهداف الخاصة بالمرحلة الثانوية (الحاوري، 2008، 175).
3- أهداف سلوكية (إجرائية):
الأهداف السلوكية تشير إلى مخرجات العملية التعليمية، التي تظهر في سلوكيات الطلبة بعد مرورهم بمواقف تعليمية مخططة، ويمكن تحقيقه نهاية حصة أو وحدة دراسية.
يعرف الهدف السلوكي بأنه: أصغر ناتج تعليمي سلوكي لفظي أو غير لفظي متوقع لعملية التعلم ويمكن قياسه(محمود، 2004، 156).
وبقدر وضوح الأهداف وسلامتها تتحقق سلامة الموقف التعليمي من اختيار للطريقة وتحديد للأنشطة والوسائل التعليمية المصاحبة وانتهاء بالتقويم السليم الذي لا يمكن أن يتم إلا في ضوء الأهداف، ومن ثم يمكن ضمان جودة نواتج التعلم على النحو المرغوب (الضبع، 2006، 36).
فالأهداف التي تتضمنها المادة المقررة عامة بطبيعتها، مصاغةً بعبارات غير محدَّدة بفترة زمنية معينة ولا بمحتوى دراسي محدد وواضح المعالم، ويَفترضُ واضعوها أنها شاملة للجوانب العقلية والوجدانية والنفسحركية للمتعلم، ولكن دون تصنيف واضح مرتبط بالمحتوى المقرر؛ ومن هنا كان لابد لعمليات التخطيط للتعليم أن تشمل إضافة إلى حصر الامكانات وتنظيمها ترجمة الأهداف التربوية العامة إلى أهداف إجرائية خاصة مصاغة بعبارات واضحة تعكس نتاجات تعلمية محددة متوقعة من المتعلمين المعنيين وقابلة للملاحظة والقياس والتقويم(الضبع، 2006، 36).
عناصر الهدف السلوكي:
يتكون الهدف السلوكي من ستة عناصر هي (محمود، 2004، 156):
أن + فعل سلوكي + فاعل + المحتوى + شرط الأداء + معيار الأداء.
شروط صياغة الهدف السلوكي:
تتمثل شروط صياغة الهدف السلوكي الجيد في الآتي أن (كوافحة، 2010، 137):
1- أن تكون الصياغة واضحة المعنى قابلة للفهم، لا تحتمل التأويل، يفهمها الجميع بالتساوي.
2- أن يركز على سلوك الطالب وليس المعلم؛ لأن الهدف هنا هو الطالب.
3- أن يصف ناتج التعلم وليس موضوعه أو نشاطه؛ لأن المعلم عليه الاهتمام بالنتائج التعليمية.
4- أن يكون قابلا للملاحظة والقياس، وإلا كيف يمكن قياسه من قبل المعلم.
5- أن يكون مناسبا لمستوى التلميذ ليس تحت مستواهم أو أعلى من مستواهم.
6- أن يرد في الهدف الحد الأدنى للأداء.
تصنيف بلوم وزملائه للأهداف التعليمية:
يعد من أشهر التصانيف، ويشتمل هذا التصنيف على نتاجات التعلم التي يتوقع أن يكتسبها المتعلم بعد إخضاعه لبرنامج تعليمي، وهذه النتاجات تم تصنيفها إلى ثلاثة مجالات كبرى هي المجال (العجيلي، 2005، 40-41):
أ- الذهني أو المعرفي (الإدراكي): ويشمل الأهداف والنتاجات العقلية المعرفية.
ب- الوجداني: ويشمل الأهداف المتصلة بالاهتمامات والمشاعر والقيم والاتجاهات.
ج- المهاري (النفس حركي): يشمل الأهداف الدالة على المهارات الحركية.
وينبغي على المعلم الاهتمام بجميع أهداف المجالات الثالثة، والتخطيط الجيد لتدريسها، وتقويم مدى تحققها؛ وذلك لأهميتها في تحقيق فعالية التدريس.
أولًا: المجال الذهني (المعرفي):
تتعلق الأهداف السلوكية في هذا المجال باكتساب المتعلم المعرفة والمعلومات وتنمية القدرات والمهارات في استخدام المعرفة العلمية (السليتي، 2008، 396)، ويتضمن المجال المعرفي ستة مستويات مرتبة تصاعديا من الأدنى إلى الأعلى (مخائيل، 2015، 64)، كما يأتي:
1- التذكر (المعرفة): وهو يمثل المستوى الأدنى للتعلم، وأهداف هذا المستوى لا يتطلب أكثر من مجرد تعرف الحقائق والمعلومات التي درسها الطالب أو استرجاعها بالشكل ذاته الذي تعلم به.
2- الفهم أو الاستيعاب: وتعني استيعاب التلميذ لمعنى الموضوع الذي يدرسه، بحيث يستطيع تفسيره وترجمته والتعبير عن بأسلوبه الخاص.
3- التطبيق: أي أن التلميذ قادرا على أن يطبق ما تعلمه من أفكار ومفاهيم وقوانين وتعميمات ومهارات في مواقف جديد تختلف عن المواقف التي درس فيها.
4- التحليل: ويتطلب عند هذا المستوى أن يكون الطالب قادرا على تحليل المادة إلى عناصرها ومكوناتها مع الكشف عن الروابط بين هذه العناصر أو المكونات، والأسئلة التي تشير إلى هذا المستوى مثل تحليل قصيدة شعر، أو تحليل مقال إلى مفاهيم وحقائق وآراء وغيرها (مخائيل، 2015، 65).
5- التركيب: يشير هذا المستوى إلى القدرة على الإبداع والانتاج، أي قدرة الطالب على تجميع الأجزاء وإعادة بنائها وفق تصور جديد أو بشكل يختلف عن الصورة الأصلية للموضوع، كأن يقوم بكتابة موضوع إنشائي من عنده... (العجيلي، 2005، 43).
6- التقويم: ينبغي أن يكون الطالب قادرا على إعطاء الأحكام حول قيمة الأفكار والأعمال والمواد وغيرها. ويتطلب هذا المستوى القدرة على التفكير النقدي وعدم التسليم بالمبادئ والأفكار الجاهزة المسبقة(مخائيل، 2015، 66).
ثانيًا: المجال الوجداني: أهداف هذا المجال تتعلق بالمشاعر والعواطف والانفعالات والقيم والاتجاهات؛ وبالتالي يرى الكثير من التربويين صعوبة قياسها، لذا فإن الكثير من المعلمين يترك صياغة الأهداف الوجدانية في خططهم الدراسية؛ بحجة صعوبة قياسها، بالإضافة إلى أن بعضها تحتاج إلى وقت طويل لتنميتها، يتجاوز الوقت الذي يقضيه التلميذ في المدرسة.
ثالثًا: المجال المهاري (النفسحركي): يتعلق هذا المجال بالمهارات التي تتطلب تآزر حركي، للقيام بعمل ما أو مهارة معينة، ويصنف أهداف هذا المجال إلي ستة مستويات.
الأهداف التربوية، التعليمية، السلوكية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
جميل
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة