مدونة د إسلام عبد الله عبد الغني غانم
علاقة الدراسات الاستشراقية بالعلوم الإنسانية الدراسات اللاهوتية نموذجا دراسة في الدراسات البينية
د إسلام عبد الله عبد الغني غانم | Islam Abdullah Abd El-Ghani Ghanem
16/10/2020 القراءات: 2939
علاقة الدراسات الاستشراقية بالعلوم الإنسانية
الدراسات اللاهوتية نموذجا " دراسة في الدراسات البينية "
تعد الرغبة في المساهمة في عمليات التنصير الدافع الأولى للإستشراق عند الغربيين،فطلائع المستشرقين من النصارى واليهود كانوا ذوي مناصب دينية،بالإضافة إلى أنهم قد انطلقوا في الأغلب الأعم من الكنائس والأديرة، ويعود هذا إلى النصف الثاني من القرن الرابع الهجري الموافق القرن العاشر الميلاد ،بالإضافة إلى أن كثيرا من المستشرقين قد بدأوا حياتهم العلمية بدراسة اللاهوت قبل التفرغ لميدان الدراسات الاستشراقية ، وفي توضيح صريح لحقيقة الدراسة البينية بين علم الاستشراق وعلم اللاهوت واهميتها للمجتمعات الغربية يقول في ذلك القس بيد في كتابة "التاريخ الكنسي للزوايا"يبدو أن قليل من البحث قد جرى بشأن هذا المجتمع المسلم الذي كان يمثل كارثة بِالنِّسْبَةِ للشعوب المسيحية الغربية،وهو ما دفع العديد منهم لدراسته دراسة متعمقه خاصة من قبل هؤلاء الذين كانوا من أصحاب معادة الدين الإسلامي وكانوا على احتكاك مباشر به في ذات الوقت بسبب كونهم من مسيحي الاندلس أو مسيحي الشرق
ولذا فأن أوائل المطبوعات الغربية باللغة العربية ركزت على الكتب الدينية النصرانية،كما أن أول ما طبعته مكتبة لايدن من الكتب كان الإنجـيل(1569 - 1573 م) والمهم ملاحظه أن الطباعة باللغة العربية في بعض الدول الغربية قد تأخرت عن البعض الآخرففي بريطانيا ظل إنتاج الكتب العربية عند مستوى أدني من ذلك الموجود في باقي الدول الأوروبية ،والملاحظ أن البداية الحقيقة للعلاقة البينية بين الدراسة اللاهوتيه والدراسات الاستشرقية كانت نتيجة من نتائج مجمع فينا الكنسي سنة 712 هـ 1312 م،الذي أوصى بإنشاء عدة كراسي للغات،ومنها اللغة العربية ،ولا سيما التشريع الحادي عشر الذي قضى فيه البابا"إكليمنس الخامس"بتأسيس كراسي لتدريس العبرية واليونانية والعربية والكلدانية (السريانية،الآرامية) في الجامعات الرئيسية
بالإضافة إلى الاستعانة ببعض الخبرات العربية لتعليم المستشرقين الغربيين اللغة العربية وآدابها في الجامعات الأوروبية ممن كانوا اساسا من علماء اللاهوت،وعلى سبيل المثال في الجامعات البريطانية الذين استعانوا بالخبرات العربية المستشرق المصري يوسف أبو دقن المنوفي الذي يعد من كبار أراخنة الأقباط في القرن السابع عشر وصاحب كتاب "التاريخ الحقيقي للقبط في ليبيا والنوبة والحبشة" والذي شغل منصب محاضر لمدة ثلاث سنوات في جامعة أكسفورد ،ليكون بجانب ﺃﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ وليم بدويل William Bedwell
ومن هؤلاء المستشرقين الذين استغلوا الدراسة الاستشراقية من أجل التبشير والتنصير بين المسلمين المستشرق"أدلار أوفباثAbelard of bath الذي انخرط في سلك الرهبانية البندكتية ،وبطرس المبجل"رئيس دير كلوني Cluny،و"إرثي أوجوستين
كما تبرز الصلة بين الاستشراق وعلم اللاهوت من خلال المستشرق العربي يوسف شمعون السمعاني"الذي يعرف باسم"السمعاني الصغير والذي يعد أول من نبه ذهن الغرب لأهمية التاريخ الشرقي،ودراسته وهو أول من أقنع السلطات في روما لتكوين قسم في مكتبة الفاتيكان خاص بالمخطوطات الشرقية،وتكوين اعتمادات لشراء المخطوطات الشرقية وتخصيص علماء للدراسات الشرقية ،وهو ما طبقة البابا إكليمنس الحادي عشر من خلال الطلب من المستشرق اللبناني"إسكندر أندره"من اقتناءالمخطوطات القديمة للفاتيكان،فطوف مصر، ولبنان،وسورية والعراق ورجع بكثير منها ، بالإضافة إلى شغله وظيفة استاذاً للعربية في معهد الحكمة ومدرسة نشر الإيمان ،ومن مجالات توكيد العلاقة بين علم الاستشراق والدراسات اللاهوتية وجود عدد كبير من المستشرقين من شغل مناصب عليا في مجال التبشير منهم على سبيل المثال "جورج شحاته قنواتي" المولود في الاسكندرية والذي يعد من الرهبان الدومينيكيين،وتم تعينه عميدا للمعهد الدومينيكي للدراسات الشرقية بالقاهرة،وانتخب عضوا في معهد مصر،وكلفته اليونسكو بوضع دراسة عن الاتجاهات الفكرية المعاصرة في العالم العربي ،وكذلك أوبتشيني، توماسو، الأب الايطالي والذي اعتبر من الرهبان الفرنسيسكانيين وتم تعينه رئيسا على دير حلب والقدس(كنيسة المخلص)،وقد أوفده البابا بولس الخامس إلى ديار بكر ،
وأخيراً فأن العلاقة بين الدراسات الاستشراقية والدراسات التبشيرية موجودة بشكل كبير وظاهر ولكن لابد من الأخذ بعين الإعتبار أنه لايمكن اعتبار كامل الدراسات الاستشراقية تنصيرا،كما أن التنصير ليس كله استشراقا ولكن يمكن القول أن هناك علاقة قوبة بين علم الدراسات الاستشراقية وعلم اللاهوت خاصة مع وجود عدد من علماء اللاهوت ممن تخصصوا في الدراسات الاستشراقية وكانوا موضوعين وعلميين في دراستهم ومن هؤلاء العلماء من كان في بداية حياته مستشرقا منصرا ولكن بعد تعمقه في الدراسة البينية اللاهوتية لعلم الاستشراق أعلن إسلامه ومن هؤلاء المستشرقين العرب وغير العرب ومنهم علي سبيل المثال من المستشرقين العرب القس إسحق هلال مسيحية المولود في قرية البياضة في صعيد مصر سنة 1953، وشغل منصب راعي كنيسة المثال المسيحية،ورئيس فخري لجمعيات خلاص النفوس المصرية بأفريقيا وغرب ﺁﺳﻴﺎ،وقد شغل منصب راعي الكنيسة الإنجيلية وأستاذ العقائد واللاهوت في أسيوط ثم سكرتيرا عاما للإرسالية الألمانية السويسرية باسوان ومبشرا بين المسلمين بين المحافظات من أسيوط إلى أسوان حتي عام 1955،وكذلك من المستشرقين العرب دكتور ابراهيم خليل فلوبوس الحاصل على الماجستير في اللاهوت من جامعة برنستون الأمريكية والذي كان من المنصرين المحاربين للاسلام ويقيم الحجج من القرآن والسنَّة ومن الفرق الخارجة عن الإسلام لحرب الإسلام ،ولكن بعد الدراسة الاستشراقية المتعمقة في القرآن أعلن إسلامه
التهميش
الاستشراق؛المستشرقين؛الدراسات البينيةOrientalists ؛ Interdisciplinary