مدونة د محمد ايت عدي


اصطلاحات ومفاهيم: الحركة الإسلامية

الدكتور محمد ايت عدي | Dr MOHAMMED AIT ADDI


25/09/2020 القراءات: 1959  


من الاصطلاحات التي أثارها رحمه الله -لانحرافها عن جوهرها الروحي والتربوي، وكبح جماحها في مفاهيم ظاهرية هي وسائل لا رسائل، فانجرفت بذلك بعيدا عن مسلك تحقيق الغايات التربوية والمقاصد التعبدية من حركة الكون والمجتمع - ما يلي: الحركة الإسلامية: لا يخفى على أحد ما يتعرض له مصطلح الحركة الإسلامية من تشويه وتأويل، قصد تجريده من الصبغة الدينية، فكثيرا ما تفسر الحركة الإسلامية بناء على الإشكالات المختلفة المطروحة عن سبب نشوئها. ويسترسل الدكتور فريد الأنصاري رحمه في طرح أسئلة إنكارية جماعها هل الحركة الإسلامية تعبير لا شعوري عن تهميش تنموي وسياسي؟ أم هي ظاهرة صحية إيجابية يجب تسديدها وترشيدها؟ ويقف رحمه الله وقفة تأمل لهذه الأسئلة المشككة التي تقوض الحركة الإسلامية في كونها انبعثت لأسباب اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو نفسية أو ديمغرافية أو وطنية؟ ويسلك مسلك السبر والتقسيم لتنقيح مناطات هذه العلل ليقف على أن لا هذه ولا تلك تصلح عللا معرفة للحركة الإسلامية، لأنها مجرد أعراض لا تصلح لتحديد الحد الحقيقي للحركة الإسلامية، فانحرفت عن تحديد الجوهر الحقيقي لمفهومها عن قصد أو بدونه؟ والأصل حسب فريد الأنصاري رحمه الله أن الحركة الإسلامية هي ظاهرة معقدة ومركبة من تراث فكري وديني، ومشتملة على بعد تاريخي بكل جوانبه الاجتماعية والسياسية، متطلع إلى بعث حركة جديدة حية من الحاضر بكل آلامه وآماله. فجوهر الحركة الإسلامية الذي لا انفكاك لها عنه هو الدين نفسه، لأن الدين الإسلامي بطبيعته الوجودية التعبدية ينتج بشكل تلقائي ظاهرة التجديد الديني أو الحركة الإسلامية. كما أنه دين دعوي بامتياز، ووجودي يقدم تفسيرا خاصا للوجود. ويرى رحمه الله أن إسقاط هذه العلة أو هذا الجوهر "عند تحديد مفهوم الحركة الإسلامية نابع من الخلط بين مفهوم الدين في الإسلام والمدلول النفسي لكلمة ( Religion) الفرنسية أو الإنجليزية الذي لم يستطع التخلص من ظلال الكنيسة التي طبعت اللفظ على المستوى النفسي بسبب الممارسة التاريخية للدين هناك، وما كان لها من قتامة نفسية في النظر إلى الكون واستقذار الحياة! إن مفهوم الدين في الإسلام قائم على نفسية حركية إصلاحية، تنظر بإيجاب إلى الكون والحياة، وتتفاعل معهما بصورة تلقائية على أساس عمراني إصلاحي، مرجعه مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". فالحركة الإسلامية كما يقول رحمه الله: هي رغبة طبيعية في التدين أولا كما جاءت به أصول الإسلام لكن مع شيء من الإحساس ثانيا بالحرمان مما جعلها تصطبغ في مظاهرها وتجلياتها بطابع رد الفعل. لكن الحركات الإسلامية غالت في الممارسة السياسية على حساب الدعوية والإصلاحية، ومنها من رأى أن أولى الأولويات هو الدولة والسياسة والحكم، ونسي أن بناء الإنسان المسلم بناء روحيا هو أساس الدولة والسياسة والحكم، وهذا هو المفهوم الثاني الذي حلله وناقشه الأنصاري رحمه الله.


فريد الأنصاري - مشروع - الإصلاح - التربية - الروحية - العمران - القرءان - الحركة الإسلامية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع