السوشال ميديا ومفهوم السعادة
ظلال الجنابي | Dhalal Aljanabi
30/01/2022 القراءات: 737
من الضروريات الملحة التي يجب التنبه لها عاجلاً وخصوصاً من قبل الشباب هو تعريف معنى السعادة والعمل بجدٍ للوصول لها، وإلا فستقع الأجيال القادمة أسيرة لقوالب السعادة المعلبة والمصنعة من قِبل بعض شرائح المجتمع.
وأوضح دليل لذلك هو ما يحصل في عوالمنا على السوشل ميديا، إذ لم يسبق للبشرية من قبل أن تطلّع مجتمعاتها المختلفة على تفاصيل حياة بعضها البعض كما هو حاصل اليوم في مواقع التواصل الحديثة. وبالرغم من وجود كثير من المزايا والإيجابيات لهذه المواقع إلا أنَّ هناك ضحايا لتلك المزايا وظلم يقع على شريحة واسعة من المجتمع ألا وهي شريحة الشباب والنشء، فكيف لشعور وفكر فتاةٍ تعيش في قرية أو ضاحية أو حتى دولة نائية عن أسباب التقدم ولا تمتلك مقومات الحياة المرفهة أن تتابع تفاصيل الحياة اليومية لأولئك الأغنياء المبذرين المتفاخرين بأملاكم وأموالهم ويستعرضون للعالم في مقاطع مصورة عالية الدقة مساكنهم ومراكبهم الفارهة وملابسهم باهظة الثمن ومأكلهم ومشربهم ورحلاتهم وجميع متع الحياة التي يعيشونها؟ كيف ستكون نظرتها لحياتها وواقعها ومستقبلها؟! ونفس الحال ينطبق على ذلك الشاب المعدم الذي ينتمي لعائلة حالتها المادية متدنية.
لا شك أنَّ هذا التعري غير المسبوق بين شرائح المجتمع المختلفة سينتج عنه سلبيات عديدة، من ضمنها وأهمها برأيي هي تعريف وتحديد المفاهيم والقيم كمفهوم السعادة والنجاح وحتى الذوق سيتحدد من قِبل هؤلاء المسيطرين على تلك المواقع، فهم من سيقوم بتصدير المقاسات والشروط اللازمة لتحقيق تلك القيم بعد أن كانت الأسرة والحي والمدرسة والأصدقاء هم المؤثرين الرئيسيين في تحديد تلك المفاهيم.
وعليه فلا بد من نشر الوعي والتثقيف المستمر لأولئك النشء عن خطر تلك المظاهر وحقيقتها ومآلاتها وزرع الوازع الديني في النفوس وتزيين القيم الإسلامية كالاعتدال في الصرف والإيثار و حفظ النعمة والزهد والابتعاد عن المظاهر التي لا تؤدي إلى منفعة وعدم مد النظر إلى ما في أيدي الآخرين، والنظر إلى تلك النعم على أنها ابتلاء من الله وغيرها من القيم الدينية التي تحفظ النفس من الوقوع في الزلل وتبعدها عن أسباب القلق والحزن والألم.
سوشال ميديا / السعادة/ مفاهيم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة