اللغة العربية ليست ملكا للعرب
الأستاذ الدكتور بن التواتي عبد القادر | Dr. Bentouati Abdelkader
09/02/2021 القراءات: 4409
كانت اللغة العربية في تدرّجها وتطوّرها من مرحلة إلى أخرى، ومن حسن إلى أحسن، واستيعابها لكلّ جديد وجميل من الألفاظ ،إنما كان بإرادة ربانية حتى تصل إلى التقدير الإلهي الذي مكّنها من استيعاب كلامه –عزّ وجل-وما العوامل التي ذكرها الدّارسون ( الدينية والاقتصادية والأدبية والسياسية) إلا أسبابا .حينها كانت اللغة العربية ملكا للعرب.أمّا وقد نزل القرآن الكريم بلسانها (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) الشعراء 195 ودخل في الإسلام من دخل من الأمم الأخرى، وأصبح تعلّمها واجبا لتأدية العبادات، فإن اللغة العربية أصبحت ملكا للمسلمين جميعا.
-اللغة العربية واللهجات:
اللهجات وتسمّى اللّغات فيقال لغة بني تميم ولغة قيس .....وهي في حقيقتها تمثل اللغة العربية الفصيحة، تخالفت في بعض الأشكال المتعلقة بالنّطق وأحيانا الدّلالة حكي أن الأصمعي قال: طلبت تفسير هذه الآية(ويدخلهم الجنة عرّفها لهم) محمد06 ما معنى عرّفها لهم.فخرجت إلي بادية البصرة إلى قوم فصحاء باللغة، فنزلت مضاربهم مع المغرب فأنزلوني فلما كان الليل فإذا جارية تقول لأمها: ياأمتاه:ألا تقومين حتى ننظر إلى عروس بني فلان فلّيلة يعرّفونها فرجعت من البادية وفهمت بأن معنى يعرّفونها: يزيّنونها، عرّفها لهم أي زيّنها لهم. وهذه اللهجات هي أصل الاستنباط اللغوي والشّرعي وحتى العلمي .
واللهجات العربية الفصيحة القديمة غير اللهجات المعاصرة، التي هي انحراف عن اللغة الفصيحة، كم يقول الدكتور شوقي ضيف وغيره من علماء اللغة.
فضل القران على اللغة العربية:
من أعظم الفضائل التي منّى الله بها على اللغة العربية أن جعلها وعاء لكلامه –عز وجل- فحفظت من التّبديل والتّحريف والتّزييف ودوّنت ولا نعلم لغة جمعت ودوّنت إلا اللغة العربية، ولولا ذلك لحصل لها ما حصل للاتينية التي تفرّعت عنها لهجات صارت اليوم لغات كالفرنسية والاسبانية والبرتغالية والايطالية....فلولا القرآن وحفظه لها لكانت اليوم اللغة المصرية واللغة العراقية واللغة اليمنية .......
الحمد لله على نعمة الإسلام
القرآن-اللغة- اللهجة-الملكية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع