سجل في أريد


 

  • تفاصيل التسجيل
  • تاريخ التسجيل: 8 شهر

  • المهارات

  • الجامعة / المؤسسة
  • أخرى

من نفس الجامعة : 100

الموقع الشخصي

  • احصائيات الانشطة
  • معامل التواصل العلمي:0.01
  • نقاط النشاط التواصلي:
  • عدد الزيارات:1276
  • عدد الاعجابات :0
  • المواضيع:0
  • المتابعون:2
  • المسجلون عبر هذا الحساب :0

المُتابعون:2


نبذة مختصرة


     

    ابذلوا جهدا فى تعليم أولادكم المسؤلية 

    ذلك ليس قسوة .إنه أول هدية لهم 

    حين تأخذنا الماديات فنغرق فيها ..قد نفرح ولكننا فى الحقيقة نعيش فرحا زائفا ذلك أنه مؤقت ولايترك أثرا يلامس القلب ..قللوا من الماديات الجامدة واقتربوا من المشاعر الحية 

    ليس من الحكمة تعويد الطفل على الطلبات المجابة ...اتركوا مساحة للرفع فليست كل الطلبات مجابة فى الحياة 

    أنت تستغرب وأنت تزور مكة من كثرة الجبال المهيبة والوقورة التى تحيط بك وكأن الله يخبرنا أن لا ننخدع بالمظاهر فمن هنا جاءت الرحمة التى لامست القلوب 

    علموا أولادكم كيف يتصرفون عند تعرضهم للحظات غضب أو انفعال ..هذبوا ردود أفعالهم حتى لا يصبح اتخاذ القرارات الخاطئة من صفاتهم الدائمة  

    يتعلم الطفل من والديه فى العمر المبكر له كل شيء حتى حدة النظرات وسرعة الانفعال...هذا يقودنا إلى سر بسيط للتربية الناجحة : ربوا أنفسكم جيدا قبل أن البدء بتربية أطفالكم  

    حياة الإنسان تبدو بالنسبة للمسار العام للكون أصغر من قشة ولهذا حين يخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم أنها لا تساوى عند الله جناح بعوضة فإنه لا يحقر من شأنها بل يضعها فى مكانها الصحيح فى ادراك الإنسان لأنها اذا غلبت على تفكيره وحياته فانها تسلبه  الحياة الإنسانية الحقة 

      حين ننظر إلى حياتنا الأسرية  ينتابنا الذهول من كثرة الشقاقات  التى تؤدى إلى شروخ دائمة فى الروابط الأسرية على مستوى الأسرة الصغيرة وصولا إلى المجتمع ككل ...وأرى أن السبب  يكمن فى أن الشخص يتحول فى بيته إلى الصورة الجامحة  والمسيطرة ثم يتقمص فى الخارج صورة الشخصية المتفهة 

    أنت تستغرب كيف أن بعض الأسر  يهتز لديها سلم الأولويات حتى تقفز الأشياء الصغيرة التافهة _ كامتلاك الهاتف الحديث_ إلى قمة الاهتمام وذروته بينما تنحدر  الأشياء الخطيرة كالعقيدة إلى أسفل السلم وأحيانا تختفي فلا تكاد تبين 

     يكثر فى مجتمعاتنا العربية ظهور الأسرة التى يتقمص أفرادها أدوارا تمثيلية  تظهر الاحترام والمحبة  لبعضهم البعض فى التعامل أمام الاغراب ثم حين تنغلق الأبواب عليهم يتحولون إلى أعداء وينقلب البيت إلى ساحة عراك   يكمن الحل هنا فى جعلهم يدركون أن الله رقيب حسيب 

     اجعلوا من التواجد فى المنزل فرصة لتكوين ذكريات جميلة ونابضة بالدعم  لأطفالكم ..إن الكثير من الصغار للأسف لا يحتفظون فى ذاكرتهم بالكثير  المشجع عن الطفولة  ..مما ينعكس فيما بعد على نظرتهم لتكوين الأسرة إذ ينفر الكثير من الشباب من الزواج لأن الأسرة لم تعد تعنى لهم أمرا داعما 

    ليكن خيركم لأهله رجلا يعرف أن الخيرية للآخرين خارج بيته لا ميزان لها ولا قيمة عند الله تعالى إذ ما قيمة أن تسمع الناس  يمدحون شخصا ما حتى يكادون ينظمون فى رقته الأشعار بينما إذا اقتربت قليلا من بيته لا تكاد تسمع إلا زئير الأسد المفترس أو ثورة الغاضب الذى لا يعرف الهدوء..

    إذا كان أحدكم لا يكف عن الشكوى من أن بيته هو آخر مكان يريد أن يذهب إليه .فليتوقف مع نفسه قليلا ويسألها أيذهب اليه وهو نار مشتعلة أم يذهب إليه بإقبال ورغبة فى الاستمتاع بنعم الله فيه حتى لو كانت هناك منغصات وبعض أشواك الحياة إن زوجتك هى نصفك الآخر وأبناءك هم سندك فيما بعد 

     أنت تستغرب كيف أن أحدهم يملك القدرة على مسامحة الناس على أخطاء جسيمة فى حقه بينما يكون شرسا لا يقبل الاعتذار اذا ما كانت زوجته أو أهلها من أساءوا اليه إساءة صغيرة ..إن الاتجاه إلى تكبير وتضخيم الهفوات بين الزوجين لا تبدأ بهدم ما بين الزوجين من محبة بل تؤدى لتعثر الجميع 

    كم أعجبتني جملة أحدهم وهو يضع  منهجا ينتهجه مع زوجته عند الغضب حين قال : إذا رأيتني غاضب فرضنى واذا رأيتك غضبى سأرضيك 

    إن ترك لحظات الغضب والثورة تتحول إلى مرارة دائمة ومشاعر كره وتراشق بالكلمات و  العبارات الجارحة من أخطر المعاول لهدم  الأسرة 

    لا تجعلوا أطفالكم طرفا فى نزاعاتكم الأسرية ..ولا تستخدموهم كوسائل ضغط نفسية على بعضكم البعض ..إن ذلك يجعله مرتبك المشاعر مختلط الأحاسيس يكره اليوم ما أحبه بالأمس ولا يعيش براءة طفولته الحقة التى تفتح قلبها للجميع بلا شروط 

    لاتحزن إذا ما تخلى عنك الآخرون فقط راجع خطواتك وتأكد من قربك من الله فى قراراتك ومشاعرك وخطواتك فقد يكون إبتعاد الآخرين عنك سبب فى عودتك إلى الله إن كنت قد إبتعدت ..أو قد يكون سببا فى إقترابك أكثر إن كنت مقتربا 

    قال الطفل باكيا : لماذا يذهب  كل من أحب بعيدا  ..؟

    قالت الأم : لا يذهبون بعيدا ..فقط يختفون فى قلبك ..تحتفظ بهم هناك فاحرص على أن تحمد الله أنه أبقى لك قلبا تحتفظ فيه بأحباءك هناك الكثيرون قلبهم هواء ليس به أحد 

    يحثك الرسول صلى الله عليه وسلم على إنشاء علاقة محبة مع البيئة المحيطة انظر اليه يقول للصحابة وهم يعانون من أثر هزيمة أحد وهو يشير إلى الجبل المهيب : هذا جبل يحبنا ونحبه 

    ويؤكد خبراء النفس أن تكيف الإنسان مع عثراته وواقعه تبدأ من احساسه بالأنس مع الجمادات من حوله 

    قالت بأسى :

     أعتذر،وأنا أبتسم لطفلى 
    وأعتذر وأنا أحتضن صغيرى ..
    وأعتذر  حين يملأ صخب أولادى جدران الدار 
    وأعتذر حين نلتقى بأفراد أسرتنا 
    وأعتذر حين نأوى جميعا  إلى بيتنا ...
    وسأظل أعتذر  بحرقة الدموع  كلما سجدت على سجادة الصلاة ...


    قال فى ثورة صاخبة : أمى تغير الزمان ..فتغير المكان ...من الطبيعى أن لا يعجبك شأنى ولا تستسيغين ما أنا فيه 

    ولكنها الحقيقة ..كيف لجيلك أن يفهم جيلى ..إنها الحياة 
    قالت باصرار:  هناك ثوابت تربط جيلكم وجيلنا تتخطى عالم الأزرار ..الذى لا يكف عن التقدم ...فى النهاية لا شجرة بدون جذور 

    أخبروا الشباب الصغير الذى يقبل على الزواج أنه ليس رحلة ترفيهية دائمة  ولا رحلة سياحية لاتنقطع متعها ...إنه رحلة حياة بكل مافيها من تقلبات ...وتعرجات..وأحيانا عثرات وسقطات فإذا كان أحدهم لن يستطيع القفز فوقها والاستمرار. فلا يتزوج ..لأن الفشل فى الزواج يدفع ثمنه الصغار 

     هذه الحضارة المسماة بالحديثة دفنت بين طياتها فطرة الإنسان كما خلقها الله  وجعلته يعيش عالما يضج بوسائل الترفيه والمتع لكنه فى الحقيقة لا يشعر بسلام مع نفسه ولا بسعادة تنبع من داخله..الأزرار تنقلك بلمسة سحرية إلى عوالم  قد تبهرك للحظات ولكنها وهمية تفصلك عن أقرب من حولك 

     وفى زمن تنهار فيه القيم والأخلاق فى المجتمع بصورة مخيفة علينا أن نسأل أنفسنا سؤالا قاسيا : هل خدعتنا الحضارة الحديثة  باختراعاتها المتسارعة حتى أفقدتنا الإحساس بأهمية قيمنا التى انبثقت من الإسلام  ؟ إذا كانت الإجابة بنعم وهى للأسف سوف تكون كذلك فيجب أن نستفيق سريعا قبل الهاوية 

    ليكن هناك من التوازن فى تربية الأبناء ما يكفل للمساحة العاطفية والروحية امتيازا على الماديات ..ذلك أن طغيان المادة الجامدة قد أدى إلى  عدم  وضع الحيز العاطفي والشعورى فى مكانه الحقيقى فلم يعد مصدر سعادة عند الكثير من أبناءنا ..وهذا ما يوجد العقوق ويرسخه فى المستقبل 



    من أجمل اللفتات القرآنية أن الرجل الذى حاور صاحبه فى سورة الكهف وحاول أن يثنيه عن الشرك والطغيان حين حاول افاقته لم يخفه من فقدان أبناءه رغم أن هذا الرجل كان متعاليا عليه بماله وولده ولكن نهته فطرته السويه عن إخافة صاحبه بفقدان الأبناء ...حس إنسانى حتى مع المخالفين 

     يخبرك طفلك : أبى لا تغضب كثيرا فى البيت فإنى أرتجف خوفا وأتمنى الإختباء ليس هذا فقط بل إننى أسأل نفسى ليلا ما إذا ما أصبحت  تكرهني....نعم إنك تدفعني فى لحظات الثورة والغضب وكأننى شىء تافه تلقيه بعيدا .. ..أبى لا تصفق الباب وأنت تغادر ..

    دعنى أستمر فى الاحساس بالأمان 

     من أسوأ المشاعر التى يمكن للصديق أن يبثها لصديقه الاحساس بالضآلة..وفقدان الثقة بالذات .وكثيرة هى الجمل التى يقولها الصديق لصديقه فتعطيه هذه الأحاسيس كأن يستمر فى القول : أنت لا تستطيع أن ترتكب الا الأخطاء أو : لو لم أكن بجانبك ما أنقذك أحد استمر فى تنقية أصدقاءك  فلن تخسر  شيئا

    يذهب البعض إلى أن الإعداد لزواج ناجح تبدأ بتبنى المفهوم الصحيح للزواج وهو إضافة لبنة صالحة فى المجتمع ومشاركة الحياة بكل حلوها ومرها مع الطرف الآخر ..

    وكثيرا ما نجد أن الكثيرين يتزوجون كما لو كانوا فى رحلة بحرية ممتعة سيعودون إلى بيوتهم فور احساسهم بالتعب 
    وهذا هو ما يحدث 

    فرق كبير بين أن يكون لديك  ثقة بالذات وإصرار على إنجاز ما تراه صحيحا وبين الاستماع إلى وجهة النظر المخالفة لك دون ابداء الضجر  أو النفور ..فى أحيان كثيرة تدخل دون أن تدرى إلى دائرة الغرور ويكون هذا أول إخطاءك التى ستكبر وتتعاظم دون أن تدرى ...تعلم الاستماع فيكون ربحك هو  الاحترام

    حين تدخل المعلمة إلى الصف ..ينظر الصغار إليها بكل الرغبة فى المعرفة انها وسيلتهم لفهم  العالم الغامض المحيط بهم ...إنهم لا يظنون أنها قد تخطىء ...ولا يعترفون أنها لا تعرف ..تصبح هى كل عالمهم دون مبالغة هذا يجعلنا نعود لتلك المعلمة فنرجوها الرفق بقلوب صغيرة ...تحب دون شرط .

      امسح على رأس الطفل اليتيم ..._ ماذا فى هذا ؟ _استشعر فى نفسك الضعف الذى يشعر به ...والعجز الذى يجتاحه ...والفقد الذى يزلزل كيانه !

    _ و كيف يكون ذلك ؟
     _ حين تمسح على رأسه بحنان ورقة وعطف ..سيرتمى بين ذراعيك  يبكى أباه الذى فقده أو أمه التى غادرت عالمه  
    كن داعما لنفسك عبر دعمك له 

    ها أنت تأتى يا رمضان ...تطرق أبواب البيوت. فهلا طرقت القلوب ؟ 

    اطرق القلوب لأن القلوب هى أساس التقوى ..ومقر الإيمان..
    .كم من قلوب بدأت رمضان ..وأنهت رمضان وهى لم تزد الا بعدا عن حقيقة الإيمان فلا هى شعرت بالفقير  ولا أشفقت على اليتيم ..ولا نظرت إلى ذوى الارحام!
     عذرا منك ....رمضان!

    حين يصدح فى بيتك مولود طرى البنية ..ناعم الصوت تذكر أنك قد حصلت على هدية من السماء تفوق كل ثروات الأرض مجتمعة ....

    إنه البرعم الصغير الذى ستكبر به شجرتك..والامتداد الذى سيملأ روحك بكل جميل ..اجعله امتداد حقيقى لعقيدتك وقيمك وأخلاقك ولا تجعله مجرد امتداد لإسم الأسرة ورسمها 

    يبكى القلب قدوم رمضان ونحن نشهد أعظم كارثة فى تاريخ البشرية ..

    كارثة أفقدتنا الاحساس بكل متع الحياة صغيرها وكبيرها 
    ولكن هل يكفى بكاء القلب ..وزلزلة الجوارح 
    اللهم انصر عبادا لك احتاجوا جند  السماء وقد خذلهم جند الأرض وتكالبت عليهم الأمم 
    اللهم نصرا اردناه لدينك وانتقاما يليق بعزتك 

    احمل أقلامك وامض فلا مكان لكلمات تداور 

    ولا مكان لجمل طنانة تذهب ...وتناور وتقامر...
    قد سئمت الآذان ...من سماع من يبيع ومن يساوم 
    وكرهت المآذن ..من يملأ الآفاق بدموع تزايد 
    اذهب بعيدا قد آن للأرض الشريفة أن  تعيش بلا مخادع 
    وآن للسماء أن تمطر  رحمة حجبها عنا كل كذاب منافق 
     

    يوما ما سيقرأ التاريخ صغارنا..

    سنأمل أن لاىينظرون إلى  عيوننا 
    أن لا يتحملون معنا عجزنا ..وقهرنا وصمتنا ..
    قالت صديقتى والله سأبكى  ولن أخفى دموعى عن الظهور  
    سأظل أعلن حزنى وبكائي لأن هذا الحزن والبكاء وإن كان ليس كافيا فهو سيدفعنى وقد يدفع غيرى لعمل شىء ما 
    صديقتى ..لنا ولهم الله  

     يطرق رمضان أبواب بيوتنا ..يقترب من حياتنا كل يوم ..يقترب فى الأيام  فنسارع إلى الاستعداد له بشراء الطعام وتخزينه وتجديد الأثاث وتزيينه ...ننسى أنه شهر نزل فيه القرآن لينتشل البشرية من ظلام الشرك ...وينقذ القلوب من الغرق خلف ماديات وصراعات تقتل روح الإنسان  كما خلقها الله 

    !اسأل الصغار من حولك ..ماذا لديهم عن رمضان ؟ دعهم يتحدثون ستعكس إجاباتهم مافهموه من تجاربهم الحياتية .ستذهلك الاجابات بعضها سيكون فى غاية السطحية وبعضها سيكون بلا محتوى مفهوم وأكثرها سيكون مكررا يصبغ على الواقع بكل مافيه من خلل مظهر ا  اسلاميا لمدة شهر وفقط !هذا هو الشائع للأسف !

     كم تمنيت لو أن رمضان يقبل فتستعد له قلوبنا قبل بيوتنا ..وأرواحنا قبل مطابخنا. وتقوانا قبل عدد الركعات التى نصليها ولعله من أجل هذا جاء الحديث الشريف : إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم  ليتجه بالاهتمام الحقيقى إلى العمل الذى يريده الله : الإصلاح الحق

     يأتي رمضان ..يقترب منا اقترابا حثيثا ونشعر باضطراب فى مشاعرنا يغذيه ما يحيط بنا من أحداث صادمة تمر بها غزة ...بيوت مهدمة وجثث متحللة  تحت الأنقاض ..وجوع يفتك بالبقية المنهكين الذين لا يعرفون من إيهما  يفلتون من قبضة القتل المتوحش أم من قبضة الجوع الفتاك ونحن بين ألم العجز .نبقى 

    يطرق بابك ..يعاتبك حتى توشك أن تخنقك الدموع ..أنت تريد أن تعتذر ..رغم أنك لا تعلم عن أى شىء يتحدث  ..هو يرغى ويزبد ..يعلو صوته وقد تنخفض نبرته وينخرط فى البكاء ..ولكنك يغلبك حبك له ويتزلزل كيانك لحزنه فإذا أنت تعتذر بشدة تحمل نفسك فوق ما تحتمل من إدعاء الأخطاء لترضيه 

    هل أنت راض !

    .ربما يجدر بنا التريث عندما نقرر  أن نتصيد لغيرنا الأخطاء لأن تصيد أخطاء الآخرين لا يؤذى غيرنا فقط بل يؤذينا لأنه يضخم لدينا الاحساس بالغرور الذى يمنعنا من البحث فى ذواتنا واكتشاف الأخطاء فى خطواتها وتقويمها ...وقد يكون ما نتصيده لغيرنا خطأ وقعنا فيه لعدم شمولية الرؤية .

    ستظل نظرات الصغيرة لا تفارقنى ..ستظل سوطا يحرق فؤادى ..!إنها النظرات التى تجعلنى   أحترق  بالألم .و العجز  

    أيمكن لنفسى أن تسامح نفسى ..كيف سأغمض عيناى على ألم كهذا .وعجز كهذا ..!أيمكن للتاريخ أن يتغاضى ؟وهل تغاضى حين ذكر مذابح التتار ؟هل تغاضى عندما ذكر  الإبادة  فى رواندا ؟ 

     يخبروك أن هناك أيام قليلة ليتوارد للعالم إحصائيات مخيفة عن أطفال سيموتون جوعا فى غزة ..تتحدث الإحصائيات عن أعداد هائلة تعانى الجفاف  والنقص الحاد فى الغذاء يبكر المتحدث باسم الاونوروا وهو يقول أنقذوا الأطفال ..بل أنقذوا الإنسانية فى عالم فقد الإنسانية .. بل أين هى الإنسانية !

     الكثيرون يخطئون فى حق الآخرين ويظنون أن هؤلاء سرعان ما سوف ينسون و يستمرون دون تأثر أو تأثير !إنهم واهمون...إن شرخا واحدا فى الجدار يليه شروخ أخرى كل حين كفيل بأن يحطم هذا الجدار الذى يحمى الجميع ويحول البيت إلى كهف خرب لا يسكنه إلا القلق ..والنفور ..والجفاء! 

    علموا أطفالكم الإنشغال بقضية فلسطين ..علموهم كيف يعرفون ما يجرى ...علموهم الدعاء لهم ..إن التأثر الوجدانى مهم وضروري  لقضايا لا تقوم العقيدة الا بها ..

    إن قضية الأقصى ليست قضية هامشية أو ثانوية ..إنها العقيدة التى ينبنى عليها الاقتراب أو العد من الله 

    يوما ما سنقف أمام الله يسألنا ..وكم هو موقف مهيب أن  نسأل فلا نستطيع الجواب ..

    إن طفلا بكى جوعا إنما يشتكينا إلى الله حتى وان لم يفعل ..
    تخيل معى لو أن محمية للحيوانات انهدمت  على رؤوس من فيها من الحيوانات..وتم تجويع من بقى حتى وصلوا إلى حافة الموت ..أو ماتوا فعلا !
    ماذا كان سيحدث؟

    حين يخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم فإنه يقيم علينا الحجة الدامغة ويضعنا أمام تساؤل مرعب : هل نحن فعلا نهتم بأمر المسلمين ؟ وصولا إلى سؤال آخر هل يجوز أن نهتم بأمر عبثى ككرة القدم مثلا  ثم ندعى بعد ذلك الحزن والاهتمام بأمر كارثى  كأمر غزة ؟ 

    نحن نسمع الآذان فنفطر ...ولكن هناك مرارة لا تجعلنا نستسيغ الطعام ولا نتذوق الشراب ..

    أصبح الطعام مجرد لقيمات ..نبتلع بعدها ألم العجز ..وقسوة الإهانة .
    نحن ننظر إلى أطفالنا ونرى فيهم مستقبلا باكيا عاجزا  لا نستطيع أن نكفل لهم فيه الكرامة والإنسانية 

    دعونا  نتخيل أنفسنا  نحيا فى هذه الحياة بإمكانياتنا البحته ودعونا نتخيل أننا نواجه مصاعب الحياة وعثراتها بقدراتنا الهشة التى نملكها أو كنا سنستطيع الاستمرار ؟ إن الإنسان لم تفارقه قط رحمة خالقه  ينقذه حين تنفلت منه قوته وتتضخم التحديات التى تواجهه 

     

    أستغرب لهؤلاء القوم الذين يرون فى رمضان فرصة للمزيد من الانغماس فى ماديات الحياة من طعام وشراب وملبس ومتع ..وينسون أن رمضان إنما هو فرصة تنتظرها الروح الظامئة إلى  القرب من ربها والراغبة فى الانفلات بعيدا عن هوى النفس الأمارة بالسوء  


    يخبرنى الصغير هامسا : كم  يسعدني  حين أذهب بالطعام إلى  جارنا .إنه يكاد يحتضننى فرحا مغتبطا ولكنى أكون أسعد حالا منه ..

    وأمسح على رأسه  الصغير ..وأسأل نفسى : أهى الفطرة النقية التى لم تتلوث بعد بآفات النفس  ينضبط عندها الميزان فترى العطاء عطاء للذات قبل أن يكون عطاء للآخرين ..

    فى لحظة من لحظات الزمن ستتوقف قدماك عن المسير ..أنت سوف تستغرب المكان أو سيستغربك المكان لا فرق المهم أنك أنك ستتوقف وفقط ....تتمرد قدماك على المسير ..وترفض  أنت أن تعترف أنك تخاف الطريق ..

    حين يحدث ذلك لا تبتئس ..تذكر  أن السماء الرحبة التى لا ينتهى امتدادها تخبرك أن لك رب  رحيم 

    هل يمكن  أن تحمل الحضارة الإنسانية هذا المدى الهائل من التناقض بين التقدم العلمى والإنهيار الأخلاق والقيمى؟

    بمعنى آخر هل يمكن أن يمعن الإنسان فى الإعتناء بالقطط الضالة  والكلاب العجماء   بينما يستمتع بتجويع الأطفال وقتلهم بل وبتر إطرافهم 

    لا أعتقد أبدا أن نشر العلم والوعى بحقوق الأنسان ينفع فى تعديل الميزان المختل فيما يتعلق بالتعامل مع الأطفال والبشر المحاصرين حتى الموت بل وبفرض طرق حديثة ومتطورة للموت  مثل القنص بالمسيرات والتحول لأشلاء فى لمح البصر ..أعتقد أن المطلوب الحقيقى  هو الخوف من غضب الله العارم  والقوى

    لقد أصبح الحديث عن تحضر البشرية ورقيها العلمى مثار  سخرية كبيرة فى واقع الأمر ..إذ يبدو  أن المتحضر الذى استطاع الوصول للفضاء واكتشاف القمر قد فقد انسانيته وهو يسفك دماء الأطفال بينما يرقص فوق أشلائهم....إذ يبدو الأمر  كمن يقف فى بركة من الدماء وهو يحمل فى يده زهرة ويبتسم !

     لا يتحدث  أحد عن مجازر  التتار  ...فقد تجاوزها القوم بمراحل ..كان التتار وهم يرتكبون  المجازر المروعة فى بغداد وغيرها من عواصم العالم ..لا يعرفون شيئا غير  سفك الدماء وقتل خصومهم  لم يكن لديهم أى رصيد حضارى يمنعهم من هذا التردى الذى وصلوا اليه.وقتها 

    ولكن ..
    ماعذر عالمكم اليوم ؟

     لن أتوقف عن التفكير فى زمن  الحضارة الإسلامية المزدهرة  ذلك أنه الزمن الذى عاشت فيه الإنسانية أزهى عصورها  على الإطلاق ..زمن تنفس فيه الإنسان  هواءا يخلو من العداوات والقرارات المصيرية المدمرة ..هل يمكن للإنسان أن يعيش اليوم دون أن يأخذه الحنين إلى ذلك الماضى  الإنسانى  الراقى ؟

     لا تحزن يا قلبى لإنصراف هذا العالم البغيض عن آلامك بل وانغماسه فى حياته الرةتينية المعتادة رغم سيل دماءك..وتقتيل أبناءك .

     لا تحزن إذا ما وقفت مرتجفا أمام  ركام بيتك بينما يرقد تحته صغارك واخوتك وعالمك الحنون
     لا تحزن ارتقب غدا عقاب السماء يطال الجميع و الذين نظروا ثم انصرفوا أولا

    لا يمكن للإنسان فى هذا العصر  الحديث أن يتحمل هذا الكم من الضغط العصبى والنفسي الذى يسببه رؤية هذا الكم الهائل من الدماء المسالة فى غزة ثم يتلفت حوله فيجد العالم مستمر فى متابعة أخبار الموضة والأزياء  والطبخ وكأن شيئا لم يكن ..أين البشر فى هذا العالم 

    ع  هتمكثيرا ما ننظر الى اللحظة الراهنة وكأنها نهاية الطريق ..فتتوقف الخطى ..وتتعثر الكلمات وربما تختنق من الأسى فلا تنطلق عندها يزداد هلع الإنسان وفزعه  ويغرق فى خوفه ويتمنى لو هرب من واقعه واختفى ..هذا الواقع المخيف المرعب ليس نهاية الطريق ..وليس آخر المطاف هناك حكم لله سنخضع له