تمتع بالصحة النفسية الإيجابية (1)
سعد الدين العثماني | EL OTMANI SAAD DINE
16/10/2024 القراءات: 234
1 - مستويات الصحة النفسية
لقد تعددت وتنوعت تعريفات الصحة النفسية بتعدد الخبراء والمتخصصين ومدارسهم النفسية المختلفة، تبعا لتصورهم النظري عن النفس وتفاعلاتها مع الجسد. ومع تطور المعطيات العلمية المجلية لجوانب كانت غامضة، وكذلك مع تطور الدراسات التجريبية في الموضوع، بدأ فهم الصحة النفسية يأخذ مناح أكثر عملية وفائدة.
وأحيانا يخلط الكثير من الكتاب بين مستويات مختلفة للصحة النفسية، لذلك فإن التمييز بينها مهم ومحوري لفهم "الصحة النفسية الإيجابية".
ونبدأ أولا بإيراد تعريف الصحة في شموليتها كما أقرته منظمة الصحة العالمية في مؤتمر الصحة الدولي سنة 1946، وسجلته في دستورها، فهي: "حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرد انعدام المرض أو العجز" . ثم يضيف دستور المنظمة قائلا: "التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه، هو أحد الحقوق الأساسية لكل إنسان، دون تمييز بسبب العنصر أو الدين أو العقيدة السياسية أو الحالة الاقتصادية أو الاجتماعية".
وبحسب هذا المفهوم الشامل للصحة تصبح الصحة النفسية جزءاً لا يتجزأ من صحة الفرد العامة الشاملة، بل إن الصحة النفسية والجسدية هما في اندماج واتحاد كامل، يؤثر ويتأثر كل منهما بالآخر.
ويتفق الباحثون والمتخصصون اليوم على أن للصحة النفسية بمفهومها العام ثلاثة مستويات:
المستوى الأول: "الصحة النفسية الإيجابية" التي تفترض بالخصوص حالة من العافية النفسية (أو الراحة والهناء) والشعور بالرضا والقدرة على التمتع بإمكانات الفرد الذاتية والمتاحة له في محيطه، وقيامه بأدواره الاجتماعية باقتدار.
المستوى الثاني: المشاكل النفسية، وهي أعراض تعكس معاناة نفسية ناتجة عن ضغوط الحياة أو المواقف العصيبة (مثل وفاة شخص عزيز أو فشل في امتحان أو فقدان عمل) أو الصعوبات الوجودية، وهي معاناة لا تستجيب لمعايير أي مرض أو اضطراب نفسي. وعلى حسب شدتها أو مدتها أو تأثيرها على أداء الشخص المعني، قد تتطلب تدخلا من متخصصي الصحة النفسية وقد لا تتطلبه.
المستوى الثالث: الاضطرابات النفسية (أو الأمراض النفسية) التي يمكن تشخيصها وفق التصنيفات الطبية-النفسية المعتمدة، استنادا إلى معايير وأعراض محددة، والتي تخرج عن سيطرة الفرد الذي لا يستطيع تخفيف الأعراض عن طريق تحويل انتباهه إلى شيء آخر، وتستلزم استشارة طبية وتدخلات علاجية ممنهجة. كما أنها تؤثر بمستويات متفاوتة على أداء الشخص الأسري أو الدراسي أو المهني أو الاجتماعي. نذكر من هذه الاضطرابات النفسية على سبيل المثال الاكتئاب والفصام والاضطراب ثنائي القطب والرهاب الاجتماعي.
الصحة النفسية - الصحة النفسية الإيجابية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة