الشطارة البراغماتية قراءة في أمثال عامية
د .عبد الجبار سعد | abdaljabbar
12/01/2021 القراءات: 1634
الشطارة البراغماتية قراءة في أمثال عامية
للبراغماتيّة تفكير ذو طبيعة نفعيّة ، فهي فلسفة تجعل النفع مقياساً للصواب والخطأ، فكلّ ماحقق نفعاً ،فهو صائب بغضّ النظر عن الاعتبار الأخلاقي .
والبراغماتية منهج يُمَارَس كثيراً في داخل المجتمعات ؛ لذلك كان من الطبيعي أن نجد تجليّات لطريقة التفكير تلك في الأمثال العامية ، فالمثل وليد المجتمع .
ونعني بالشطارة البراغماتية الاعتقاد بأنّ ذلك التصرف البراغماتي هو ذكاء وحسن تصرف وخبرة عميقة بطبيعة الحياة .
من الأمثال العاميّة التي تضمّنت البراغماتية قولهم : (أحْبك يا نافعني ) ففي هذا المثل تتحقق محبّة الشيء في حال تحقق النفع بغض النظر عن الطريقة ، أو مضمون ذلك النافع ، المهم هو تحقيق النفع فهو مقياس الصواب الوحيد ، ولنا أنْ نتخيل الشطارة في إطلاق هذا المثل عندما يطلقه شخص ما وقد حصل على شيء نافع له بطريقة ملتويّة ثم تمثّل قائلاً (أحبك يانافعني) مبتسماً هازئاً من كلّ الأخلاقيات التي قد تعترض حيازته لذلك النافع .
ومن أمثالهم الأخرى (ألف قَلْبَهْ ولا غلبه) وهو مثل يُضرب للشخص يحتاط لنفسه من الغبن وإنْ أدى ذلك إلى النكول عن الشروط والتنصل من الوعد ، فذلك مشروع صائب مادام النفع متحققاً ، فالأخلاقيات هنا لا تحدّد الصواب من الخطأ بل النفع هو المقياس الوحيد ، ولك أن تتخيل الشطارة في صورة الشخص مطلقاً هذا المثل ، وقد نكل بوعده وقوّض جميع التزاماته وخرج ظافراً بنفعه الشخصيّ .
الشطارة -البراغماتية - أمثال عامية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
الطُلبة غلبة .....