التكيف مع واقع الحياة الجديد والتخلص من الحظر والحجر المنزلي.
أ.د نضال العزاوي | Prof.dr. Nidhal Al-Azawie
03/08/2020 القراءات: 5133
التكيف مع واقع الحياة الجديد والتخلص من الحظر والحجر المنزلي.
قد يؤدي الحظر المفروض على الناس والحجر المنزلي عن الحركة اليومية إلى تعقيد جداول أعمالنا ويرهق تفكيرنا ويصل بنا الى الحالات النفسية غير المرغوب بها مثل :( الوحدة ، والعزلة، والاكتئاب، وقلق المستقبل... وغيرها ) والتي تذهب بالشخص الى الامور التي لا يحمد عقباها. وقد يكون الروتين في بعض الأحيان هو الطريقة الوحيدة لإنجاز أعمالنا المهنية والعلمية والاجتماعية بشكل جيد، على الرغم من الحقيقة العلمية التي تعد الروتين احد الاسباب الرئيسة للملل والانزعاج من تكرار الاشياء نفسها وبقاء الشخص في دائرة مغلقة بعيدة عن الانفتاح والتحرر والوصول الى الشعور السلبي نحو الجسد عبر العقل بسبب التكرار على نمط حياة يومي صنعه الانسان بنفسه لنفسه، أو صنعته اقدار الله سبحانه وتعالى وظروف الحياة وهو مرغما على ذلك..
إن أكثر الأشخاص سعادة وفهما وقدرة على الوصول الى التكيف مع واقع هذه الحياة ليسوا أولئك الذين هم بمعزل عن الوقوع في دائرة العزلة والاكتئاب والحزن وما يرتبط بها من مشاعر سلبية كالضيق، والقلق، والغضب، والإحباط وغيرها. وإنما هم أولئك الذين يجيدون التخلص من تلك المشاعر والأمراض النفسية القاتلة سريعا ، فلابد من رسم خطوات لكل شخص لكي يكون قادرا على تجاوز هذه الازمات والروتين اليومي، والإبقاء على حياة مفعمة بالنشاط والحيوية.
1- تعزيز الجانب الروحي وكثرة الاستغفار، وان يؤمن الشخص جيدا بما يعيشه من واقع سواء كان صعبا او سهلا بقدرة الله ومشيئته، وان الله عز وجل يفعل ما يختار وما يريد، وبأن كل ما يجري في هذا الكون يجري بمشيئته سبحانه وتعالى : ((وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللّهُ رَبّ الْعَالَمِينَ )) سورة التكوير/ الآية 29.
2- ان يعمد الشخص على تشغيل عقله جيدا لما يجب فعله كل يوم في كسر الروتين اليومي، ولاسيما تغير تخطيطه وعمله وواجباته اليومية مثل : (العبادة ، والقراءة ، والتواصل الاسري والاجتماعي ، وانجاز العمل الدراسي التقليدي والالكتروني، وممارسة الرياضة، ومشاهدة البرامج التلفزيونية والأخبار من دون الاطالة بها ولاسيما فيما يتعلق بأخبار وباء كورونا .... وغيرها). ولا ضير ان نعتمد على الروتين اليومي والتكرار في العمل ولكن المهم انجاز الوجبات الدينية والعلمية والاجتماعية؛ وهذا ما اكده الروائي الياباني الشهير (موراكامي) بأن الروتين والتكرار يساعدان في الوصول إلى حالة ذهنية أعمق سواء في الكتابة أو في الأعمال الأخرى.
3- الاعتناء بالنفس والأهل والأبناء من المخاطر والوقاية من الأوبئة والأمراض والالتزام بجميع ارشادات وزارة الصحة؛ لان حرصك على صحتكم العامة الجسدية ، تساعدك على النجاة والوقاية من الاوبئة والتحكم بهذه الامور بصورة أفضل.
4- توفير الدعم النفسي لك وللآخرين من حولك ، ومحاولة صرف نظر كل من يحيط بك عن مشاعر الخوف والقلق والخوف والملل بممارسة أنشطة محببة إليهم، والتأكيد على نفسك وعلى الجميع للاستمرار بالحياة والتأقلم معها وكأنها حياة طبيعية قدر الإمكان للتخفيف من حدة التغييرات التي يمر بها الجميع .
5- ممارسة الرياضة اليومية عامل يجلب السعادة لك لا محال ، فقد اثبتت الدراسات العلمية في علم النفس أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة باستمرار أقل بكثير للإصابة بالاكتئاب والقلق من الأشخاص الذين نادرًا ما يتحركون.
6- الاهتمام بالأمور الاخرى مثل الطلبة في انجاز واجباتهم ، ومساعدة الجيران ولاسيما كبار السن والمحتاجين ، والاهتمام بالابناء وترتيب الخدمات المنزلية..
7- القراءة ثم القراءة التي تجعلنا نبحر في عالم مختلف، وتنمي لدينا الجانب الثقافي والعلمي، ونتجاوز بها واقعًا مليئًا بالفيروسات والأحقاد والآلام والإشاعات إلى واقع يحمل املا وفكرا نبيلا...
ان الامر الحتمي للجميع هو حينما يفرض الله قدرا علينا فعلى الجميع ان يؤمن بأقدار الله، وان الواقع الذي نعيشه اليوم هو حياة ونحن مطالبون أن نحياها كما هي..
التكيف- واقع الحياة- الحجر المنزلي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
رغم أن أغلبية الناس ترى الروتين قاتل ويزيد تدهورا للحالة النفسية للشخص إلا أنني أراه ضروري لهذه الحياة ففي الحقيقة أننا نوهم أنفسنا باستعمال كلمة روتين لكن لو تأملنا جيدا لوجدنا حياتنا كلها روتين ولا يتغير وأن سوء التخطيط والفراغ وفقدان الشغف والاحباط في انجاز شيء ما هي من الأسباب الرئيسية لتدهور الحالة النفسية للفرد فعلى سبيل المثال : العمل يدخل ضمن الروتين اليومي للفرد فإن فقد الشغف في وظيفته مع عدم وجود تحفيز وسيصاب بالاحباط وهذا الاخير لديه تداعيات على الصحة النفسية للفرد، الشخص الذي تعوّد على القراءة ولديه شغف كبير لذلك لا يراه روتينا مرهقا لكن من فقد شغف القراءة ولم يجد ما يستهويه ففي هذه الحالة سيصبح مرهقا، بل حتى الصفر يصبح أحيانا مملا وأحيانا أخرى متعبا فإن لم توجد الرغبة للفرد على السفر سيفضل الاستقرار خاصة مع تقدّم السن، أما الطامة الكبرى هي حين يصبح الانسان يعدّ في الثواني دون أن يحرك ساكنا، ماذا لو حاولنا معرفة الحالة النفسية للمساجين خاصة أولئك الذين سجنو ظلما هل جميعهم أصيبو بأزمات نفسية حادّة، ماذا لو رأينا حال من هم في حالة حرب هل هم فعلا منهارون نفسيا، والحقيقة أن الانسان يحاول الحفاظ على روتينه قدر المستطاع فنمط حياته لا يتغير بهذه السهولة وهذا أمر آخر يصعب من المهمة، تجده يحافظ على عاداته وان حدث تغيير فيعتبر طفيفا مقارنة مع مجمل العادات التي يمارسها، أرى أن المشكلة الحقيقية في كل هذا هو غياب ثلاث أشياء رئيسية : الرغبة، التخطيط والوازع الديني الذي يعتبر أهمّ عنصر للقضاء على هذه الأمراض النفسية فبوجوده يتمكّن الانسان بمجاهدة نفسه فليس كل مرغوب يتحقق حتى في وجود حرية مطلقة، وليس كل أمر مخطط يتحقق حتى وان كان متقنا فظروف كيفيلة بأن تغيّرة ولهذا يتوجب على كل انسان أن يرسم خطة لحياته اليومية ويضع بجانبها خطة بديلة في حال تغيير الأحوال، أما الوازع الديني الذي يخلصك من كل هذه الضغوطات هو الرضى بما سطره لنا الله في حياتنا وهذا ما ينقص أغلبية الناس، إن تحققت هذه الأمور بهذا الشكل فلن تجد معاناة نفسية بإذن الله.
شكرا لك ولأضافتك الرائعة د.امينة كل ماتفضلتي به هو يدور حول افكار الموضوع.. حتى الروتين فيه ايجابيات لتغيير حياتنا وقد يتحول الى انتاج مثمر.. ولاشك الحياة تستمر بالرغبة و بالتخطيط والثقة بالنفس والهمة العالية يرافقهم الواعز الديني الذي يربط كل ناجح بتحقيق اهدافه.. مع تحيتي لك