مدونة ا.م.د. رجاء خليل الجبوري


سلوك الفطرة الوقائي للنمل فهل نتعض في محنة الكورونا؟

ا.م.د .رجاء خليل الجبوري | Assist Prof Dr Rajaa .K. Aljubore


22/03/2020 القراءات: 4601  



توضح ورقتنا البحثية سلوك النمل الوقائي الفطري إذ ، يتميز النمل بنظامه العجيب ، يعجب البشر غالبا عن اتباع مثله ، على ما أوتوا من عقل راق وإدراك عال يتفوق على الإنسان في تجنب المخاطر والعزلة
تلك الحشرة الزاحفة الصغيرة لا تكاد ترى بالعين ،فعندما امرت تلك النملة والتي لها صفة الإشراف والتنظيم على النمل فى مملكتهم بالابتعاد والعزلة خوفا من جيش نبى الله سليمان عليه السلام فى قرية النمل .
حيث خرج سليمان عليه السلام وسط هذه الحشود العظيمة من الطير والإنس والجن فى ترتيب ونظام ، يجمع آخره على أوله ، فمروا على وادى النمل . فإذا به يسمع صوت نملة تقول لمن حولها من النمل بالوسيلة التى تتفاهم بها أمة النمل قال تعالى ( يأيها النمل آدخلوا مسكنكم لا يحطمنكم سليمن وجنوده وهم لا يشعرون ( 18 ) سورة النمل .وعللت النملة الحكيمة طلبها ، بأنها فعلت ذلك لتحمى النمل من الهلاك تحت أقدام جنود سليمان عليه السلام قال تعالى : ( لا يحطمنكم سليمن وجنوده ( 18 ) سورة النمل . أى : إذا بقيتم أيها النمل تتحركون على وجه الأرض فسوف يحطمنكم سليمان وجنوده ، فادخلوا بيوتكم لئلا تحطموا وتدمروا .
. وحتى لا تسئ أمتها من النمل الظن بسليمان عليه السلام وجنوده المؤمنين ، استدركت النملة الحكيمة قائلة قال تعالى : ( وهم لا يشعرون ( 18 ) ) . وهذه الأية الاستدراكية منها للاعتذار ، تعتذر لقومها عن أى أذى يصيبهم من سليمان وجنوده ، وتبين أن سليمان وجنوده ما كانوا يريدون إيذاء النمل ولا تحطيمها ، فإذا داسوها بأقدامهم فلأنهم لم يشعروا بها . وهذا يدل على حرص النملة الحكيمة على الإعتذار عم ما قد يصدر عن سليمان وجنوده ، وحرصها على تبرئة سليمان النبى عليه السلام من أى تهمة قد توجهها النمل به . كما يدل كلام النملة على حرصها على أمتها من النمل ، وإشفاقها واهتمامها بهم ، وتفكيرها فى تخليصهم من الخطر ، وإيصالهم إلى بر الأمان
وعندما كلمت النملة أمهتا بهذه النصيحة ،واستمع واستجاب لها ، وسارع النمل فورا. إلى دخوله مساكنه والاحتماء من الخطر فى بيويته .
فالنمل أمه تعي وتاخذ الحيطة والحذر من المخاطر قال تعالى: { وَ مَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }  [الأنعام:  38].فسبحان الله

كما إن من السلوك الوقائي الاستراتيجي والفطري للنمل تطهير مستعمراته من الأمراض ويعلم كيف يتجنب انتشاره
وكما هو معلوم أن هناك أعداد هائلة من النمل تعيش في حيز ضيق وبالتالي فإن أي مرض يمكن أن ينتشر بسهولة
ففي دراسة للمعهد الأسترالي، قام العلماء برش  كمية من الفطر الضارة على مستعمرة نمل، وقام النمل على الفور بإزالة هذه الفطر من أجسامهم ومن أجسام النمل الأخرى ،إذ تبين أن النمل ينظف نفسه وما حوله بطريقة عجيبة لدرجة لا توجد أي مستعمرة للنمل يمكن أن تُصاب بالمرض كل نملة كانت تساعد الأخرى على التخلص من الفطريات ،حتى تم تطهير المستعمرة بشكل كامل.
والمذهل أن النمل يبقى ينظف الفطر عن بقية النمل قبل ظهور أعراض المرض.. وبذلك يتفوق على الإنسان العمل الاستراتيجي الوقائي الفطري في أخذ الاحتياطات من قبل انتشار الأمراض والأوبئة العامة .
أن هذا السلوك والتعاون الوقائي والحرص على المصلحة العامة... ولكن هذا لا يحدث الا في عالم النمل بسبب النظافة والوقاية الزائدة التي يتميز بها هذا المخلوق..
أن النمل يمتلك الدماغ الأكبر بين عالم الحشرات قياساً إلى ولكن هذا الدماغ لا يكفي للقيام بكل هذه العمليات المعقدة وبخاصة .وبالتالي يجب تصنيف هذه المخلوقات في مرتبة تشبه البشر وليس أقل من ذلك.
فهل نتعلم من النمل هذا السلوك آل فطري والطوعي ومن دون أن يطلب منه أحد ،إذ هو سلوك شبيه بالسلوك البشري ،
ونحن في هذه الجائحة والوباء العالمي الكورونا يجب ان نتعض من سلوك النمل الاستراتيجي الفطري الوقائي الزمر بيوتكم وأخذ احتياطات والتدابير الوقاية .
وكان الله يحب المحسنين


كورونا سلوك الفطرة الوقائي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع