المقاصد القرآنية.. وأثرها في بناء الفرد والمجتمع
محمد كاظم حسين الفتلاوي | Mohammad
29/01/2025 القراءات: 11
ان البحث عن مقاصد القرآن الكريم لا يزال بابه مفتوحاً معطاء، إما استنباطاً جديداً وإما استكمالاً وتتميماً لما سبق أن سطر القولَ فيه العلماء السابقون، فلا يدعي أحد أن بابه قَدْ أقفل، أو يزعم أنه قَدْ أشبع بحثاً، لأن المقاصد القرآنية تتجدد بتجدد النظر والتدبر في كتاب الله تعالى، فتبزغ من بين ألفاظه وتراكيبه، وتنبجس من ثنايا آياته ومقاطعه. أولاً: وهذا يعني التحرير من الشرك والتخلص من الخضوع لغير الله تعالى لأن سواه ليس قادراً على فعل شيء، وأنّه يرد على الجاحدين الذين يقولون: مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ، بجملة واحدة: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ، فلا يعقل أنّهم خلقوا من غير شيء ولا يعقل أيضاً أنّهم خلقوا أنفسهم بأنفسهم، فلا يدع لهم خياراً إلّا التسليم والإقرار. ثانياً: تهذيب الاخلاق: وهذا مقصد عظيم من المقاصد القرآنية الكريمة وفيه التخلي من مساوئ الأخلاق والتحلي بمكارمها، وبالأخلاق العظيمة وصف الباري نبيه المصطفى ، قال تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ، وأكدت سيرة المعصوم ذلك، قال النبي : (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق). ثالثاً: صلاح الأمة وحفظ نظامها: كالإرشاد الى تكوين الجامعة بقوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا، وعدم التفرق والاختلاف.. رابعاً: التشريع: هو مقصد يعنى بالأحكام خاصه وعامة، قال تعالى: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين، وقال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ. خامساً: الولاية " الإمامة ": وفيها ديمومة الشريعة المحمّدية وسياسة الأمة والعدل الإلهي المتمثل برعاية الإمام المعصوم، قال تعالى: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ. ودلالة الآية واضحة على ان الموصوف بهذه الصفات وهو الإمام علي a. سادساً: التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين: وهو ما يؤهلهم الى تلقي الشريعة ونشرها وذلك علم الشرائع وعلم الاخبار وكان ذلك علم مخالطي العرب من أهل الكتاب وقد زاد القرآن على ذلك تعليم حكمة ميزان العقول وصحة الاستدلال في افانين مجادلاته الضالين وفي دعوته الى النظر ثم نوه بشأن الحكمة فقال: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا. سابعاً: القصص واخبار الأمم : وهو ذكر احوالهم ولا يراد به سرد تاريخ الأمم أو الأشخاص، وإنما هو عبرة للناس، قال تعالى: تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ. ثامناً: المواعظ والانذار والتبشير: في هذا المقصد تحذير وتبشير وهذا يجمع آيات الوعد والوعيد والتحذير والتبشير وكذلك المحاجة والمجادلة للمعاندين. قال تعالى: هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ . تاسعاً: الإعجاز بالقرآن الكريم: الاعجاز بالقرآن ليكون دليلاً على صدق النبي الأكرم محمد في ادعائه النبوة والرسالة تحدى القرآن العرب ان يأتوا بمثله وهم البلغاء ثم تحداهم بعشر سور من مثله ثم تحداهم بالسورة .... وقد عجزوا واذعنوا لبلاغة القرآن على الرغم من تحديه لهم واقامة الحجة على العرب فكان تحدياً لغير العرب وبذلك يعني ان القرآن المعجزة العقلية الخالدة لرسول الله وبذلك يختلف عنه باقي معجزات الرسل السابقين التي انتهت بوفاة الرسل "عليهم السلام". والحمد لله رب العالمين
مقاصد، قرآنية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع