الحوكمة الأخلاقية في ظل أزمة فايروس كورونا المستجد (COVID-19)
22/09/2020 القراءات: 4390
لقد جاءت هذه الأزمة عكس الأزمات السابقة والتي كان أغلبها اقتصادية مالية، حيث تعتبر هذه الازمة، أزمة فايروس كورنه ازمة صحية عالمية غير متوقعه ومعروفة المصدر، ولم يكن متنبئ بها لكي ترسم الخطط والسياسات لاحتوائه كالأزمات المالية والاقتصادية التي كانت في السابق. وفي ظل تفشي هذا الفايروس والازمات الاخلاقية التي تحدث في بعض الدول التي كان عليها أكثر مما يجب عليه ان تكون في هذه الفترة التي ينتشر فيها الوباء وما سبقها من عدم مبالاة قبل الأزمة، أو بالأحرى في بداياتها، حيث أظهرت هذه الأزمة مدى ضعف هذه الدول وخاصة الدول الكبرى منها في إدارة هذه الأزمات وضعف الإفصاح والشفافية بالخطر الذي لم تلقي له بال، مما ظهر جليًا في خدماتها الصحية وسوء التقدير لهذه الأزمة. إن من أخطر الظواهر والكوارث الاجتماعية والأخلاقية التي برزت في هذه الفتر ة وخاصة مع انتشار الوباء على مستوى العالم هي الإفصاح الكامل عن إجمالي عدد حالات المصابين والوفيات في بعض البلدان، وأيضا الإشاعات ونقل الكلام والمقاطع التصويرية دون تثبت وتأكد من مصادرها الصحيحة والرسمية، لذلك فجهود محاربة كورونا وحدها لا تكفي، بل يجب محاربة الشائعات والأخبار الزائفة وعدم الإفصاح والشفافية الكاملة التي لا تقل خطورة عن الفيروس في حد ذاته فكم زلزلت من سكينة أفراد وكم نخرت في المجتمعات. وايضا لا ننسى طمع وشجع بعض التجار في الاستفادة من هذه الأزمة كي يحققوا أرباحاً خيالية ويزيدوا ثرواتهم في غياب كامل للإنسانية في مواجهة هذه الأزمة، وفي المقابل ايضا نرى شجع وطمع في سلوك الافراد والتهافت على شراء السلع بكميات كبيرة زائدة عن الحاجة وخاصة إذا كانت سلعا ضرورية لمواجهة هذا الفيروس مما يزيد من اسعارها على اصحاب الدخل المحدود، والذي يجب على الجميع التكاتف في مجابهة هذا البلاء للخروج بأقل خسائر. إن التطور التقني والتكنولوجي وقف عاجزًا أمام هذه الأزمة وخاصة في ظل توقف للعنصر البشري الذي يبين لنا إلى حد كبير مدى تأثيره في هذه الدورة من الحياة اليومية في هذا الكون، في المقابل فان هذه الأزمة أظهرت لنا حوكمة جديدة وهي حوكمة الأخلاق مع الأزمة في ظل غياب كامل للأخلاق بين الدول وهي تتسابق للحصول على حلول لها للخروج من هذه الأزمة على حساب دول اخرى في غياب كامل للأخلاق الانسانية ومدعين حقوق الانسان خاصة في الدول الكبرى، في حين بعض الدول غاب عليها الإفصاح والشفافية لمواطنيها وللعالم أجمع وما سببته هذه الازمة من خسائر سواءً كانت إنسانية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية. • فالسؤال الذي يجب أن يطرح هل الحوكمة الأخلاقية في الأزمات تغيب وتحضر حسب الظروف؟ • وهل الحوكمة أتت من مأزق أخلاقي، أم اقتصادي، أم سياسي، أم اجتماعي وإنساني؟ -فالدول والحكومات والافراد والمجتمعات في ظل هذه الأزمة أظهرت لنا مدى التزامها بالحوكمة عند ظهور الأزمة المالية والاقتصادية في السابق ووضع لها معايير لكي تكون أفضل ممارسة لها في المستقبل، لكن في هذه الأزمة لم تظهر بالشيء المطلوب وخاصة في الحوكمة الأخلاقية. وعليه فانه لا قيمة لنظام حوكمة خالي من التزام الدول والحكومات والأفراد والمجتمعات بالالتزام بالأخلاقيات المتعارف عليها ومسؤوليتهم الاجتماعية والالتزام بالقوانين والتشريعات التي تدعم الى وصول نظام حوكمة قوي، وفوق كل ذلك يجب الالتزام بتعاليم ديننا الحنيف ونحن كمسلمين وما يمليه علينا من التحلي بالأخلاق والابتعاد عن كل ما هو مخالف للشرعية سواء في الأزمات أو غير ذلك في كل أمور حياتنا. حفظ الله الجميع ..... ✍🏻 ناجـــــــــي حمـــــــــــد
الحوكمة - الأخلاقيات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة