كتاب "الرأي العام والقضية الفلسطينية".. قوة الإعلام الناعمة وتأثيراتها على القضية الفلسطينية.
د. عبد الله عدوي | Assoc. Prof. Dr. Abdallah Adway
11/08/2020 القراءات: 5291
شكلت وسائل الاتصال الحديثة مصدرا رئيسا من مصادر تلقي المعرفة في عصرنا الحاضر، حتى بات يوسم بعصر الاتصال، فقد لعبت وسائل الاتصال أدوارا تربوية وتثقيفية وتوعوية وأضحى يُركن إليها في خلق التوجهات والمواقف وتوجيه السلوكيات، فأضحت سلطتها ممتدة ونافذة في قدرتها على التغيير في الرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي تجاه أية قضية تحملها أوعيتها.
في خضم الحياة المعاصرة التي احتلت فيها التقنيات الاتصالية المعاصرة صدارة في التعليم والتثقيف والتوعية، فإن القضية الفلسطينية واحدة من القضايا التي يمكن حملها من خلال هذه التقنيات نشرا للمعرفة المتعلقة بها، وتعزيزا لمفاهيمها لدى الجمهور العربي والإسلامي، توثيقا لروابطه مع مقدساته، واستفادة من الوسائط الفعّالة ذات القدرة على استمالة الجمهور الدولي ومخاطبته بأدوات وأساليب متنوعة تتناسب وطبيعته، بغية تشكيل رأي عام دولي يصطف إلى جانب القضية الفلسطينية.
تناول كتاب الرأي العام والقضية الفلسطينية الدور المنوط بالإعلام ووسائل الاتصال المختلفة في تحقيق الرأي العام الواعي وذو الثقافة والمعرفة بقضية فلسطين على المستوى المحلي والمحيط الإقليمي العربي والإسلامي، فضلا عن شعوب العالم الأخرى، وصولا لرأي عام مناصر لحق الفلسطيني في أرضه، من خلال تشكيل صور ذهنية إيجابية عنه، مقابل كشف الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته وجرائمه لإساءة وجهه وسمعته أمام شعوب العالم، حيث بات للسمعة في عصر الاتصال والصورة أثر كبير في ديمومة الأمم أو اندثارها في ظل تلاقي مشارق الأرض ومغاربها في معرفة الأخبار والمعلومات لحظة بلحظة، ومن هنا، تكمن جدوى وفاعلية الاهتمام بالرأي العام والدعاية الإعلامية في إدارة الصراع مع الاحتلال في زمن تلعب فيه وسائل الإعلام دورا محوريا في تهيئة الظروف المناسبة لذلك، من خلال إحداث تغيرات في رأي الجمهور وقناعاته، وبث المعرفة التي تخدم الأهداف الفلسطينية في التحرر وإحقاق الحق الفلسطيني، ما يعزز الأهمية المحورية للإعلام كسلاح ذو دور فعال ورئيس في عملية التغيير في المعادلة المعاصرة.
تضمن الكتاب ثلاثة فصول؛ تناول الفصل الأول أهمية القضية الفلسطينية ومكانتها الدينية، ودور الإعلام والخطاب الإسلامي في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي. وتناول الفصل الثاني الدور الإعلامي المعرفي والقضية الفلسطينية، معرجا على أهمية المعرفة التي تبث من خلال وسائل الإعلام في تحقيق الوعي الذي يعتبر أساس تشكيل الرأي العام الواعي بالقضية الفلسطينية وأبعادها. أما الفصل الثالث فبحث في الرأي العام العالمي والقضية، وتوجهات المجتمعات المختلفة تجاه القضية الفلسطينية، والتحولات التي تطرأ على توجهات الشعوب المختلفة لاسيما الغربية منها بالاستناد إلى إحصائيات وأرقام توضح هذه التحولات، إضافة لبحثه في الإعلام العربي ودوره العالمي تجاه القضية، وقراءة التوجهات الجديدة لدى كثير من وسائل الإعلام العربية في تشكيل الرأي العام العربي تجاه القضية، وتناول الكتاب دور الإعلام في التأثير في إحداث التغيرات في مزاج الرأي العام الدولي تجاه القضية، فضلا عن دور الخطاب الفلسطيني في لعب دور فعال في تشكيل هذا الرأي العام والاستفادة .
يتضح من دور الإعلام في معركة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال في طريق تحرره أن هذه المعركة بالدرجة الأولى هي معركة وعي قبل أن تكون معركة سلاح، فسلاح الوعي لغرس الثقافة بالحق الفلسطيني أكثر جدوى في عصرنا ومع هذا العدو في ظل المعطيات المعاصرة، في وقت بات يحظى فيه الرأي العام الإقليمي والعالمي بأهمية كبيرة في مجريات هذا الصراع، فالرأي العام يملك قوة وتأثيراً يفوق الكثير من الوسائل والأساليب الأخرى في إحداث التضامن والمؤازرة للقضية الفلسطينية، كما أن عناصر التأثير التي يملكها الإعلام أضحت ضرورة مجدية في مقاومة الاحتلال، لذا فإن استغلال هذه التقنيات المعاصرة لخدمة القضية الفلسطينية، بات من شأنه تحقيق الكثير على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي، وقد كان للرأي العام أدوار واضحة في إيقاف الكثير من الحروب التي شنتها دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني في السنوات الماضية.
الكتاب من تأليف د. عبد الله عدوي - باحث وأكاديمي متخصص في الإعلام
للحصول على نسخة الكتاب الإلكترونية والورقية من هنا
#الرأي_العام_والقضية_الفلسطينية
الرأي_العام_والقضية_الفلسطينية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة