سياسات الإلهاء في الواقع السياسي التونسي
06/12/2022 القراءات: 2035
ووراء كواليس كأس العالم، تدار مؤامرة كاملة على بعض الشعوب التي اقتنعت بالذّل والاستعباد والجباية كمعطى ثابت من معطيات الحياة في اليوميّ. إنّها سياسة الإلهاء التي تحدّث عنها تشومسكي... خدعة زائفة تعود جُذورها إلى الخمسينيات من القرن الماضي. والطامة الكبرى أنّه لا رقيب على ما يحدث. من يحكم ؟ من يقرر؟ لا نعلم. ما نعلمه إلى حدّ الآن أننا شعب بائس ويائس أفضل أمانيه الحصول على منحة من أجل البقاء على قيد الحياة فحسب. ربما سيعود أغلبنا في القريب العاجل إلى ركوب البغال والحمير والدراجات النارية المصنعة من نفايات القمامة العسكرية الآسيوية. أمّا البقية فلا مناص لهم سوى ركوب قوارب النجاة حرقا نحو عالم آخر أقل ما يمكن أن يقال عنه بأنّه أجمل من عالمنا بكثير.
هذه ثمرة الرّبيع العربي. الكل صار يقدم الوعود الزائفة لشعب فقد روح الوطنية منذ سنوات. تقافزت علينا جميع التجارب وركبتنا دون حياء. دُمرت أجيال بأسرها بعد أن قدم لها الساسة وعودا ساقطة لا يتشبث بها الناس إلا في المواقف الحرجة وهو أمر فطريّ في الإنسان والحيوان لا مفرّ منه إلى أي مكان كان.
- كلها مقاربات بائسة تسعى إلى إخضاع الإنسان إلى رعب قانوني من خلال سلطة الإكراه أو العقاب حتى الموت واعتبار هذا العمل قانونيا ومن احتكارات الدولة الشرعيّة من خلال ضبط ميثاق يطرح اشكاليّة كبرى حول شرعية هذا الخطاب: باسم من توضع هذه التشريعات ؟
- وهل أنّ مجرد اتفاق الأغلبيّة حولها يجبر الفرد أن يلزم بها نفسه عمليا ويلتزم بها باطنيا ؟
وكيف يمكن للقانون أن يكون فوق الجميع والحال أنّه من صنع فرد أو من صنع أغلبية مسيطرة ؟
- خلاصة القول يصعب الاقتناع بخطابات متناقضة تدعي كلها الدفاع عن حقوق الإنسان لا سيما حين يقع تلميع كل خلفية معرفية وسياسية في فترة لا يمكن حتى الاقتناع بما سيشرع فيها حاضرا وحتى مستقبلا.
سياسة. إلهاء . هجرة .
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع