التّفكير العقلاني، والتّفكير اللاعقلاني، وتفكير عقلنة اللاعقلانية
بلمقدم يحيى | Belmokaddem yahia
25/06/2020 القراءات: 3915
يحاول الانسان منذ أن وُجد إيجاد سبل معرفة نفسه والمحيط الّذي يعيش فيه، هذه المعرفة الّتي اكتسب جزء منها من المعارف الإلهيّة، وطوّر ما تعلّمه من الطّبيعة بمرور الزّمن، فانتقل من الجهل إلى العلم، بفضل تجاربه، والتّفكير المتواصل المتراكم، والمتناقض في حالات أخرى، إنه عامل التفكير بكل أنواعه الفردي والجماعي... فالأوّل يمكن حصره عند الأفراد الّذين أبدعوا في تفكيرهم من أجل فهم المجتمع، والكون ومستقبله، مستخدمين في ذلك العقل، هذا الأخير المعقّد والمركّب، الّذي وهبه الخالق للإنسان وفضّله به عن غيره من بقية الكائنات الحيّة، فقد نعرف المظاهر الكونيّة، والطبيعيّة، والإنسانيّة، عن طريق معارف مكتسبة جاء بها من سبقونا، أو عن طريق التثاقف أو مراحل التّعليم المختلفة، وقد نفكر بأنفسنا كي نفهمها، وهي الطريقة المتجدّدة الحيّة الّتي تزيد الانسان فهما لمختلف شؤون الحياة الإنسانيّة القديمة والحديثة، ولعلّ أرقى مراحل التّفكير الأكاديمي الّتي يمكن للإنسان الوصول إليها هي المرحلة الجامعيّة. حسب اعتقادنا فإنّ المجتمعات البشريّة مرّت بثلاث مراحل منذ نشأتها من حيث التّفكير في المصالح هي: 1 - مرحلة اللاّعقلانيّة: وهي طبيعيّة ناتجة عن الجهل الطّبيعي للبشريّة (منذ النّشأة)، ومصدرها الأفكار الميّتة. 2 - مرحلة العقلانيّة: مصدرها "الأفكار الحيّة" مفهوم جاء به مالك بن نبي، وهي نتيجة التطوّر، والتقدّم العلمي، وظهور المجتمعات الحديثة بعد النّهضة العلميّة... وهي أسمى المراحل، لأنّها تتوافق والمنطق. 3 - مرحلة عقلنة اللاّعقلانيّة: مصدرها الأفكار القاتلة الّتي تعمل على تفكيك الجماعات، والمجتمعات، وهي عقلنة الشّيء، ونقيضه، أي إعدام العقلانيّة، فهي المرحلة الأخيرة، التي نعيشها في عصرنا الحالي، وهي أخطر، وأسوء المراحل في تاريخ البشرية.
تاريخ البشرية - المعرفة - اللاعقلانية - العقلانية - عقلنة اللاعقلانية.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة