المفاهيم العلمية: بين التصميم المنهجي والتعليم الأكاديمي
الزهرة الأسود | Zohra Lassoued
08/06/2022 القراءات: 1341
بعد أن يحدد الباحث مشكلة بحثه وتساؤلاته، يقوم ببناء فروض علمية تمثل مقترحات لحلول مؤقتة يعتقد أنها تؤدي إلى معالجة المشكلة البحثية المطروحة، ولكن قبل وضع الفروض العلمية وقياسها، يتعيّن على الباحث أن يحدد المفاهيم والمصطلحات التي يتعامل بها في البحث، فالمفاهيم العلمية لأي بحث علمي في العلوم الاجتماعية تعتبر من الحدود الموضوعية له؛ فهي بمثابة كلمات مفتاحية، تعبّر عن مجموعة من الرموز التي يستعين بها الباحث لتوصيل ما يريده من معاني لغيره من الناس، لذا وجب عليه تحديدها، وتدقيقها لغويا ومنهجيا، حتى يفصلها عن أي تقارب قد يحدث اللبس بينها وبين مفاهيم مشابهة لها معنى أو مبنى، كما يتاح للباحث تفكيك المفاهيم العلمية إلى أبعاد ومؤشرات دقيقة، تفسّر لنا معنى تلك التصوّرات الذهنية العامة التي تصف الظواهر الاجتماعية، وتحاول نقلها من المجرّد إلى الملموس، وتجسيدها على مستوى الواقع الملحوظ، ومن السهل التعبير عن المفاهيم العلمية الملموسة، في حين يصعب التعبير عن بعض المفاهيم العلمية التي تحتاج إلى كثير من التحديد والتدقيق.
وبعد ما يتم تحديد المفاهيم العلمية ومكوّناتها(من أبعاد ومؤشرات)، يلجأ الباحث إلى تعريفها نظريا وإجرائيا، من أجل ضبط موضوع بحثه، ليسهل عليه مواصلة الإجراءات المنهجية الموالية، ومهما كانت المصادر التي تستمد منها المفاهيم العلمية؛ سواء بطريقة استقرائية أو استنباطية، فإنها بلا شك لها مساهمتها في تقدّم البحث العلمي، وتطوير المعرفة الإنسانية كمّا وكيفا.
هذا؛ وتختلف المفاهيم العلمية في صعوبة تعلّمها، فمنها ما يتم تعلّمه بسهولة، ومنها ما يتطلب فترات زمنية طويلة نسبيا، ينتقل فيها المفهوم تدريجيا من حالة الغموض إلى حالة الوضوح، فيغدو قابلا للتمييز والتحديد الدقيق، كما تختلف المفاهيم العلمية من حيث بساطتها وتعقّدها، لذا فهي تتطلب استراتيجيات مناسبة لتعليمها، ومعرفة مكونات الدروس وبنيتها، وكذا معرفة العوامل المؤثرة في تعلّمها، واستنتاج أهم المبادئ(التطبيقات التربوية) التي تجعل المفاهيم العلمية أكثر فعّالية.
المفاهيم العلمية - التصميم المنهجي - التعليم الأكاديمي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة