فقدان الهوية فى ظل الذكاء الاصطناعي
د. محمد فكري فتحي صادق | Dr. Mohammed Fekri Fathi Sadeq
20/06/2023 القراءات: 1478
لاشك أن التحولات المتسارعة في الآونة الأخيرة من تطور تكنولوجي وتقني ساهم في حدوث طفرة علمية وإنسانية هائلة جعلت الكثير من المهتمين بدراسة أثرها على العنصر البشري إلى البحث عن سُبل عديدة ومتنوعة لمواجهتها ليس للتغلب عليها، وكأنهما في حالة صراع، ولكن رغبة في التلاقي والبحث عن طرق علمية هدفها أن يستفيد الجميع لخدمة البشرية ، وهذا ما دفع العديد من البلدان إلى تطوير منظومة التعليم، و تطوير التكنولوجيا المستخدمة ، واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والذي قد أثار مخاوف البعض بشأن فقدان الهوية في بعض الحالات. خاصة وأن هناك عدة نقاط يمكن أن تؤثر على الهوية في ظل التقدم التكنولوجي واستخدام الذكاء الاصطناعي منها : التشابه والتوحيد، حيث يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى تجانس المعلومات والخبرات، وقد يترتب عليه قلة التنوع الثقافي والاجتماعي، مما يؤذي إلى فقدان الهوية الفردية والتمييز الذاتي، وكذلك على مستوى المجتمعات. بالإضافة إلى الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية قد يؤدي إلى فقدان القدرة على اتخاذ القرارات الخاصة والاعتماد على الذات، مما ينعكس سلبيًا على التطور الشخصي وفقدان القدرة على التفكير النقدي والابتكار لدى الأشخاص. كما تعد أهم عناصر فقدان الهوية هو وجود كمية معلومات كبيرة من البيانات الشخصية عند استخدام الذكاء الاصطناعي. وفى حالة عدم حماية خصوصية تلك البيانات بشكل صحيح، قد يؤدي إلى وجود خطر فقدان السيطرة على معلوماتنا الشخصية وبالتالي فقدان الهوية.
كما يُعد تغيير الأدوار وفقدان الوظائف نتيجة استخدام الذكاء الاصطناعي إلى فقدان بعض الوظائف التقليدية؛ لذا يجب على الأفراد تطوير مهاراتهم والعمل على تكييف أنفسهم مع تلك التغيرات، وبالتالي سيؤثر على هويتهم المهنية.
لذا فإن التطور الحادث من استخدام الذكاء الاصطناعي ليس مرفوضًا من أجل خدمة البشرية ولكن من الضروري وضع سياسات وإطار قانوني وتشريعي قوي لضمان استخدامه بشكل مسؤول وحماية أكثر أمانًا خاصة في ظل التطور المستمر له وتوغله في كافة مجالات الحياة اليومية.
فقدان الهوية - الذكاء الاصطناعي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة