اضطراب التحدى والمعارضة ( اضطرابات نفسية لدى الاطفال / المراهقين )
01/03/2023 القراءات: 1658
التوعية النفسية جزء هام من عمل الممارس الصحي الاكلينيكي فالعمل على تعزيز الصحة النفسية من خلال المنهج الوقائي لها نفس القدر من الاهتمام بالمنهج العلاجي ، فينبغي أن نهتم بالصحة النفسية والوقاية قدر الاهتمام بالخدمات العلاجية والتأهيلية .
ويعد اضطراب التحدى والمعارضة أحد اضطرابات فترة الطفولة والمراهقة الشائعة بين المترددين على العيادات النفسية المعاصرة ولكن يظل عدد المترددين على العيادة النفسية أقل بكثير من غير المشخص أو لم يلفت الانتباه له أن هناك مشكلة تستحق زيارة مختص في الصحة النفسية ، حيث تغفل الاسرة أو المدرسة عن أن سلوكيات العدوانية - العناد - التذبذب في المزاج - الجدال مع الكبار - الغضب - عدم اتباع القواعد في المنزل أو البيت - لوم المحيطين على السلوكيات الخاطئة للطفل أو المراهق الذى يقوم بها - العدائية نحو السلطة - السلوك المضاد للمجتمع - مصدر ازعاج وضيق للمحيطين - النشاط الزائد - قد تكون اعراض اضطراب التحدي والمعارضة ( Oppositional Defiant Disorder) (OPD)
لذا نطلب من الاهل والمعلمين تقييم ظهور تلك الاعراض لدي الطفل أو المراهق خلال سته شهور فأذا كنت تنطبق عليه يجب الاستشارة لمختص في مجال الصحة النفسية . حيث أن تكرار هذا النمط السلبي من السلوك وفقا لـ DMS-IV I اضطراب نفسي يحتاج تشخيص وخدمات علاج دوائي ونفسي .
والهدف من المقال ليس فقط الانتباه لخطورة المؤشرات السلوكية لهذا الاضطراب لكن الهدف الاساسي هو التربية الحنون والقرب العاطفي المساند للطفل والمراهق كأحد سبل الوقاية من الاضطراب فلماذا غاب التواصل التربوي مع الابناء داخل المنزل والمدرسة ؟ لماذا نهتم بالماديات والرفاهية وغاب الدفء والحوار والمساندة والاشراف الواعي المصحح للسلوك دون التركيز على العقاب ؟ الطفل والمراهق أصبح يخاف من الاهل ( مصدر اللوم والعقاب ) ويحتمي بالعالم الافتراضي وشلة الاصدقاء ( مصدر المسايرة والجذب ) فيكون الناتج السلوكي مجموعة من الاضطرابات النفسية الاجتماعية المعاصرة .
العلاج الاول لها 1- القرب من الطفل والمراهق والمشاركة الفعلية له في الافكار والمشاعر وخطط المنزل .
2- الاستماع الجيد مع الانصات التام والحوار الهادئ بعيد عن فكر الثواب والعقاب .
3- الصوم المتقطع عن الاجهزة والاتصالات الشبكية العنكبوتية واستخدامها بالقدر المحددحسب الاحتاج النافع فقط
4- عودة دور الاب والام والمعلم وفكر العائلة الراعية التى يساهم فيها الاجداد والاعمام والاهل بتعدد درجات القرابة في تشكيل سلوك الناشئة .
5- فهم احتياجات الطفل والمراهق النفسية والمعرفية والاجتماعية والانفعالية والجسدية ومراعاة الفروق الفردية ومراحل النمو والنضج خلال التربية السلوكية .
العلاج الثاني لها التربية الدينية والروحية وفقا لمبادئ وتعاليم الاديان السماوية لكلا من الاباء / المربيين - والاطفال والناشئة فمنظومة الفطرة السليمة منظومة متكاملة لها قيم تربوية ايجابية وقادرة على تشكيل الوعي السليم ، وقادرة على التناغم مع قواعد المجتمع وتهدف إلى ترسيخ التعاطف والتراحم تجاه الانسان والبيئة ، القيم الاخلاقية اصبحت علاج اساسي وليس ترفي لقضايا الانسان المعاصر
الاهتمام بتهذيب النفوس بالمحبة والرحمة أهم من تصحيح السوك بالثواب والعقاب ، الاهتمام بالخلق الحسن أهم من ملئ البيوت بالسعادة المادية الاهتمام بتكوين الضمير الداخلي أهم من خطط المراقبة السلوكية الخارجية ، الاهتمام بالتربية أهم من التحصيل الاكاديمي والدرجات المدرسية .
العناد / التحدى / اضطراب نفسي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف