الإعلام الأجنبي والهوية الثقافية العربية دراسة في تجليات التبعية من BBCالى MBC
28/08/2020 القراءات: 4144
الإعلام الأجنبي والهوية الثقافية العربية دراسة في تجليات التبعية من BBCالى MBC لبات الدخيل (*) ملخص: تتمحور هذه الدارسة حول كيفية تعاطي الاعلام الاجنبي مع الهوية الثقافية العربية ورصد أهم تجلياته ومظاهره في القنوات العربية وفي السلوكيات الفردية والعامة لدى الشعوب العربية، ومنه الاثر المباشر على سلوكيات الفرد وكيف يمكن تحصين الذات الثقافية العربية من هذا الاجتياح، حيث قسمت الدارسة الى قسمين الاول منهما تشخيصي والقسم الثاني بمثابة رصد لمظاهر التبعية والاستيلاب التي يمارسها الاعلام الاجنبي.. كما يناقش البحث تفاصيل المحتوى عند بعض القنوات العربية مثل mbc ودورها في نشر الفكر التغريبي، ومن هذا المنطلق، ماهي تمظهرات هذه التبعية وكيف يمارس الإعلام تغريبه؟ مقدمة: تعتبر وسائل الاتصال الجماهيري ادوات اساسية للتثقيف ونشر المعرفة والابداع، إلا ان الخريطة الاعلامية العالمية عرفت اشكالا مختلفة من السطو والانتهاك بواسطة إعلام مضاد يحتكر الوسائل والمواد في ظل مناخ غير متساو من حيث الكم والكيف في الإنتاج الاعلامي، ما من شأنه خلق أضرار فادحة بثقافات شعوب العالم الثالث التي تقف عاجزة عن ايجاد حلول عملية لمواجهة هذه الهجمة وهذه التبعية التي تقودها الشركات الكبرى واللوبيات المتنفذة، وذلك لخلق وزرع القيم والاذواق الاجتماعية والثقافية الاجنبية داخل الشعوب النامية قصد خلق نمط ثقافي عالمي موحد من حيث الذوق والاسلوب والمضمون ضمانا لرواج سلعها وشراء خضوعها وخنوعها.. وإذا كانت الدول الاوربية هي الاخرى تخشى على ثقافتها من هذا الاجتياح وهي التي تمتلك أدوات المناعة والحصانة، فكيف هو الحال لدى باقي الشعوب والدول المغلوبة على أمرها والغارقة في وحل الاستيلاب والاستسلام للنموذج الغربي باعتباره فردوسا تًشد إليه الرحال وتعضد به العزائم، ومنه اكدت دول كثيرة ما مرة في المحافل الدولية على ضرورة تقنين انتقال المنتجات الثقافية وعدم تحريرها فيما اصبح يعرف لاحقا بالاستثناء الثقافي، إذ عرفت قمة الكاط سنة 1994 مناكفة قوية صعبت من اتمام التوقيع على الاتفاقية، مما أذكى الصراع حول ضرورة إعادة النظر في الموروثات اللامادية للشعوب وحمايتها من الانحلال الهوياتي والمسخ الذي ترومه الشركات ذات الجشع حول الرساميل والارصدة المالية، حيث جاء في مداخلة الوزير الفرنسي أنداك جاك دولور"... أريد أن أطرح سؤالا على أصدقاءنا الامريكيين، هل لنا الحق في الوجود؟ هل لنا الحق في الحفاظ على تقاليدنا ولغتنا وتراثنا؟ كيف يمكن لشعب أمام العالمية التي تمنحها الاقمار الاصطناعية ان يحافظ على لغته الحاملة لثقافته؟ أليس من باب الدفاع عن الحرية المنادى بها أن تقوم دولة أو مجموعة من الدول بالحفاظ على هويتها من خلال إعلامها السنعي البصري"( ). وأمام هذا الاعتراف الاوروبي بقوة تأثير الاعلام على ثقافات الشعوب حتى على الدول التي قطعت أشواطا مهمة في درب التكنولوجيا والاعلام وحفظ الخصوصية وتحصينها فإن خوف الشعوب العربية يجب أن يكون مضاعفا نظرا لما تعيشه هذه الاقطار من استهداف يشمل كل المجالات أمام واقع اعلامي ضعيف الانتاجية ومتفكك ويفتقد لأسس الفرجة والاستمالة وتبعيته في الغالب الى قطبين إما تحت سلطة الانظمة الحاكمة التي تسخره لخدمتها وجعله بوقا لايديولوجيتها أو تابعا بشكل أو بآخر للدول الاجنبية وشركاتها سواء عن طريق الاعلانات أو وكالات الانباء أو المعاهد والكليات ومراكز البحوث. أولا : الاطار المنهجي للبحث: إشكالية البحث: تعد الهوية الثقافية محددا هاما من محددات السلوك الانساني، من خلال تأثيرها وتأثرها بطبيه الخطاب الاعلامي، وتعتبر عملية تشكيلها خاضعة لمجموعة من التراكمات المتعلقة بالتنشئة الاجتماعية والمعتقد الديني والعادات والتقاليد... ورغم اهمية الدور الذي تقوم هذه المؤسسات بالتوازي مع أدوار الأسرة والمدرسة والمسجد في عملية الضبط الهوياتي للفرد والمجتمع الا أنه دخلت على الخط مؤسسات أخرى منافسة لها تتمثل في وسائل الاعلام ، والمطعمة بالتقنيات التقنيات الحديثة والتي لم يقتصر دورها في النقل والإخبار فقط وإنما تعداها الى تشكيل وصناعة قيم جديدة، بل وحتى تحطيم القيم الأصيلة والدعوة الى التمرد عليها، خصوصا مع جنوح الغالبية الى التكنولوجيا والرقمنة، وبالتالي أصبح المجتمع أكثر تفاعلا مع الثقافات الجديدة و قبولا للقيم الغريبة والتبعية للمحتوى الاعلامي الاجنبي والانسلاخ التدريجي عن الهوية العربية. أسئلة البحث: تحضرنا مجموعة من الأسئلة التي من شأنها مساعدتنا في الاحاطة ورصد هذه الظاهرة المجردة Phénomène abstrait، وكذا منحنا ارضية لمناقشة حيثيات الموضوع وفتح المجال أمام كل الجوانب التي قد تفيد مستقبلا في الالمام وزيادة هامش الاستفادة من قبيل: (يوجد المقال كاملا لدى المدون)
الاعلام الاجنبي- الهوية - الثقافة العربية- التبعية – BBC- MBC
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة