مدونة أ.د/ أيمن عبده محمد محمد


شكرا كورونا .....................كيف؟ لماذا؟

أ.د/ أيمن عبده محمد محمد | prof.dr/ayman abdou mohamed mohamed


06/05/2020 القراءات: 3858  



شكرا كورونا
على الرغم من ان هذا الفايروس قد اخذ ارواحا بريئة (ولازال يهدد الكثير الغير ملتزم بالتعليمات والاجراءت الصحية التي يجب ان نلتزم بها جميعا لغاية اكتشاف اللقاح الناجح وهو قادم لامحال خلال القريب المنظور فيجب ان نطبق المبدا القديم في الطب الوقاية خير من العلاج كما طبقته الصين ) فان هذا الفايروس قد علمنا نحن سكان هذا الكوكب دروسا وخبرات كثيرة
حيث تحوّلت المدن حجراً بلا بشر. خلت المطارات من المسافرين واقتصر التسوّق على المواد الغذائية والمطهرات. اختفى رواد المطاعم وفرغت أمكنة الترفيه من طالبي الرفاهية. مباريات رياضية بدون جمهور، وشعلة أولمبية انتقلت من اليونان إلى اليابان في رحلة متوحدة يلاعب الهواء نارها فتسمع صدى تراقص لهيبها في الفلا المقفر بدون هتاف أو تصفيق.
تساوى الغني والفقير، القوي والضعيف، السياسي والمواطن. تساوى الظالم والمظلوم. تساوى حوت المال بالزاهد. تساوت الأديان. باتت البشرية جمعاء في خندق واحد تواجه عدوّاً غير مرئي لا تقتله الصواريخ والقنابل. أرعب الكبير والصغير، الحاكم والمحكوم. الكل اتحدوا بما لهم وما عليهم، ليتذكّر الإنسان أن فيروس بحجم رأس شعرة قادرٌ على إسقاط إمبراطوريات مهما علت شأناً وقدرة.
شكرا كورونا انك جعلتنا نكتشف ان بعض القادة ورؤساء الدول لايستحقون ان يقودوا حتى عوائلهم
شكرا كورونا انك اثبت بانه لايوجد نظام اقتصادي او سياسي ناجح اذا لم يكن الانسان مادته وهدفه
شكرا كورونا انك اعطتينا دروس في حب الاخر واننا يجب ان نحب وان يكون هناك من يحبنا .
شكرا كورونا انك علمتنا اننا حين نصلي ونطلب ليس فقط لعوائلنا ولقوم ودين معين... لا...بل لكل البشر
نعم هو زمن إعادة التفكير وترتيب الأوليات. إنه زمن الزهد والمساواة. إنه زمن تقديم الأهم على الأقل أهمية. إنه الزمن الذي يتوّجب على الإنسان فيه التوقف لرؤية الحياة من زوايا مختلفة وبنظرة جديدة.
تلك هي لحظة الفصل التي كانت تحتاجها البشرية حتى يغيّر كل منا نظرته إلى الحياة فيعود منها غنيَّ النفس والروح مقتنعا وقنوعاً، صادقاً وصدوقاً مع نفسه وأهله وأخوته البشر. حال أي منا حال الجميع في الولادة والممات، أما ما بينهما ففانٍ إلا بالنفس والإنسانية. شكرا لفيروس بحجم "رأس شعرة" قد أعاد للبشر روح التكافل والتضامن وترتيب الأولويات. عسى كل إنسان يخرج من هذه التجربة مختلفاً ومتسلحاً بروح أنقى وحب أسمى وإنسانية أبقى.
ويقول المهاتما غاندي "إن أردت تغيير العالم.. ابدأ بنفسك". هي تجربة أشهر يعيشها كل منّا وإذا نجحت بتغييرنا، تغيّر العالم حينها ليرتسم نظام عالمي جديد أكثر عدلا وإنسانية وروحانية وزهداً في عام 2020، ونتمنى... وعليه: شكرا كورونا.


شكرا كورونا


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع