مدونة الأستاذ الدكتور فليح مضحي السامرائي


✍️الشارب على الغارب.......

الأستاذ الدكتور فليح مضحي السامرائي | Prof. Dr. Flayyih Mudhhi Al-Samrrai


08/04/2020 القراءات: 4148  


الشارب على الغارب نتف الشوارب نموذجا...
حكى لي والدي الحاج مضحي احمد السالم (رحمه الله) ما كان يحكى له ان رجلا أمينا شريفا دفعته الحاجة إلى اقتراض مال، وبدأ بالتفتيش عمن يقرضه فارشده عقله الى احد أصحاب المال وعندما جاء لعرض طلبه وصاحب المال يعرفه بصدقه وامانته ورجولته ومروءته اشترط عليه وديعة أو مايسمى رهنا وهو (رهن شعرة واحدة من شاربه) تصبب الرجل عرقا وحيرة وخجلا وترددا والغيرة وصلت للذروة، وبين حاجته لاقتراض المال وعظمة وثقل الرهن وافق على مضض وبحزن شديد خوفا على أن لايفي بالدين وتقل هيبته وينتقص منه كرجل اودع شعرة من شاربه ولم يفكها وبقيت رهينة عند الرجل، وهذا بحد ذاته عيبا لا يتحمله الرجال الذين يحملون صفة الرجولة، كل هذا حصل للرجل على شعرة واحدة...
وافق الرجل على مضض ونتف شعرة واحدة مجبرا ومكرها ومتألما لهول الموقف وأعطاها للرجل، وأخذ المال وانصرف.
سمع المحتالون - وما أكثرهم - في البلد بالقصة وتسارعوا لإقتراض المال من صاحبنا ضنا منهم وجهلا وتحايلا أن الأمر في غاية البساطة والسهولة - هي شعرات نعطيها والسلام- وما أن حضر أحدهم وقص قصته وبادر بطلبه لإقتراض المال حتى قدم صاحب المال شرطه الوحيد وهو شعرة واحدة من الشارب، وبكل سهولة وبلا تردد مد يده إلى شاربه وأخذ نتفة -(عدد من الشعرات)- واعطاها للرجل، وما كان من الرجل إلا أن رد يده قائلا ( هذا نتف لايوفي أو بعبارة أخرى نتفك لايوفي) ثم طرده...
وانهي الحكاية بالقول: ما أكثر الناتفين والماسكين والراهنين لشواربهم في هذا الزمان..... !!!! ............. د. فليح مضحي السامرائي كوالالمبور 20-02-2020
أما ملحق مقال الشارب على الغارب فهو اعتذار باصرار عن منشور واضح كالنهار.....
بعد أن وصلتني رسالة عتب من محب في حديثي عن الشارب...
اقول لك ايها المحب انا لحالقي الشوارب أتجنب فامرهم لايعنيني لا من بعد ولا من قرب..
فحرية حلق الشارب ليس بأمر عجب. ونحترم رأيهم وهذا واجب..
منشوري لمن وعد واخلف وللشارب امسك، رهن، نتف،
ولم يكن قدر كلامه فطفف
اعتذاري لمن فهم كلامي خطأ فاسرف....
فأنا لا أقرب الرموز ولا الأشياء الخاصة ومنها حلق الشارب (وليس تحليق الشارب) -كما يكتب أو يتوهم البعض -
وهي من الأمور المرتبطة بالحرية الشخصية لأنها أمور لاتعنيني أولا، ولست مسؤول عنهم وعنها ثانيا
وكل الذي قصدته هو الصدق والالتزام الأخلاقي والمعنوي الذي يجب أن يتحلى به الرجال إذا كانوا يحملون صفة الرجولة.
بعد أن قل واختل هذا المعيار وأصابه الاندثار ومعه قل الاعتبار لكثير من الرجال...
تقديري واحترامي لكل رجل..... د فليح مضحي السامرائي كوالالمبور 23-02-2020


الشارب على الغارب


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع