تحولات الصورة الشعرية وتحولات الخطاب
د.رتيبة محمدة بولوداني | D.ratiba mhamda bouloudani
11/03/2023 القراءات: 1391
الصورة الشعرية :
تتعدد أبعال النص الشعري الجمالية، وربما تكمن أسرار هذا الجمال في ذلك الشكل المكثف الذي يكتب به أو يتلقى من خلاله، ويكاد اهتمام النقاد بالصورة الشعرية، يطغى على أمور أخرى : فالذي يجعل الشاعر شاعرا هو تلك القدرة على التصور، فقد يكون عندنا شعور كالذي عند الشاعر، ولكن ليس عندنا المقدرة على تصوير ما عند الشاعر .
وتختلف السمات الفنية من شاعر لأخر، بحسب مستوى تفاعله مع معطيات العالم المحسوس فالصورة أساسا تشكيل لغوي يكونه خيال الفنان من محيطات متعددة، يقف العالم المحسوس في مقدمتها، فأغلب الصورة مستمدة من الحواس إلى جانب ما لا يمكن إغفاله من الصورة النفسية والعقلية ثم إن طريقة استخدام اللغة مقياس مباشر في التمييز بين الشعر والنثر، فحيث نجدد باللغة عن طريقتها العادية في التعبير والدلالة، ونضيف إلى طاقتها خصائص الإثارة والمفاجأة والدهشة يكون ما نسميه شعرا، والصورة من أهم العناصر في هذا القياس ( ولقد ارتقى الشعر الحديث بالصورة ) فأينما ظهرت الصورة، معها حالة جديدة وغير عادية من استخدام اللغة ، فالصور ككل الأشكال المجازة هي من عمل وشعر معا .... فوضوية الصورة هي المساهمة في تفجير الطاقة الشعرية الكامنة في النص، وذلك بفضل السعي المتواصل لتحقيق التناغم بين خيال الذات الشاعرة، وطريقة تمظهره على مستوى اللغة: فالصورة انبثاق تلقائي حر يفرض نفسه على الشاعر كتعبير وحيد عن البعيد الأغوار
ففي اللحظة الشعرية الحاسمة النفس الانفعال في خلجات النفس المتجاوب مع قيم الحق والعدل والجمال والحرية: وعندما تخرج هذه المشاعر إلى الضوء، وتبحث عن جسم، فإنما تأخذ مظهر الصورة في الشعر أو الرسم ....فالصورة فيها تجسيد المعاني وتشخيصها يجعل طرفيها فعلا إنسانا أو صفة إنسانية ، وباعتبار النص الشعري نظاما يستدعي القراءة وينعكس فيها، فتغيره وتفتحه على نصوص لا تنقضي في الصيرورة أجلا، ولو لا ذلك لأنعدم واندثر معناه، ولأصبح وجودا من خير شاهد، وهذا ما جعل الشاعر الأمراني يراهن في بنائه النصي على الاستعارة التي قادته إلى التصوف، حينها فقط تتفجر فجأة القصيدة إلى استعارة حيث تتحول لهجة القصيدة تحولا جذريا، من السرد ومن ضمن الأنا ، إلى إتمام الغائب في النص، ومن العادي المتجانس إلى اللامتجانس بل اللامعقول والخارق، وإلى إقحام كونين نقيضين، عبر فعل مفارقة جذري .
فهكذا يأتي الشاعر ليمزق الحجا ب الكامل، ويعيد إضاءة العالم وهو ما يؤكد مسافة الفجوة المعنوية بين الدال والمدلول ، وهي التي يصفها الناقد الانجليزي: بسون Bsone كلما تنافرت مكونات الاستعارة عظم نجاح الشاعر عند بلوغ التآلف ، فالقصيدة الشعرية هي كيمياء الفعل التي تجمع بفضلها داخل الجملة كلمات لا تجمع من وجهة نظر المعايير الإستعمالية للغة وتزداد شعرية الاستعارة كلما صادفت أشكالا شعرية تركيبية أو اندماجية، مرفولوجية ، وكذلك حال اللعب بالكلمات ( أو التوازي) ونسمي التمثيل استعارة نصا نية، وفيها يتم تجاوز إطار الجملة، كما أنها تقوم على علاقة دلالية متنافرة الأطراف بالنسبة للمتلقي : وليؤسس تبعا لذلك علاقات بينه وبين اللغة وبين العالم.
الصورة الشعرية ،، الاستعارة ، الخطاب ، تحولات الصورة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
عذرا. تتعدد أبعاد النص