القيم الاسلامية ودورها في توجيه المجتمع المسلم
جليلة الطيب بابكر يونس | GALEELA ELTAYIB BABIKER YOUNIS
09/09/2021 القراءات: 3629
إنّ الاسلام يظهر رسوخ القيم الأخلاقية الأصيلة من : الصدق والأمانة والوفاء ، والعدل والإحسان ، والرحمة والعفاف ، والشجاعة والسخاء ، والعزة والتواضع والحياء وغيرها من الأخلاق ، التي عدها الإسلام مجسدة للإيمان وعدها من خصال المؤمنين ، كما عد الرذائل المضادة من آيات النفاق ، وخصال المنافقين ، وهنالك العديد من القيم الأخلاقية التي يجب أن يعلّمها الآباء لأطفالهم منذ الصغر، وذلك لأنّها تلعب دورًا مهمًا في سلوكه في المجتمع ، ولا شك بأنّها سوف تعود عليه بالفائدة في المستقبل ؛ لأنّ الناس عادةً ما تشعر براحةٍ أكبر عند التعامل مع الأشخاص المتمسكين بالقيم سواء كان ذلك في البيت أو المدرسة أو العمل ، ومن أهم تلك القيم الأخلاقية المهمة التقدير واحترام أفراد الأسرة والإحساس بالمسؤولية اتجاه أسرته .
والله عز وجل بيّنَ لنا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا ، ولا تتم الأسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم إلا بمعرفة سيرته ، وكما أن كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، فهذا الأمر يقتضي وجوبُه أن نعرف سنة رسول الله ويعتبر صلى الله عليه وسلم هو الشخصية الأولى في تاريخ البشرية ، التي تُعتبر القدوة الحسنة في جميع ظروف الحياة وجوانبها ، فهو الذي استطاع أنْ يبلِّغ رسالة ربه عز وجل بإخلاصٍ وأمانةٍ ، واستطاع أن يكون القائد الناجح للناس في السلم والحرب ، وكان القاضي العادل والمرشد الحكيم .
وتهدف القيم الإسلامية المستمدة من القرآن والسنة إلى تحديد آداب التعامل بين الناس ، على أساس التعاون والمساواة والاحترام وحسن الخلق، فالمجتمع الإسلامي يتخذ من القرآن والسنة دستوراً للحياة ، وتبدو هذه القيم في حياة الفرد والمجتمع واضحة ، لأنها تمثل ركناً أساسياً في تكوين العلاقات بين الناس ، إضافة إلى أنها تشكل معايير وأهدافاً تنظم سلوك الفرد والجماعة
ونحن نحتاج في العصر الحالي الى هذا النهج النبوي الأصيل ، فقد أصبح للوسائط اللكترونية والاعلامية المتعددة دورًا نشطًا في نشر القيم والسلوكيات المختلفة ، فقد وجب علينا تحصين أنفسنا وأطفالنا من سلبياتها .
قال الله تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } - سورة القلم(4).
* وقال تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} - سورة الاحزاب(21 ) .
* وقال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} - سورة الانبياء (107).
* وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ " / وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
* فإنّ جميع ما جاء في الشريعة من الأخلاق والفضائل إنّما جاء بحسب ما يُوافق العقل البشريّ والفطرة السّليمة ، وهي تتناسب مع جميع الأمكنة والأزمنة ، لقوله تعالى :
{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } - سورة الروم (30) .
* فنشر دين الله تعالى لن يتحقق بشكله الحقيقي إلا إذا عمدنا إلى تربية أشخاص يجسدون القدوة في حياتهم وممارساتهم العملية ، وهذا يعني أن الشخصية يجب أن تبرز في المستوى الضروري لتقديم صورة عن الدين وبذلك نضمن قبول الآخرين وإيمانهم وثباتهم .
* فإنّ عِظَم أثر القدوة في تشكيل الشخصيَّة الإنسانيَّة يُرجع إلى عدة أسباب ركَّز عليها الإسلام ؛ منها : أن في فطرة الإنسان ميلاً قويًّا للاقتداء ، وأنَّ المثال الحي الذي يتحلَّى بجُملة من الفضائل السلوكيَّة، يُعطي غيرَه قناعة بأن بلوغَها من الأمور التي هي في متناول القدرات الإنسانية .
القيم - الاخلاق - القدوة - الشريعة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع