مدونة رأفت عبد الناصر فتحي


الإسلام في غرب إفريقيا (السودان الغربي)

رأفت عبد الناصر فتحي | Raafat Abd Elnaser Fathy


24/05/2023 القراءات: 1509  


لقد طرق الإسلام أبواب بلاد غرب إفريقيا (السودان الغربي) في سنوات مبكرة كانت في عام 46هـ مع وصول طلائع المسلمين بقيادة القائد عقبة بن نافع لإقليم كوار في شمال شرق بحيرة تشاد، ودخل الإسلام المنطقة بشكل أوضح في القرن 4هـ/10م، وقد أصبح الدين الإسلامي اليوم دين الأغلبية في كل من دولة السنغال ومالي وموريتانيا والنيجر وجامبيا وبوركينا فاسو وغينيا كوناكري وسيراليون، وبشكل أقل في بقية دول المنطقة؛ ويرجع أول نص إسلامي صحيح عن قارة إفريقيا للمؤرخ العربي المسلم ابن عبد الحكم (ت 257هـ/871م) في كتابه فتوح مصر وأخبارها، أو فتوح مصر والمغرب.
* وسائل انتشار الإسلام:
(1) عن طريق الفتح العربي لبلاد المغرب:
مما لا شك فيه أن كان أبرز الفاتحين هو عقبة بن نافع الفهري الذي قد ولاه عمرو بن العاص (رضى الله عنه) على فتح شمال إفريقيا فقام بفتحها وتأسيس مدينة القيروان بها التي أصبحت فيما بعد قاعدة لفتوحاته وقد توسعت بشكل أفضل عندما تولى شمال إفريقيا مرة ثانية في عهد يزيد بن معاوية، وواصل عقبة بن نافع تقدمه جهة الغرب حتى وصل للمحيط الأطلسي فنزل بفرسه فيه حتى بلغ الماء نحره وقال مقولته الشهيرة "اللهم إني أشهدك أن لا مجاز ولو وجدت مجازاً لجزت"؛ وبعد ذلك قد غير وجهته نحو الجنوب ليلتقي بقبائل صنهاجة الذين أسلموا على يديه، وقد كانت بلاد المغرب خلال عهد الخلفاء الراشدين وبني أمية في التنظيم الإداري تابعة لمصر .
(2) عن طريق الدعاة:
لقد نشطت حركة الدعوة على المذهب المالكي في دعوة الناس للإسلام في غرب إفريقيا حيث توالى الدعاة والعلماء على المنطقة سواء بالاجتهاد الشخصي أو بدعوة من الحكام المسلمين للتوجه لبلاد غرب إفريقيا (السودان الغربي والأوسط)، والذين قاموا بإنشاء الزوايا المساجد والكتاتيب والمدارس فيما بعد.
(3) عن طريق التجار والهجرات:
لقد لعب التجار دوراً رئيسياً في نشر الإسلام في غرب إفريقيا مع حركة القوافل التجارية التي كانت تنقل البضائع من شمال إفريقيا لغربها وقد اختلطوا بسكان المنطقة وتوجوا منهم، وبل أنشئوا قرى جديدة وشيدوا لأنفسهم المراكز التجارية.
ولم تكن تعرف غرب إفريقيا إلا الوثنية والإسلام قبل الاحتلال الأوروبي، لكن الاستعمار الأوروبي قد جلب معه حملات التنصير التي استغلت ظروف الأفارقة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر فأصبحت النصرانية الديانة الثانية بعد الإسلام في غرب إفريقيا وقد تتركز الديانة النصرانية في ليبيريا وساحل العاج ونيجيريا وسواحل غانا وتوجو وبنين حتى الآن؛ كما تزال الوثنية متواجدة بشكل كبير في المناطق الداخلية مثل غانا وليبيريا وبنين وغينيا بيساو وساحل العاج.

- المراجع:
1- ابن عبد الحكم: فتوح مصر وأخبارها.
2- عبد الرحمن السعيدي: تاريخ السودان.
3- محمد بلو: إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور.
4- حسن الوزان: وصف إفريقيا.
5- حسن إبراهيم: انتشار الإسلام والعروبة فيما يلي الصحراء الكبرى شرقي القارة الإفريقية وغربها.
6- ب. واي. آنداه: غرب إفريقيا قبل القرن السابع.
7- أحمد الشكري: الإسلام والمجتمع السوداني (إمبراطورية مالي).
8- أمطير سعد:
- التأثير العربي الإسلامي في السودان الغربي.
- الثقافة العربية الإسلامية وأثرها في مجتمع السودان الغربي دراسة في التواصل الحضاري العربي الأفريقي.


غرب إفريقيا - السودان الغربي - انتشار الإسلام - وسائل انتشار الإسلام


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع