دور مقاصد الشريعة في تأصيل الفقه الصناعي و الرقمي
28/09/2020 القراءات: 3835
(دور مقاصد الشريعة في تأصيل الفقه الصناعي و الرقمي )
الحمد لله وحده, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وفق الله العلماء والفقهاء في مختلف العصور, في تلبية حاجة المسلمين لحل مشاكلهم وقضاياهم التي تطرأ في صراعهم وكدحهم في الحياة, وفق أحكام الشريعة الإسلامية.
وقد أبدع علماؤنا في دواوينهم التي تملأ المكتبات, حيث خلفوا ثروة لا يستهان بها في جميع ميادين الشريعة, وخاصة الفقه استعملوا فيها ذكاءهم وصدقهم في البحث في أغوار النصوص, ليستنبطوا أحكاما جديدة في إطار مناهج الاستدلال التي ضبطها علم أصول الفقه,
وكثير ماتسعفهم النصوص, إما لكونهم يستعيدونها رواية ودراية, ويتناقلونها بالإجازة, أو لكون العصور التي عاشها المسلمون لقرون متشابهة, في اغلبها مجتمعات زراعية.
وكانت تستعمل الوسائل البسيطة, سواء في فلاحة الأرض وتسميدها بوسائل عضوية طبيعية أو بذرها ببذور طبيعية, وكذا تربية الأغنام والدواجن على أعلاف ومواد طبيعية, وكذا تنقلاتهم بوسائل سفر معتادة ومن بيئاتهم.
العصر الذي نعيش فيه وعلى مدى القرن العشرين والواحد والعشرين, حدثت تطورات سريعة ومعقدة في كل المجالات في الطب وفي الزراعة وفي الري وفي المواصلات والاتصالات, وفي شبكة العلاقات والتعاملات يقف أمامها الإنسان مشدوها، واكبها بعض العلماء المعاصرون, وأجابوا عن اغلب التساؤلات التي طرحتها الحضارة الجديدة ومنتجاتها الصناعية والتكنولوجية والالكترونية والرقمية, وقد أسعفتهم المقاصد الشرعية في الوصول إلى الحلول المقنعة والمتوافقة والشريعة الإسلامية, والمحققة لمصالح الناس.
كما أن البحث في الجامعات تناول كل صغيرة وكبيرة في المجالات الصناعية والالكترونية.
إن المسائل الطبية المعقدة والتي ظاهرها أحيان المعارضة الشرعية, وجد فيها كثير من الناس حلولا كالبصمة الوراثية وعلاجات العقم وزراعة الأجنة وزراعة الأعضاء وقضايا التجميل وغيرها.
وفي مسائل العبادات طرحت قضايا ساهمت في تسيير وتيسير الحج, وكان فيها تحقيق كلية حفظ الدين كشعيرة رمي الجمرات والمبيت في مزدلفة والطرق الهندسية في توسعة الحرمين، وفي الصلاة أحدثت وسائل تسهل على المصلين المكوث في المسجد عند الحر الشديد وتوصيل الأذان إلى أقصى مسافة ممكنة, وكذا وسائل الوضوء والطهارة وانتقل فقه المياه من البئر والنهر إلى ماء الحنفية وما يدخل عليه من معالجات ومطهرات.
وفي اللباس تطرح تساؤلات كثيرة سواء في الشكل أو ما يحمله من شعارات .
وفي المطعومات والمشروبات تطرح تساؤلات أساسها الفقه الصناعي.
وفي العقود والشركات والاقتصاد حدثت تساؤلات رقمية جريئة يجب الإجابة عليها بإقناع.
وفي قضايا العمل طرحت تساؤلات أساسها الكتروني آو صناعي.
وحتى في العلاقات الاجتماعية حدثت تحولات بسبب تلك الوسائل الصناعية والالكترونية.
ومجريات البحث تكشف عن تلك المسائل وحلولها ودور المقاصد فيها, لأن اغلب تلك المسائل تدخل في تحقيق مصالح الناس أو درء المفاسد عنهم .
الفقه بثوبه القديم كان إجابات عن حاجة الأفراد والمجتمع لحل مشاكلهم وفق الشريعة الإسلامية, ووفق العلماء والفقهاء في تلبية تلك الحاجات من خلال البحث في مصادر الشريعة القرآن والسنة والإجماع والقياس, واغلب تلك التساؤلات هي امتداد لحياة الأمة, التي تداولت على عصور تتشابه في البيئة وأنماط المعيشة والأعراف , حيث كانت اغلب المجتمعات الريفية تتجمع حول الأنهار وفي السهول, يمتهنون الزراعة بوسائل عادية وبمواد عضوية طبيعية, وعلاقتهم التجارية مع المدن في الاستيراد والتصدير, بوسائل وتعاملات متداولة وغير معقدة.
في القرنين العشرين والواحد والعشرين, حدثت طفرة صناعية ورقمية أوجدت تعاملات جديدة, لم تكن معروفة وغير متصورة ولا محتملة, وان كان منهج فقهاء الأحناف كان يقدم المسائل الافتراضية إلا أن اغلب العلماء السابقين كانوا يتحاشونها ويجيبون فقط عن المسائل التي تقع، ومن تلك المسائل العويصة حكم الاستنساخ, والتلقيح الاصطناعي وحكم المجلس الالكتروني في البيع والشراء وفي عقد الزواج,وفي بيع النقد والذهب والفضة وفي الاستثمار والخلوة في السيارة والمصعد الكهربائي وفي استعمال وسائل التواصل وخطورتها على الأطفال وضوابط استعمالها.
هل يستطيع الباحثون ان يلجوا هدا المجال ويجيبوا عن سؤال مركزي وما يرافقه من تساةلات وفرضيات :
كيف تعامل الفقهاء المعاصرون مع المسائل الصناعية والرقمية و دور المقاصد الشرعية في إسعاف العلماء لتلبية حاجة الأفراد والمجتمع لحل قضاياهم المستجدة ؟
ك
-هل بالإمكان أن نؤصل لفقه صناعي وفقه رقمي في ظل التطور التكنولوجي المتنوع ؟
-وما دور المقاصد في تأصيل الفقه الصناعي والرقمي؟
وهل يمكن أنم نثبت أو ننفي الفرضيات التالية:
إإن المسائل التي تدخل بتأثير الصناعات الحديثة يصلح أن نطلق عليها الفقه الصناعي
إن المسائل التي تدخل بتأثير تكنولوجيا الاعلام والاتصال الحديثة يصلح أن نطلق عليها الفقه الرقمي
نسبة غالبة من مسائل الفقه الالكتروني والفقه الصناعي مؤصلة مقاصديا .
الكلمات المفتاحية: الصناعة الفقهية؛ الفقه الصناعي؛ الفقه الرقمي؛ التكنولوجيا؛ مقاصد الشريعة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة