عيون بين بريق ودمع وشفاه بين إبتسامة وظمأ
أ.د نضال العزاوي | Prof.dr. Nidhal Al-Azawie
05/06/2020 القراءات: 5319
عيون بين بريق ودمع وشفاه بين إبتسامة وظمأ
أ.د نضال مزاحم رشيد العزاوي/ جامعة تكريت/ العراق
٤/ ٦/ ٢٠٢٠
مرثية بحق أخي وطالبي سعدون العطية الذي وافته المنية بعد ساعة من حصوله على شهادة الماجستير بأمتياز!!!
أخي سعدون :
القلب الطيب والروح النقية ، يا من تركت في ذاكرتي ونفسي الأثر الجميل ستبقى ذكراك خالدة ما حييت .. ليس لأنك صديقي وتلميذي أو لأن يوم مناقشتك أقترن بيوم وفاتك ؛ لا لا والله ، بل لأنك كنت رجلا تعرف الرجال ومعادن الرجال جيدا، ولأنك عنيد الطبع ومجادل بالحق و من أجل الحقيقة حتى وان كانت تلك الحقيقة على نفسك، يحبك ويسمعك كل من جالسك أو ألتقى بك وعرف سماءك الماطرة دائما حباً وكرما على تراب الأخوة الصادقة، ولأنك كنت موقنا أن الرجال الشجعان تموت لكن ذكراها لن تموت .
أخي ابا هاجر ..
رحيلك موجع موجع موجع، لأن المصاب الجلل اختلطت فيه مشاعر الفرح وانت تحصل على شهادة الماجستير بتفوق مستحق ، ومشاعر الحزن والفراق التي تلت هذا التفوق!! هذا الرحيل الذي لا تستطيع أي مفردة في أي لغة أن تعبر عن مصابنا بفقدك... هذا الرحيل الذي كان مفاجئا وصعبا عليَّ وعلى كل من عرفك في قسمنا وكليتنا وجامعتنا.. كيف لي أنسى لحظات رفقتك في دراسة الاعدادية، ورفقتك في الدراسة الجامعية، وعلاقتنا الأخوية في دراستك وأنت طالب مثابر وطموح يجاهد ليبلغ الهدف، أي قدر هذا وأنت تقرب الأخاء بيننا وتصر كل الإصرار وتتحدى كل الأعراف لكي تكون تحت إشرافي... أي قلب هذا القلب الذي يتحمل هكذا فاجعة، وأي أنسان يتحمل فقدك وذكريات زيارتك في البيت وانت تبحث عن الانجاز المتميز دائما، وأنت تقف معي ومع كل من رافقك سندا وظهيرا، وانت تتلاطف بزياراتك مع أطفالي الذين بكوا عليك معي حد الهستريا، وانت تحتفل بأنجازك العلمي يوم مناقشتك منذ الصباح، وانت تقبل جبيني بعد قرار نيل الشهادة بالأمتياز وتردد همسا ها أنا ألتحقت بركبكم وأنا زميلك الأن يا أبا اليمان، وانت تنادي بأعلى صوتك بعد قرار المناقشة: لاأريد أن ينشر منشور وخبر لفرحتي ومناسبة مناقشتي الأ عن طريق صفحة أستاذي د.نضال حتى يبلغ خبر شهادتي حدود المدى!!!! وأنا أطمئنه بأنني سأكتب منشورا خاصا يليق بسعدون الأخ الوفي والطالب المتميز والرجل الهمام، وقبل أن أصل بيتي يأتيني أتصال من استاذنا الدكتور نعمان أخ المرحوم سعدون ، كنت اتوقعه اتصالا يشكرني به على موقفي الأخوي والانساني معه وإذا به يقول لي: أخوك سعدون مات على طريق سامراء على أثر حادث سير ، قبل أن يصل الى أهله وقبل أن يحتفل بهم ويحتفلون به!!
أيها الراحل بعيدا:
رحلت يا سعدون قبل أن ترى بعض موسيق حلم حياتك!! الحلم الذي كثيراً ما حدثتني عنه.. رحلت وأصوات قهقهتك مازالت عالقة بأذهاننا وبجدارن مكتبي وقاعات الدرس، ومازالت أوراق رسالتك بما تحويها من بصمات تربوية في مكان منيتك تذرف دموعها على رحيلك.
أيها الفارس:
لقد ترجلت عن صهوة جواد الدنيا الى الحياة الأخرة وقد لا أصدق لأنني أحببتك أيها الشهم، ولأني رأيت الموت يخشاك ولأنك كنت محباً للحياة.... لكن أمر الله تعالى الذي نؤمن به قد قال كلمة الفصل ، رحلت أيها العاشق للحياة والناس، وبين عينيك بريق ودمع، وبين شفتيك أبتسامة وظمأ.
أيها المرثي وداعا:
وأسال الله العظيم أن ينقلك من طريق العلم الى طريق الجنة، وأن يرحمك ويرزقك الفردوس الاعلى، وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأن يصبر قلوب أهلك وقلوبنا على فراقك... وإنا لله وإنا إليه راجعون..
عيون بين بريق ودمع/ مرثية / سعدون العطية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع