مدونة عبير علي الدسوقي ابراهيم سالم


صناعة وتصميم الماركة (البراند) للمدرب والمؤسسات التدريبية بين الواقع والمأمول - الجزء الأول

د . عبير علي الدسوقي إبراهيم سالم | Dr. Abir Salem


25/06/2021 القراءات: 3469  


مقدمة:
تشهد الساحة المحلية والإقليمية والدولية الآن زخماً كبيراً في مجال التدريب يتضمن تواجد العديد من الهيئات والمؤسسات التدريبية المختلفة، وكذلك تواجد عدد هائل من المدربين ما بين المبتدئين والمحترفين ومن يحاولون التواجد في المجال سواء كانوا مؤهلين علمياً ومهنياً أم لا؟ وبين الغير الموهلين، إضافة إلي وجود أنماط مختلفة من البرامج التدريبية العامة والمهنية وهو ما يحتاج لفكرة التمييز بين ما هو جيد وغير جيد من المدربين والبرامج والأنشطة التدريبية وكذلك المؤسسات التدريبية المختلفة، وأيضاً التواجد بشكل مميز علي ساحة التدريب في ظل وجود التنافسية.
ونظراً لأن الماركة أو ما يعرف بالبراند Brand تعتمد فكرتها الأساسية علي التمييز، سواء كانت لمنتجات (سلع أو خدمات)، أو أشخاص أو مؤسسات، لذا فإنه من الأهمية بمكان تسليط الضوء علي أهمية وجود ماركة Brand أو ما يعرف بالبراند للمدرب لتمييزه في مجال التدريب عن أقارنه، وأيضاً لتمييز برامجه وأنشطته التدريبية، وكذلك للمؤسسات التدريبية باعتبارها كيانات مؤسسية تقدم خدمات تدريبية متنوعة، شريطة أن يكون هذا التمييز منهجياً منظماً متبعاً للأسس العلمية والفنية المتعارف عليها في عملية صناعة البراند (العلامة) للمنتجات والخدمات والأشخاص، وكذلك الاستراتيجيات التسويقية الملائمة للتسويق لها، بالإضافة إلي الإشارة إلي واقع صناعة البراند الحالي في مجال التدريب وانتشار العديد من المفاهيم الخاطئة حول ماهية البراند، وما هو مأمول لتحقيق التميز والاختلاف في مجال التدريب.

تعتمد صناعة البراند Brand للمدرب والمؤسسات التدريبية علي الإبداع والابتكار والمثابرة والقدرة علي تحقيق الاختلاف عن الآخرين في مجال التدريب، إلا أن هناك اعتقاد خاطئ بين العاملين في مجال التدريب والعامة أيضاً، بأن البراند أو ما يعرف بالماركة في لغة التسويق هي عبارة: عن مجموعة الإعلانات التي يتم نشرها علي وسائل التواصل الاجتماعي والتي توضح مجموعة الأنشطة والفعاليات الحالية والمستقبلية للمدرب والمؤسسات التدريبية، أو تصميم كارت شخصي business card للتعريف بصاحبه، إلا أن البراند في حقيقة الأمر هي: انطباعات إيجابية تحدث في أذهان المتدربين الحاليين والمرتقبين عن المنتجات أو الخدمات التدريبية المقدمة من قبل المدربين والمؤسسات التدريبية المختلفة، الهدف منها إيجاد قيمة تجعل جمهور المتدربين يقدرون المبالغ التي ينفقونها في سبيل الالتحاق بالبرامج التدريبية المختلفة أو وضع أسماء بعض المؤسسات التدريبية علي شهادات التدريب الخاصة بهم، أو الحصول علي الاعتماد كمدربين من تلك الجهات.
تحدث هذه الانطباعات الإيجابية نتيجة للعديد من الجهود المستمرة والتي تبدأ بوضع جوهر للبراند والذي يمثل الخطوة الأولي في صناعة وتصميم البراند، ويمثل مجموعة القيم والمبادئ التي ينشد المدرب أو المؤسسة التدريبية في تحقيقها علي المدي البعيد، وتتضمن أيضاً وضع الرؤية vision والرسالة mission للمدرب والمؤسسة التدريبية. وهو ما يمكن أن نطلق عليه فلسفة البراند.
ويعتبر توليد الأفكار التسويقية الجديدة للبرامج التدريبية والمدربين والمفاضلة بين الفرص التدريبية المختلفة، والاختلاف عن الآخرين إحدي المبادئ الأساسية للتميز في صناعة البراند، وخلق فرص تنافسية غير تقليدية في مجال التدريب. يحتاج هذا التمييز، والفرص التنافسية الغير تقليدية إلي التسويق الفعال والمستدام لضمان استمرار المدرب والمؤسسات التدريبية في هذا المجال، وهو مالا يحدث إلا في وجود علامة تجارية Brand قوي وناجح يعبر عن المدرب، المؤسسة التدريبية وتخلق لهم آفاقاً تنافسية جديدة.


البراند ، الماركة ، المؤسسات التدريبية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع