مدونة ارواء فخري عبد اللطيف


معوقات الابداع لدى طلبة الجامعات العراقية

ارواء فخري عبد اللطيف | ARWAA FAKHRI ABDULATEEF


04/11/2020 القراءات: 2068  


تعاني الجامعات العراقية من مشكلات كثيرة انعكس تاثيرها السلبي على نوعية التعليم ومخرجاته فيها ، على الرغم من الاسهام الايجابي لهذه المؤسسات التعليمية في عملية التنمية والتطوير في العراق ، الا ان هذا الاسهام يبقى دون الطموح المطلوب لدى المجتمع العراقي وتوقعاته العالية فيها رغم اننا نعيش في الالفية الثالثة من هذا العصر ومع هذا الكم الهائل من التطور والابداع في دول العالم المتطورة .
وكما هو معروف فان من اهم وظائف الجامعات هي التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع ، الا ان معظم الجامعات العراقية باتت تركز بشكل اساسي على التدريس لدرجة اصبح يحتل مركز الصدارة فيها . ونتيجة لذلك وللاعداد الكبيرة للطلبة التي اخذت تشكل نسبة مرتفعة جدا مقارنة بعدد الاساتذة ، فان الاستاذ الجامعي اصبح يقضي معظم وقته في التدريس والاعداد له ، بحيث لا يتوفر لديه الوقت الكافي للقراءة والبحث العلمي ومتابعة الطلبة ومهاراتهم وقدراتهم الابداعية لانتاج معرفة جديدة ولتحفيز الابداع لدى الطلبة .
ففي الوقت الحالي ومع كل وسائل التقدم والتكنولوجيا والتطور العلمي الحاصل في دول العالم المتقدمة لم تعد الجامعة مكان للعلم والمعرفة والخبرة فحسب ، بل هي حلقة وصل مترابطة في مشروع من الثقافة الشمولية الكونية ، فهي تلقب بالتعليم العالي لا لكونها تقدم تعليما يلي تعليم اخر ، انما هي اعلى في كونها تلامس مناطق الابداع لدى الطلبة فتتعهدها وتصقلها وتضفي الى المادة رصانة البحث ، فهي مؤسسة معرفة وليس تعليمية كما يظنها البعض بحيث تغير موقع المعرفة جذريا في المجتمع .
يرى الباحثين ان تلك العوائق متداخلة فيما بينها اذ ان العوائق المتعلقة بانجاح المهام والمتعلقة بالثقة بالنفس لدى الطلبة في الجامعات راجع الى البيئة العامة التي تتسم ولو جزئيا بالقسوة والتسلط في المعاملة في اطار الاسرة والمدارس والى انتشار روح السخرية والاستهزاء بالطلبة وعدم تحفيزهم على الابداع مما يؤدي الى ضعف الانجاز عندهم خاصة وجميعنا يعلم ان هناك علاقة ايجابية بين الثقة بالنفس وانجاز المهام وتحقيق النجاحات .
من جانب اخر يمكن القول ان العوامل الشخصية تلعب دور كبير في انماط التفكير لدى الطلبة ، وتتعلق بطرق التعلم والتعليم المتبعة في المؤسسات التعليمية التي تعتمد على الحفظ وحشو ذاكرة الطلبة بكميات كبيرة من المعلومات والتركيز على الاختبارات والامتحانات وعمليات التقويم المختلفة التي تقيس مدى قوة الذاكرة لدى الطلبة وعدم التركيز على طرق حديثة لحل المشكلات . حتى اصبحت الصورة الماخوذة عن الجامعات حول نوعية التعليم غير ايجابية ، فالجامعة منعزلة عن المدرسة والفجوة بينهما في اتساع مستمر ، وكلاهما منعزل عن المجتمع وسوق العمل ، حتى اصبحث الجامعة اشبه بالبنوك يقتصر عملها على توديع المعلومات في عقول الطلبة واسترجاعها باوراق الامتحانات .
ويتفق العديد من الباحثين العرب من مختلف الجامعات العربية ان المشكلة الرئيسية في ضعف الابداع لدى الطلبة الجامعيين تكمن في ضعف مخرجات التعليم الثانوي ، هذا ما اكده الباحثين في عام 2010 خلال مؤتمر انعقد في دولة الامارات العربية حول الابداع وتطويره لدى الطلبة الجامعيين حيث توصل الباحثين الى مجموعة من السمات التي يجب ان يركز عليها التعليم الثانوي وهي "
- مهارات التعليم الذاتي .
- مهارات التفكير العلمي .
- التفكير الناقد .
- القدرة على حل المشاكل والابداع .
- الاهتمام باللغات .
واكد الباحثين ان عدم الاهتمام بهذه المحاور لا يساعد في الخروج بنتائج ايجابية وابداعية من قبل الطلبة ، ولو لاحظنا عوامل نجاح الطلبة في بعض البلدان المتطورة حديثا مثل سنغافورة وكوريا وماليزيا وفلندا لوجدنا ان التعليم الذي يركز على القدرات والمهارات الخاصة في التعليم الاساسي هو سر نجاح هذه البلدان . فمثلا في سنغافورة في التعليم الاساسي وخاصة الصف الاول تبدأ التركيز على تعلم اللغة الانكليزية الى جانب لغة الام وخاصة مادة الرياضيات لتمكين الطلبة من تطوير المهارات والمعارف الاساسية والشخصية الضرورية للنجاح في الدراسة . وفي الصف الثالث ينتقل الطالب لمرحلة اكثر اهمية وهو توفير حل للمشكلات والابداع فيها لخدمة المجتمع والهدف من ذلك تطوير قدرات الطلبة عقليا وجسديا واجتماعيا .
وفي استبيان الكتروني اجري على (عشرين طالب) من طلبة كلية اللغات حول عوائق الابداع لدى الطلبة الجامعيين حيث عرض عليهم ثلاث عوائق حسب ما اتفق عليها الباحثين وهي ( العوائق الشخصية والعوائق الاجتماعية والعوائق التنظيمية ) وطلب منهم اعادة ترتيبها حسب وجهات نظرهم ، فقد اتفق نصفهم (عشر طلاب) على ان العوائق التنظيمية والتي تتعلق بالمؤسسات والقوانين تاتي في مقدمة تلك العوائق في حين تاتي العوائق الاجتماعية في المرتبة الثانية وفي الاخير تاتي العوائق الشخصية ، في حين ان (سبعة طلاب) يرون ان العوائق الاجتماعية تسبق العوائق التنظيمية والتي بدورهما يؤثران على العوائق الشخصية .
التوصيات :
1- اصلاح الانظمة التعليمية فالجامعة تعد المسؤل الاول عن ضعف الابداع بسبب اساليب التدريس الضعيفة والتعامل السلبي مع الطلبة يساعد في قتل التفكير لدى الطلبة في حل مشاكل المجتمع .
2- التركيز في اطار الاسر والمدارس على تنمية الثقة بالنفس وحب المخاطرة والمجازفة وتقوية الدافعية خاصة دافعية الانجاز لدى الطلبة .
3- ادخال مقررات الزامية او اختيارية على الاقل حول الابداع والتفكير الابداعي لاكتساب الطلبة مهارات الابداع وممارستها .
4- تخصيص التمويل الكافي للجامعات من اجل الحصول على المعرفة والوصول الى المعلومات الحديثة ومواكبة التطور العلمي وومكافئة الطلبة المبدعين .
5- تشجيع الطلبة على القيام بالاعمال الابداعية من خلال تةفير الوسائل والوقت والمساحات لذلك ووضع الاليات للاهتمام المتواصل مع المبدعين .


الطلبة - الابداع - العوائق- الجامعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع