ماراثون إعلان التطبيع بين التكتم والعلن
حيدر عبد الستار الحيدر الاجودي | Haider Abdul Sattar Alajwadi
09/10/2020 القراءات: 894
لا يعد التوصيف الدقيق للقرار الإماراتي اتفاقا بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بقدر ماهو اتفاق للإعلان على قرار موجود فعلا، أي أنه لا ينشأ هذا الإعلان علاقات جديدة بين الإمارات العربية وإسرائيل، وإنما يأخذها إلى مستوى أعلى بالإعلان عنها.
بين الحين والآخر يظهر بعض القادة الإسرائيليين بتصريحاتهم التي تقول: "لدينا علاقات مع دول إسلامية وعربية جانب منها سري بالفعل، ولسنا عادة الطرف الذي يخجل منها، الطرف الآخر هو المهتم بالتكتم على العلاقات"، والإمارات إحدى هذه الدول العربية لتمتعها بعلاقات جيدة وتنسيق دبلوماسي وأمني مع إسرائيل منذ سنوات، فهناك لقاءات رسمية لوفود البلدين ولقاءات شخصية مع كبار الدولتين، إضافة إلى وجود ممثلية إسرائيلية في أبو ظبي لتمثيل إسرائيل في وكالة الطاقة المتجددة التابعة للأمم المتحدة منذ عام 2015، فهذا يعني أن العلاقات موجودة وقوية وسعت الإمارات إلى الإعلان عنها رسميا، فما الذي استفادته الإمارات من هذه العلاقات التي كانت وراء الكواليس وأظهرتها الآن إلى العلن؟.
باعتقادي أن الإمارات لديها عدوين اثنين لا ثالث لهما، الخطر الإيراني وخطر الإخوان المسلمين، واللذان يعتبران كأكبر خطرين مهددين لدولة الإمارات عبر سنوات طويلة منذ بداية نشؤها عام 1971، فكان نزاعها مع إيران منذ النشأة على ثلاثة جزر (أبو موسى، وطنب الصغرى وطنب الكبرى)، حيث كلتا الدولتين المتشاطئة تدعي عائدية هذه الجزر إليها، وزاد الشعور بالخطر الإيراني بعد قيام الثورة الإسلامية عام 1979 وتعهد قادتها بتصدير الثورة إلى دول الجوار وتغيير الأنظمة فيها، إضافة إلى نشوب الحرب العراقية– الإيرانية وتدخل دول الخليج بالدعم والإسناد ضد إيران، كل هذه الأحداث ولدت عند القادة السياسيين في دول الخليج أن الأخطار التي واجهتهم منذ النشأة لم تأتي من إسرائيل وإنما جاءت من دول الإسلام السياسي تحديدا.
زادت المخاوف الخليجية بعد تولي باراك أوباما حكم الولايات المتحدة وإعلانه الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، واندلاع ظاهرة الربيع العربي في أغلب الدول وسقوط عروش الأنظمة المستبدة، مما جعل حكام دول الخليج يعيشون حالة الخوف والهلع من مصيرهم إذا ما اندلعت شرارة الاحتجاجات في دولهم، وهذا الشعور نفسه موجود عند القيادات الإسرائيلية مما سبب التململ والخذلان تجاه الإدارة الأمريكية لاعتراضهم على السياسة الأمريكية تجاه إيران والاتفاق النووي، وكذلك بتمكين جماعة الإسلام السياسي وخصوصا الإخوان المسلمين لممارسة الحكم، مما جعل الدول الخليجية تبحث عن بدائل لتأمين استقرارها وحماية أنظمتها، منها الإنفاق بشكل كبير على التسلح، أو البحث عن حلفاء آخرين كالمعارضين للقرار الأمريكي الداعم للاتفاق النووي وبسط اليد لجماعة الإسلام السياسي، وإسرائيل لم تكن بعيدة عن هذا التفكير المشترك وبالتالي سعت دول الخليج إلى مد يد التعاون مع إسرائيل لمواجهة الخطرين المشتركين.
الإمارات تحديدا تشعر بأنها دولة غنية وطموحة ولديها الكثير من كفاءة الأداء، مما يجعلها تمتلك سبب آخر يدعوها لتمتين علاقاتها بإسرائيل، فيعتقد البلدين أنهما لو تعاونا بشكل عميق سوف يعود ذلك بالفوائد على الجانبين، إذا لماذا تم توقيت إظهار الإعلان عن علاقتهما الآن؟.
توقيت الإعلان كان مناسبا للدول الثلاثة:
للاطلاع على كامل المقال :
http://www.mcsr.net/news596
التطبيع ، اسرائيل ، فلسطين
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع