الإدارة المدروسة داخل بيوتنا ضرورة تتطلبها المرحلة
م.نوره الخضير | Noura alkhader
01/05/2024 القراءات: 636
لن اتحدث عن الأباء اليوم، ليس من باب الانحياز إلى الأمهات، لكن لأنني على قناعة تامة بعبارة: (لا يفصح بالحقيقة الكاملة إلا مجرب)، فآثرت أن اتحدث كأم، تلك المهمة التي شرفني الله بها لأتشاركها مع ملايين النساء في هذه العالم. والسؤال هنا.. ما هي الأدوات للإدارة الناجحة داخل بيوتنا؟ هل إرثنا الاجتماعي وعاداتنا وقيمنا التي اكتسبناها بمرور السنوات كافية؟ هل نحتاج كأمهات أن نكون عاصفة من العواطف، تجعلنا الملجأ والملاذ للقلوب الصغيرة التي تغريها المساحة الآمنة؟ أم هل نحتاج إلى السلطة والحزم لنحكم السيطرة ونجنب السفينة الابحار غير الموجه؟ لا شك أن المهمة لم تعد اليوم يسيرة، ومن الصعب أن تتم بنجاح دون الوعي والتخطيط، وحساب عثرات الطريق. لأن شكل العالم اختلف،ولوجود شركاء دخلاء في إدارة البيوت، من أجهزة ذكية ومفاهيم غريبة تنتشر في مجتمعاتنا، هذا يتطلب من الأم أن تجهز نفسها وتعد العدة لاقتحام هذا العالم المليء بالتفاصيل. وتستعد لوضع نظام إداري متوازن تحدد فيه الرؤيا والرسالة والأهداف، وتحدد فيه الأدوار، وتوثق فيه التجارب، ولا أقصد هنا توثيق المناسبات العائلية، كما نراه اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي. بل المقصود توثيق مسار شخصيات الأبناء، نقاط ضعفهم لوضع خطة لعلاجها، ونقاط قوتهم للتركيز عليها، أي بمعنى آخر التمكين٫ تلك الكلمة التي تضيف قيمة لكل مجتمع مهما قل عدد أفراده. ومع جيل اليوم ومع كم المدخلات الهائل الذي يعبر عقولهم، والذي أنتج كما كبيراً من المفردات والأفكار والسلوكيات التي تحتاج إلى الترتيب وإلى وضعها في المسار الصحيح. تحتاج الأم إلى الكثير من الأدوات التي تمكنها من إدارة الحوار مع جيل يجيد هذه المهارة، ويحسن العزف على وتر الصبر عند الأمهات لإدارة الدفة باتجاه رغباته. وتحتاج أن تمنح نفسها الوقت لتعلم المهارات التي تعينها على هذه الإدارة من تنظيم الوقت، وبناء القدرات، والتفرغ بضعا من الوقت "للتربية "وألا تكتفي فقط بالرعاية فالكثيرون قادرون عليها. وختاما أقول: لا أظن بأن أنظمة إدارية فعالة يمكن أن توضع للبيوت، كما تصمم للشركات والمؤسسات، لأن كل بيت هو عالم لوحده لا يشبه أي عالم آخر، لكن مع امتلاك أدوات الإدارة الناجحة تستطيع الأم القيام بهذه المهمة بنجاح.
الإدارة- الأم-
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع