مدونة الدكتور محمد ماهر محمد السيد عبيد


همسة فى أذن علمانى وآخر داعية ,من كتابى ( الحل الوحيد للخروج من الأزمة )(2014)

بروفيسور د . محمد ماهر محمد السيد عبيد | Prof Mohamed Maher Mohamed alsayed


03/03/2021 القراءات: 2624  


إخوتي الأحباء سمعنا كثيرًا من بعض الجماعات الإسلامية أن لديهم خطة للتمكين ومشروع للتمكين ومشروع للخلافة وغير ذلك من المصطلحات والكلمات التي يسيل لها لعاب المؤمن, بل يسيل لها لعاب كل من يحب دين الله ويتمنى وعودة الشريعة الإسلامية التي هُدِمَت (تطبيقًا فقط) ,ولن تُهدَم كدستور للأمة, لأن الله هو الذي تكفل بحفظها ووضع لها أناس يحبون الله ورسوله ويحبهم الله ورسوله على مر العصور ,وللأسف لم يشتمل عصرنا الذي نعيش فيه على هؤلاء المصلحين ,بل اشتمل على الغثاء , اشتمل على من يريد فصل الدين عن الدولة ,ولا أدري أين كان هذا العلمانى يوم أن أرسل الله الرسل والأنبياء بدعوته إلى الإسلام ؟ لم يكن شيئًا مذكورًا إلى جده العاشر لم يكن شيئًا مذكورًا ,وعندما أنعم الله عليه بالوجود في هذه الدنيا وخلقه بيديه وتكفل برزقه وهو في بطن أمه وجعل له حبلا سُريًّا يتغذى منه دون أي إرادة ودون اختيار منه ,كان يأتيه الغذاء دون تعب ومشقة ,ودون أن تدري به أمه ,وبعد ولادته علَّمَه الله وهداه إلى التقام ثدي أمه دون أن يُعَلِمه أحد ,وهداه الله لا اله إلا هو إلى طريق غذائه, بل وهداه إلى الطريقة التي يتناول بها الغذاء وهو مص ثدى أمه ,ليصل إليه الحليب بقوة المص إلى الحلق مباشرة ,وأثناء ذلك كان عقله صفر لم يبدأ نموه إلا القليل.... أود أن أسأل هذا الذي يريد أن يفصل شريعة الله عن الحياة لماذا لم يرسل لنا من ينوب عنه قبل أن يخلقه الله , ليقول للناس حذار من شريعة الله حذار أن تطبقوها إنها رجعية ولم تعد مناسبة لهذا العصر , لماذا لم يُحدِّث أمه وهو في بطنها بذلك؟ أو لماذا لم يُحدِّثها وهو يرضع من ثديها ويقول لها يا أماه - افصلي شريعة الله عن الحياة فهى لم تعد صالحة ؟؟؟ أعندما منحه الله هذا العقل دون حول منه ولا قوة يريد أن يفصل شريعة الله عن الحياة والله انه لأمر عجيب ,والأعجب منه صبر وحلم هذا الخالق العظيم علي هؤلاء المتمردين علي خالقهم الذي لو شاء في لحظة لخسف بهم الأرض ,(أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا اشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأي أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون * الله يبدؤا الخلق ثم يعيده ثم اليه ترجعون ) الروم 9- 11 ... يا من تعبدون الغرب وتأكلون من فضلاته وروثه ,يا من تستوردون مفاهيم ومصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان, إنهم والله يستعملونكم كخُدَّام لهم في الشرق ,إنهم يمتصوا دمائكم إلى آخر قطرة ثم سيركلونكم بأقدامهم ثم ترجعون إلى ربكم فينبئكم بما كنتم تعلمون. إن لم ترجعوا إلى ربكم باختياركم فستكون العاقبة سوء والعياذ بالله ,ارجعوا إلى ربكم قسرا قبل أن ترجعوا إليه قهرًا ,والله ليس لكم إلا الله, ليس لكم إلا خالقكم.. أما الآخرين الذين يمنونكم الأماني فهم أعداؤكم ولكنكم لا تشعرون بل ولكنكم قوم تجهلون.
ويا دعاة الأمة والله لن يتم التمكين لهذا الدين في ظل اعترافكم بهذه الشعارات الكاذبة الخادعة والعجيب أنكم تعرفون معناها ,وتعرفون مدي الشرك بالله ,فيها بل انتم الذين علمتمونا أن الديمقراطية شرك بالله, بل انتم الذين علمتمونا أن حكم الشعب للشعب شرك ,بل انتم من علمتمونا أن الشعب مصدر السلطات شرك, فأين انتم ألان أغيثونا بل أغيثوا أنفسكم ,إن لم تجوبوا الأرض شرقا وغربا وتقولوا إن الديمقراطية كفر. وهي بالفعل كذلك حيث أن الديمقراطية معناها عرض كل قانون وكل تشريع علي الشعب إما يوافق عليه وإما لا يوافق ,أو بمعني آخر عرض الشريعة علي الشعب للموافقة وعدمها . حاشا لله واشهد الله أنني متبرئ من هذه الديمقراطية اللعينة إنها طاغوت العصر الذي يُعبَد من دون الله. لقد حاولت أن ابحث عن كيفية التمكين لدين الله في الأرض: بالطبع الله وحده هو القادر علي ذلك إذا أراد التمكين لدينه في أي وقت وعلي أيدي أناس هو يختارهم . ولكننا لابد أن نبدأ بأنفسنا ونأخذ بالأسباب. لابد أن نثبت لخالقنا أننا أهل لهذا الدين الذي منحنا إياه من غير حول منا ولا قوة والله ,يا إخواني اكبر نعمة من الله أننا خلقنا في بيئة الإسلام وعلي شهادة ألا اله إلا الله هل لأحد منا اختيار في ذلك ؟ ألا يستحق الخالق منا أن ندافع عن شريعته ألا يستحق الخالق أن نبحث عن طرق التمكين الحقيقي لهذا الدين وليس التمكين لأفكار جماعة أو أخري ؟


ARID


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع