مدونة دكتور محمود فتوح محمد


ثقافة الحوار داخل المحيط الأسري

محمود فتوح محمد | Mahmoud fotouh


24/10/2019 القراءات: 5057  



الحمد لله الهادي، من عليه اتكالي واعتمادي، وهو ملاذي عند الحادث العمم ، والصلاة والسلام على الرسول الأسوة والنبي القدوة ، وأشهد أن لا إله إلا الله، خلق الهداية، وقدر أسبابها، وخلق الغواية، وحذر طلابها، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، دل على الهداية، وحث عليها، ورغب فيها، وأمر بطرق أبوابها، والبحث عن أسبابها، أما بعد.

إن من أوجب الواجبات، وأعظم المسؤوليات، وأكبر الأمانات؛ أمانة تربية المسلم لأهل بيته من خلال ثقافة الحوار الأسري مبتدئا بنفسه، ومثنيا بمن يعول.. أدناه فأدناه، وذلك لان مفهوم الثقافة الحوارية الأسرية جزء مؤصل من منهاج عقيدتنا النابعة من قرآننا ومن سنة نبينا وتاريخنا العريق ، فثقافة الحوار الأسري ليس عنواناً مبهماً أو حديثاً جديداً ابتدعه الناس ، بل هي نصوص كتابية واضحة في شريعتنا التي لم تغفل عن هذا الجانب النفسي الهام للأسرة .

ويعتبر أسلوب الحوار داخل المحيط الأسري أمر في غاية الأهمية ولعل ذلك راجعا إلى أن الأسرة نقطة الانطلاق الأولى التي تعزز ثقة الفرد في التواصل مع الآخرين.. بل النواة الأساسية التي يتشكل فيها تعامل الفرد مع الغير، وإذا افتقد هذا الحوار مع اقرب الناس إليه فإنه من الصعب أن يجده لدى الآخرين هذا من جانب، ومن جانب أخر قد تتشكل المفاهيم الايجابية ووجهات النظر والآراء السديدة من خلال تبادل الآراء واحترام وجهات النظر داخل الأسرة الواحدة،وسيادة مبدأ الإقناع بالحجة والمنطق، وغياب وسائل القهر والإذلال وفرض الآراء بالقوة.
ويعد الحوار ذا أهميه كبيرة، فهو من وسائل الاتصال الفعالة؛حيث يتعاون المتحاورون على معرفة الحقيقة والتوصل إليها؛ ليكشف كل طرف منهم ما خفي على صاحبه منها،والسير بطريق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق.
ويعتبر الحوار مطلب إنساني، تتمثل أهميته باستخدام أساليب الحوار البناء لإشباع حاجة الإنسان للاندماج في جماعة، والتواصل مع الآخرين، فالحوار يحقق التوازن بين حاجة الإنسان للاستقلالية، وحاجته للمشاركة والتفاعل مع الآخرين، كما يعكس الحوار الواقع الحضاري والثقافي للأمم والشعوب، حيث تعلو مرتبته وقيمته وفقاً للقيمة الإنسانية لهذه الحضارة وتلك.


الثقافة، الحوار الأسري


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع