مدونة البيتي العلمية


ما منظور الدول النامية والدول المتقدمة عن العولمة الاقتصادية؟

حسن محمد عبدالله البيتي | Hassan Mohammed Abdullah Albaiti


04/04/2022 القراءات: 15034  


عند الإجابة على هذا السؤال، نحاول أن تأخذ بالاعتبار أحوال كل من تلك البلاد من حيث العمالة، أخذ القرارات، الإنتاج والتجارة، وأخيراً، العلاقة السياسية بينهما.
أن منظور الدول النامية عن العولمة الاقتصادية يأتي من اعتبار أنها المُصدر للمواد الخام التي تدخل في صناعة المنتجات، وذلك في مصانع الدول المتقدمة، ومن ثم تكون هذه الدول النامية سوقاً استهلاكياً للمخرجات التي تمر عبر سلاسل إمداد مشتركة من كلا الطرفين، فبذلك يصبح السوق الدولي مترابط، يؤثر بعضه في بعض، وهذه من خصائص العولمة الاقتصادية التي أشار لها الباحث الاقتصادي لخضر طوير (2019، ص249).
وتأثير السوق الدولي في بعض يأخذ عدة أمور منها: العمالة، القرارات الاستراتيجية، القطاع الإنتاجي، التبادل التجاري، العلاقات السياسية بين الدول.
فأما يتعلق من حيث العمالة والقطاع الإنتاجي، فكلنا يعرف أن الموارد البشرية تعد من أعمدة الاقتصاد الوطني الجاذب لرؤوس الأموال من دول أخرى، وهذا ما تميزت به الصين كدولة متقدمة، فأغلب العاملين في الشركات الأجنبية بالصين هم الصينيون أنفسهم، فهذا يدل على أن تلك الشركات برؤوس أموالها استندت إلى هذه العمالة الزهيدة في الأجر، القوية في العمل.
كذلك القرارات الاستراتيجية التي من شأنها ربط السوق التجاري ببعضه البعض، سواء واقعياً أو افتراضياً، تعد من مظاهر العولمة، فقد لاحظنا ذلك من خلال قيام الشركات في الدول المتقدمة بالاستحواذ على الشركات في الدول النامية، ومن ثم ربط المنطقتين ببعضهما عبر هذا السوق لتصبح لدينا ما يعرف بالشركة متعددة الجنسيات، والتي من خصائصها أنها عابرة للقارات، ومن أمثلة ذلك استحواذ شركة أمازون على مجموعة "سوق كوم"، واستحواذ شركة أوبر على شركة كريم.
وبخصوص التبادل التجاري، حرصت العديد من الدول على توظيف الجانب البشري والمادي لتحقيق قفزات اقتصادية متقدمة، فلدينا على سبيل المثال الصين التي أطلقت مبادرة الحزام والطريق لربط قارات العالم القديم والجديد والاستحواذ على الممرات التجارية عبر عقد اتفاقيات مع تلك الدول لأجل تطوير موانئها.
أما ما يتعلق بالعلاقات السياسية، فهي تلعب دوراً في تحديد الإنتاج وتحسين سلاسل الإمداد، خصوصاً في ظل وجود اتحادات كالاتحاد الأوروبي الذي تجمعه عملة واحدة، ووجود سوق أوروبية مشتركة فيما بينهم وبين دول العالم، وكذلك مثال آخر يتمثل في بنك التنمية الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة كثاني أكبر كيان بعد منظمة الأمم المتحدة، وهذ يمثل وجه مصغر للعولمة في الدول الإسلامية.
وعلى كل حال يظل التقاطع المشترك للمصالح بين الدول هو من أهم أسباب بقاء العولمة وتأثيراتها بالعالم ككل.

المصدر:
طوير، لخضر. (2019). العولمة الاقتصادية: دوافعها وأبعادها. منصة المنهل. تم الاسترداد من الرابط:
https://platform.almanhal.com/Details/Article/38176


العولمة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع