خواطر في مذهب المالكية (01)
29/10/2020 القراءات: 3857
(01) منزلة الإمام عبد الرحمن بن القاسم العُتقي عند المالكية
يُعدُّ ابن القاسم العُتقي الرجل الثاني في مذهب المالكية بعد الإمام مالك رحمهما الله، فقد تبوأ مكانة عند أهل المذهب -خاصة عند المتأخرين- لا تدانيها مكانة أخرى، ولا عَجب فإنَّ إطلالة سريعة في ترجمته وما ذكر في شأنه؛ علما وفقها وأدبا وقل ما شئت -هذا الأمر- كفيل بإدراك السبب المزيل للعجب.
والملفت للنظر أنه بلغ الأمر في استعمالات بعض الفقهاء ما لو قرأها أجنبي لظنَّ أنَّ ابن القاسم هو صاحب المذهب لا مالك، فانظر قول الشيخ ابن عبد السلام رحمه الله في شرح ابن الحاجب: «هذا معنى ما نسبه المؤلف إلى ابن القاسم، فظاهر كلامه: سواء كان الباقي على حاله أو فات، ووافقه مالك على ذلك».
وإلى قول الشيخ خليل رحمه الله في التوضيح: «وقال مالك كقول ابن القاسم».
والأصل أنْ يوافق ابنُ القاسم مالكا، ويقول ابن القاسم كقول مالكٍ، لا العكس.
والملاحظ أيضا أنَّ منزلة ابن القاسم في المذهب لم تفتأ في تزايد على مر الأزمان حتى عُدَّ المشهور هو قوله وروايته، خاصة بعد مختصر خليل إلى اليوم الحاضر، وهو أمر أدى مِن جهة أخرى غير مقصودة إلى إهمال أقوال وروايات الجهابذة من تلاميذ مالك، إهمالا عمليا أكثر منه رواية.
ابن القاسم، مالك بن أنس، المالكية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع