مدونة ياسين صدوقي


الاسلاموفوبيا وقصة الخيانة 2

ياسين صدوقي | yacine sadouki


11/10/2020 القراءات: 4518  


جاء في لسان العرب لابن منظور: "الخَوْن: أن يؤتمن الإنسان فلا ينصح، خانَه يخونه خونًا وخيانة، وخانَةً ومخانة". قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره: "والخيانة: الغَدر وإخفاء الشيء، ومنه: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ﴾ [غافر: 19]، وكان عليه الصلاة والسلام يقول: ((اللهمَّ إني أعوذ بك من الجوع؛ فإنَّه بئس الضَّجيع، ومن الخيانة؛ فإنَّها بئست البطانة))؛ (خرجه النسائي عن أبي هريرة)".
قال الجاحظ: الخيانة هي الاستِبداد بما يؤتمَن الإنسان عليه من الأموال والأعراض والحرم، وتملك ما يستودع ومُجاحدة مُودعه، وفيها أيضًا طيُّ الأخبار إذا نُدِب لتأديتها، وتحريف الرسائل إذا تحمَّلها فصرفها عن وجوهها".
وكأن قول الجاحظ قدس الله سره يلبس حال عصرنا تمام خاصة عند سيره بقوله نحو تحريف الرسائل إذا تحمَّلها فصرفها عن وجوهها، والمراقب لحالنا وأزمتنا في عصرنا، ومواجهتنا مع الاسلاموفوبيا يدرك تمام كيف أصبح يُلعبُ بالرسائل الإعلامية والسياسية، وتوضع المعاني في غير موضعها حتى يرضى عمر وزيد وحتى يشرب الجالس من كأس البترول ويتغذى من طبق النفط الذي ماتت بسبه الشعوب والإنسانية.
قال مدير مؤسسة "قرطبة" لحوار الثقافات في لندن، أنس التكريتي، إن بعض الأنظمة العربية تغذي الإسلاموفوبيا في الغرب، جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "الإسلاموفوبيا.. الأسباب والمعالجات"، شهر جويلية (يوليو) المنصرم عبر برنامج "زوم"، والتي عقدها مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية في تركيا، وأضاف التكريتي أن "هناك عامل تهديد للمسلمين في ظل الأزمات الاقتصادية وحرب الهويات التي نعيشها، لاسيما أننا لا نزال في حقبة الحرب على الإرهاب، ولازال الغرب يربط بين الإرهاب والمسلمين وهذه إشكالية كبيرة، وأرجع استمرار ظاهرة الإسلاموفوبيا، إلى الإعلام الذي تستخدمه أنظمة الاستبداد والقمع في نشر الأكاذيب وتشكيل الرأي العام، إضافة الى دفع بعض الأنظمة العربية باتجاه زيادة حدة العنصرية ضد المسلمين. يعني القصة وما فيها أن الاعلام أبو الخونة في حرب الاسلاموفوبيا وتبقى الشعوب الإسلامية تتساءل هل نحرر مجتمعاتنا من الاسلاموفوبيا أم نحرر اعلامنا من الأنظمة؟
الاعلام خان عندما نام في حضن النظام .. والنظام خان عندما نام في حضن الذهب .. والإسلام سيبقى له كلام الله الذي بدأنا به حديثنا يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِى ٱلصُّدُورُ
أن الله يعلم .
يتبع ...


الاعلام، المجتمع، الاسلاموفوبيا، الاسلام، العالم العربي، الخيانة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع