وعند الله يومئذ يجتمع الخصوم (٣)
د. جميل مثنى الحبري | Jameel Alhipary
19/03/2022 القراءات: 1867
وخرَّج السيوطيُّ في كتابيه: (جامع الأحاديث) و(الفتح الكبير)، حديثين لأنس بن مالك: الأول رواه مسلم وأحمد والنسائي وابن حبّان والحاكم، وصحّحه الألباني في (صحيح الجامع الصغير): "يَقُول العَبْد يَوْم الْقِيَامَة: يَا رَبِّ أَلَم تُجِرنِي مِنَ الظُّلمِ؟ فَيقُول: بَلى، فَيَقُولُ: إِنِّي لاَ أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلاَّ شَاهِداً مِنِّي: فَيَقُولُ: {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا} وَبِالْكِرَامِ الْكاتِبِينَ شُهُودًا، فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ، وَيُقَالُ لأَرْكَانِهِ: انْطِقِي، فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلاَمِ، فَيَقُولُ: بُعْداً لَكُنَّ وَسُحْقًا، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ". أما الثاني رواه الطيالسي والبزار في مسنديهما، وحسَّنه الألباني في صحيحه: "الظُّلْمُ ثَلاَثَةٌ: فَظُلْمٌ لاَ يَغْفِرُهُ الله، وَظُلْمٌ يَغْفِرُهُ، وَظُلْمٌ لا يَتْرُكُهُ. فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لا يَغْفِرُهُ الله فَالشِّرْكَ؛ قَالَ الله: {إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يَغْفِرُهُ الله فَظَلْمُ الْعِبَادِ أَنْفُسَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ، وَأَمَّا الظُلْمُ الَّذِي لا يَتْرُكُهُ الله فَظُلْمُ العِبَادِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتَّى يَدِيرَ [وفي رواية: يدِينَ، وأخرى: يقصّ، وثالثة: يُدبِّر] لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ". ونختمُ بحديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "قَالَ: أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ". أخرجه مسلم والترمذيّ والبيهقي وسواهم، ورَوَاهُ مُسْلِمٌ أيضًا عَنْ قُتَيْبَةَ؛ وذكر الترمذيّ أنه (حَسنٌ صحيح)، وقال الألبانيّ: (صحيح).
يجتمع الخصوم عند الله
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع