الضريبة على القيمة المضافة وأثرها في تقليل التهرب الضريبي في السودان
عفراء الفاضل محمد عثمان | Afraa Elfadel Mohammed Osman
14/02/2021 القراءات: 4431
تعتبر الضريبة على القيمة المضافة من أحدث أنواع الضرائب غير المباشرة التى تم تطبيقها في السودان كضريبة إحلالية لعدد من أنواع الضرائب غير المباشرة الاخرى وكغيرها من الضرائب تأخذ اسمها من الوعاء الذى تفرض عليه حيث أنها تستهدف القيم المضافة لمختلف أنواع السلع والخدمات.
والضريبة على القيمة المضافة تمتاز بما يعرف بنظام التعويض لما تم سداده فى مراحل سابقة وبالتالي لا يوجد إزدواج ضريبي او تراكم للضرائب ، كذلك تستهدف كل القيم المضافة فى العمليات التجارية والانتاجية المختلفة وبالتالي لا يوجد فاقد كبير فى المعلومات وبالتالى يمكن إتخاذ القرار المناسب، الامر الذى يعمل وبشكل كبير في الحد من ظاهرة التهرب الضريبي.
ويتميز السودان كغيره من الدول النامية ذات المستوى الإقتصادي المماثل بضعف مساهمة الضرائب في الناتج القومي الإجمالي، مع زيادة إعتماد الإيرادات العامة للدولة للإيرادات الضريبية غير المباشرة بالمقارنة مع الضرائب المباشرة.
وتعتبر الضريبة على القيمة المضافة من أهم وسائل التأسيس لنظم معلوماتية متكاملة لحركة البضاعة الداخلية وتجارة الحدود فى ديوان الضرائب بالسودان.
ومن ناحية أخرى تعتبر مدينة بورتسودان هى المركز التجارى والخدمى الوحيد بولاية البحر الاحمر وهى فى المقام الثانى بعد ولاية الخرطوم فى حجم الناتج القومى فى حصيلة الضرائب تقريبا وقد توسعت الانشطة التجارية والخدمية بصورة ملحوظة خاصة بعد ضخ السيولة المتتالية فى مشروعات البناء والاعمار عبر الاتفاقيات الاخيرة.
هذا التوسع صاحبته ظهور انماط تجارية وخدمية متزايدة لم تكن بالكثرة الواضحة لدى ديوان الضرائب من قبل وقد زاد منها سهولة التواصل مع المركز التجارى (الخرطوم) بعد فتح طريق عطبرة –بورتسودان وسرعة الحركة والنقل هذا فضلا عن ظهور التجارة الحديثة التى تتيح التعامل بين المنتج الاساسى والمستهلك الاخير والذى القى بظلال كساد وخروج من الاسواق للكثير من الممولين مما يعرف سابقا بتجارة الجملة ، وهذا واضح جدا فى إعتماد التحصيل حاليا وبدرجة كبيرة فى الولاية على الانشطة الخدمية ، مع تدني متواصل للانشطة التجارية .
يمكن إعتبار الضريبة على القيمة المضافة أفضل من غيرها من حيث مميزاتها وسماتها اذا ما طبقت بالشكل السليم أى لابد من ضرورة إحلالها لكل أنواع الضرائب غير المباشرة الاخرى دون إستثناء بعكس ما حدث فى السودان اذ مازالت بعض انواع الضرائب غير المباشرة الاخرى مستمرة فى التطبيق لبعض السلع والخدمات كضريبة رسوم الانتاج لعدد من السلع وكذلك لابد من ضرورة إلغاء كل الرسوم المحلية والولائية حتى يمكن لهذه الضريبة ان تحقق اهدافها من حيث السياسة المالية والنقدية بعيدا عن اعتبارها ضريبة إيرادية فقط كما يحدث الآن فى السودان ، ولكن وبالرغم من ذلك يعتبر تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في السودان أفضل من أنواع الضرائب غير المباشرة الاخرى وذلك لانها تستهدف القيم المضافة الامر الذي يقلل او يحد بشكل كبير من عمليات التهرب الضريبى ويزيد من كفاءة وعدالة هذه الضريبة مقارنة مع غيرها من أنواع الضرائب غير المباشرة الاخرى التي حلت محلها ونأمل ان يكون الإحلال لهذه الضريبة كاملا لكل أنواع الضرائب غير المباشرة الاخرى حتى تحقق اهدافها المطلوبة من حيث المعلومات وتقليل او الحد من التهرب الضريبي ومزيدا من الايرادات وبذلك تزيد الكفاءة والعدالة الضريبية وبالتالي تكون بديلا أمثل كضريبة إحلالية لباقى انواع الضرائب غير المباشرة الاخرى.
الضريبة على القيمة المضافة - التهرب الضريبي - ديوان الضرائب - السودان
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
سعادة الدكتورة عفراء الفاضل محمد عثمان.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. مقال ممتاز ومميز..عكست من خلاله واقع الحال في ولايتنا ولاية البحر الأحمر.. زادك الله علما وتقى ورفعة ونفع بك وبعلمك.
جزاك الله خيرا الدكتور مصطفى