من إنسانية القرآن إلى قرآنية الإنسان
د. فاضل يونس حسين | doctor fadhil youns
03/10/2020 القراءات: 2887
من إنسانية القرآن إلى قرآنية الإنسان
لا يشك قارئ القرآن الكريم في كونه إنسانيا بمعنى الكلمة، وهنا نعني بالقارئ من يتجرد من الأفكار السابقة، والآراء المسبقة، والتصورات المنحازة، فالقارئ هو من يقرأ المادة التي أمام ناظريه قراءة موضوعية مجردة عن الهوى والمذهب والطائفة والمعتقد بمعناه الشامل.
فالقرآن الكريم نزل على رجل عربي اللسان والقومية والنشأة والتربية والبيئة، ومع كل ذلك لا نجد في هذا الكتاب المجيد شيئا من تعظيم العرب وتفضيلهم وتكريمهم وتمييزهم عن القوميات الأخرى، والقرآن الكريم ذكر اسم محمد الرجل العربي الذي نزل عليه القرآن خمس مرات في خمس سور متفرقة، أربع منها باسمه محمد ومرة واحدة ذكر فيها باسم أحمد.
ولو قارنا عدد مرات ذكر نبينا مع نبي الله موسى الكليم لرأينا العجب، كيف لا وقد ورد ذكره (136) مئة وستا وثلاثين مرة، في (34) أربع وثلاثين سورة من سور القران الكريم؟! (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، محمد فؤاد عبد الباقي). ولعل من حكم تكرار اسمه في القرآن أن الله تعالى فصل في حياة موسى ما لم يفصل في حياة الأنبياء الآخرين، فقد ذكر مراحل حياته جلها إن لم يكن كلها.
وليس هذا مقتصرا على موسى، بل تكرّر اسم عيسى في القرآن الكريم 25 مرّة، وتكرر لقبه 11 مرة، وتكرر اسم "مريم" 34 مرة، وتكرر لقبها 23 مرة.
الكلمة محمد واحمد موسى عيسى لقب عيسى مريم لقب مريم
عدد المرات 5 136 25 11 34 23
وهذا يجعلنا على يقين من إنسانية القرآن الكريم، وأنه للإنسانية جميعا. قال تعالى: ﴿يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ﴾ الحجرات: 13.
وهذه الآية الكريمة التي استشهد بها الأمين العام للأمم المتحدة في مواضع، تنقل الإنسان العادي إلى الإنسان القرآني الذي يتجسد فيه أحكام القرآن الكريم، وهي ما نعني به قرآنية الإنسان. وبإيجاز: فإن إنسانية القرآن تقود إلى قرآنية الإنسان. وإن غدا لناظره قريب.
القران- الانسان- القرانية- الانسانية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
أستاذي الكريم جزاكم الله خيرًا على المعلومات الثرية، ولكننني أرى أن اختياركم ألفاظ "إنسانية القرآن" قد جانبه الصواب، إذ أول ما يطرأ على ذهن القارئ أو المشاهد للمقال أن الباحث يقصد أن القرآن يمكن قرءاته مثل قراءة أي كتاب إنساني- وهو معنى لا تقصده حضرتك مطلقا- كما يفعل بعض العلمانيين الذين يقولون بإنسنة القرآن الكريم أي التعامل معه كأي كتاب إنساني يمكن قبول أشياء منه ورفض بعضها بل ويمكن نقده كما يزعمون ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
شكرا جزيلا على هذا الموضوع الرائع جزاكم الله خيرا الدكتور الكريم، ففي القرآن الكريم عبر ومعاني روحانية تجعل القارئ يشعر براحة نفسة كأنه وجد ضالته في الدنيا والآخرة.
السلام عليكم أخي الفاضل جميل المكرم قد قلت وجزاك الله خيرا انني لا اقصد الانسنة ... وهذا جميل كجمال اسمكم، ومن الواضح أن المقصد هو صفة الإنسانية التي اختارها القرآن الكريم لخطاب الناس جميعا، فهو ليس عنصريا، وبالمناسبة فقد كتبت عن القرآنيين بحثا منشورا بعنوان الاريكيون وهو موجود هنا بتمامه............ز اشكر لجنابكم المرور الكريم
السلام عليكم اختي المكرمة مريم الفاضلة شكرا جزيلا لاشادتك وثنائك ونسال الله تعالى القبول بالاخلاص
اعجبني المقال وحسنا فعلت دكتور
أعجبني المقال وشكرا
الانسان والقران يجب ان يكونا متلازمين لان الانسان من دون القران يفقد انسانيته اسال الله ان يزيد في علمك لتنفع الناس