مدونة م .م زين العابدين عباس ناصر


جائحةُ كورونا وتَحَدِّياتُ البَشَرِ في النَّمطِ العالَمِيِّ

د.زين العابدين عباس الصافي | ZAINALABADEEN ABBAS ALSAFI


21/01/2021 القراءات: 5144  


تُعَرَّفُ (فيروساتُ كورونا) بأنها فصيلةٌ كبيرةٌ من الفيروساتِ التي قَدْ تُسَبِّبُ المَرَضَ للحيوانِ والأنسانِ، ومِنَ المعروفِ أنَّ عدداً من الفيروسات كورونا تُسَبِّبُ لدى البشرِ حالاتِ عدوى الجهاز التنفسي التي تتراوح حِدَّتُها من نزلاتِ البردِ الشائعة إلى الأمراضِ الأشدِّ وَخامَةً مثل متلازِمَةِ الشرقِ الأوسطِ التنفسيةِ، ويسبِّبُ هذا الفيروسُ المُكتَشَفُ مؤخراً مرضَ فيروس (كورونا كوفيد-19) وهو مَرَضٌ مُعْدٍ. ولَمْ يكُنْ هناكَ أيُّ علمٍ بوجودِ هذا الفيروس وهذا المرضِ المستجدَّينِ قبل اندلاعِ الفاشِيةِ في مَدينةِ يوهان الصِّينيةِ في كانون الأول/ديسمبر 2019، مِمّا لا شَكَّ أنَّ ما حدث في الصين نهايةَ عامِ 2019 من انتشارِ هذا الفيروس ومن ثَمَّ انتشارِهِ في العالَمِ أتاحَ بعضَ الفرضياتِ تُرَوَّجُ منها أولاً: إنَّ هذا الفيروس ليسَ إلا مُخَلَّقاً في مختبرات سِلاح بايلوجيٍّ ضدَّ الصين من قِبَلِ الولايات المتحدة الأمريكية. ثانياً: إنَّ هذا الفيروس مُخَلَّقٌ من قبل الصين لِأغراضٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ، إضافةً إلى سلسلةِ أفلامِ الخيالِ العلميِّ التي أُنْتِجَت خلالَ السِّنينَ الماضيةِ ومنها فيلمُ (كونتيجن) الذي يتحدَّثُ عن شيءٍ شبيهٍ بالأنفلونزا الإسبانية عام 1918 والذي عُرِضَ لِأوّلِ مرةٍ في عامِ 2011 مِمّا جَعَلَ بعضَ البَشَرِ ينظرونَ بتأنٍّ إلى المشاكِلِ والأزَماتِ البشريةِ التي تَتَواصَلُ لِحَدِّ الآنَ، ومن أعراضِ هذا المرضِ التي تكونُ الأكثرَ شُيوعاً هي (الحُمّى، الإرهاق، السُّعالُ الجافُّ) وقد يُعاني بعضُ المرضى من الآلامِ والأوجاعِ أو احتقانِ الأنفِ أو الرَّشَحِ أو ألمِ الحَلْقِ أو الإسهالِ، وعادَةً ما تكونُ هذه الأعراضُ خفيفةً وتبدأ تدريجياً. ويُصابُ بعضُ الناسِ بالعدوى دونَ أن تظهَرَ عليهم أيُّ أعراضٍ ودونَ أن يشعروا بالمرض. وتُشيرُ بعضُ التقاريرِ إلى أنَّ الحالاتِ قد تَصِلُ إلى (مليونٍ ونصفِ) إصابة أو أكثرَ وهنا أغلبُ البَشَرِ مُجْمِعٌ على مُقاتَلَةِ هذا الفيروس (بالحَظْرِ والحَجْزِ والعَزْلِ) مِمّا يُساعِدُ على تخفيفِ حَدِّ الإصابة، وبنفسِ الوَقْتِ يحتاجُ العالَمُ إلى إمكانيةِ رُؤيةِ العدُّوِّ أي استراتيجيةِ (كشف العدو) وهذا يحدُثُ من خلالِ الاختبارات بِشَكْلٍ مُكَثَّفٍ ومُتَواصِلٍ لِمُحاوَلَةِ كَشْفِ الفيروس وأماكِنِ تَواجُدِهِ. وإنَّ طُرُقَ انتقال هذا الفيروس تكونُ بطريقَتينِ، الأولى: انتقال الرذاذ عن طريق الجهاز التنفسي، ثانياً: انتقال العدوى عن طريق الاتصالِ المباشر. وإن لِأزمَةِ كورونا بعضَ المؤشراتِ الإيجابيةِ منها: 1- إنَّها ساعَدَتْ على إدارة الفريق الواحد عن بُعْدٍ. 2- أظهَرَتْ هذه الأزمةُ مواهِبَ بعضِ الناس الذينَ كانوا هُمْ أنفُسُهُم عاجزينَ عن اكتشافِها. 3- إنَّ هذِهِ الأزمَةِ لها دورٌ في إظهار حَوكَمَةٍ جديدةٍ وهي (حَوكمة الأخلاق) مع الأزمةِ في ظِلِّ غيابٍ كامِلٍ للأخلاقِ بينَ الدُّول وهي تتسابَقُ للحصولِ على حُلولٍ لها للخُروجِ من هذِهِ الأزمَةِ على حِساب دُوَلٍ أخرى. ولا نُخفِي دورَ التحدِّيات الرائِدَ وخاصَّةً بينَ تفشّي هذا الوباءِ وسُرعَةِ استجابةِ المُجتَمَعِ، ومنها: 1- إنَّ البطء أو التأخُّرَ بِنَشْرِ المعلومات عن المرض والاستجابةِ له يُؤَدّي إلى تفاقُمِ مَخاوُفِ المُجتَمَعِ والتهويلِ من الفاشيةِ. 2- إنَّ غيابَ المعلوماتِ وقلةَ الوعي بتدابيرِ الحمايةِ أدّى إلى تفاقُمِ انتشارِ المَرَضِ. 3- إنَّ التأخيرَ في اتِّخاذ الإجراءات لوقفِ الشائعات أو عدمَ اتخاذِها أدّى إلى سُوءِ فَهْمٍ، وقد يُؤَثِّرُ في ثِقَةِ الناسِ في السُّلطاتِ الصِّحِّيَّةِ، كما يُعَزِّزُ سُلوكياتٍ خطيرةً، ومن هذه الأمثلةِ لبعضِ التحدياتِ المحتملِ مواجهَتُها أثناءَ تَفَشِّي الوباءِ فمنها: 1- مُرافَقَةُ المريضِ أو زِيارَتُهُ مِنْ بعضِ الأهْلِ والأقاربِ في المُسْتَشْفى. 2- ذهابُ بعضِ الأفراد عندَ الشُّعورِ بالمَرَضِ إلى العديدِ من المُستَشفَيات المختلفة، قبلَ تحديد إحداها لألتماسِ الرعايةِ الصحّية (ويُطلَقُ عليها في بعض الأحيان تَسَوُّقَ خدماتِ الأطباء أو المستشفيات) لذلِكَ يَجِبُ أنْ تكونَ هُناكَ توعيةٌ مَعَ مَنْ نَتَعاوَنُ ضِدَّ تَفَشِّي هذا الوباءِ فمنهم: 1- الحكومةُ المحليةُ والمجتمعُ المدنيُّ. 2- العامِلونَ في أماكِنِ الرعايةِ الصِّحية. 3- جهاتُ التأثيرِ الدينيةُ والمجتمعيةُ. 4- جهاتُ التأثيرِ في وسائِلِ الإعلامِ ووَسائِلِ التواصُلِ الاجتماعي. وعلى هذا الأساسِ هُناكَ عِدَّةُ تساؤُلاتٍ حَوْلَ هذا الوباء فمنها: 1- هَلْ ينتقِلُ هذا الفيروس عِبْرَ الهواءَ؟ 2- مَنْ هُمْ الأشخاصُ المُعَرَّضونَ لِخَطَرِ الإصابةِ بمَرَضٍ وَخيمٍ؟ 3- هَلْ هُناكَ لُقاحٌ أو دَواءٌ أو عِلاجٌ لمرضِ كوفيد-19؟ 4- كَمْ تستغرِقُ فترةُ حَضانَةِ هذا المرضِ؟ 5- هَلْ يُمْكِنُ أنْ أُصابَ بمرضِ كوفيد-19 عن طريقِ الحيواناتِ الأليفة؟ 6- كمْ مِنَ الوقتِ يَظَلُّ الفيروس حَياً على الأسْطُحِ؟ كُلُّ هذه التساؤلات تكمُنُ في عِدَّةِ إجاباتٍ منها: 1- تُشيرُ الدِّراساتُ التي أُجْرِيَتْ حتى يومِنا هذا إلى أَنَّ الفيروس ينتقِلُ في المَقامِ الأوَّلِ عن طريقِ مُلامَسَةِ القُطَيرات التنفُّسِيَّةِ لا عن طريقِ الهواء. 2- إنَّ الأشخاصَ المُعَرَّضينَ لِخَطَرِ الإصابَةِ هُمْ المُسِنُّونَ والمُصابونَ بحالاتٍ طِبِّيةٍ موجودةٍ مسبقاً مثل (ارتفاعِ ضغطِ الدَّمِ، أمراضِ القلب، داء السُّكَّريِّ) يُصابونَ بمرضٍ وَخيمٍ أكثرَ مِنْ غَيرِهِمْ. 3- إنَّ فترةَ حضانةِ هذا المرضِ ما بينَ (1-14) يوماً. 4- لا يوجَدُ لُقاحٌ أو دَواءٌ أو عِلاجٌ حتى يومِنا هذا. 5- لا توجَدُ بَيِّناتٌ تُشيرُ إلى أنَّ الحيواناتِ الأليفةَ قد أُصيبَتْ بعَدْوى هذا المرضِ أو يُمْكِنُها نشرُ هذا الفيروس. 6- لا تُعرَفُ على وَجهِ اليقينِ فترةُ استمرارِ الفيروس حياً على الأسْطُحِ ولكنْ تُشيرُ الدراساتُ أنَّ هذه الفيروسات قَدْ تَظَلُّ حَيَّةً لِبِضْعِ ساعاتٍ أو لِعِدَّةِ أيّامٍ باختلاف الظروفِ.


جائحة كورونا تحديات البشر توعية صحية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع